غير مصنف

آمال تتحطم بأقلام ليس لها ضمير

بقلم : محمد كامل العيادي

في وقتٍ تتطلع فيه الأعين إلى ماضٍ عريق، فهذا يرسم لنفسه الطب، وذاك الهندسة، وتلك إعلام، الى آخره، وأثناء ذلك تُحبس الأنفاس والآهات والزغاريد، وتقف الأم مع الأب والأهل في انتظار بزوغ شمس النتائج وكأنه يوم الحشر، إلى جنة أو نار، نجاح أو رسوب، حتى تظهر الكارثة لتجد من كان مستهدفا الطب يُصدم بصاعقة الـ 50% مع مواد تخلف، والآخر راسباً نهائياً حتى في مادة الدين والاقتصاد والاحصاء، شيء غريب، حتى المواد التي لا تضاف إلى المجموع أغموا الناس بها، والغريب في الأمر من كان غير متوقعا أن ينجح أصلا حصل على نسبة مئوية جيدة، ليحقق ذلك فيديو لمصححي الورق عبر “الفيس بوك” يظهر فيه مدى استهتاره في التصحيح واللامبالاة، ليأتي بعد ذلك التظلم ليكون القشة التي ينجو منها الطالب من الغرق، ولكن تخونه هذه القشة لتأخذه للموت، فالتظلم لا يعني تعديل وتصحيح خطأ في التصحيح، ولكن فقط هو حصر الدرجات ليس إلا، أي لا يمكن لأحد بتصويب ما أشار إليه بالخطأ وكأنه أمراً إلاهياً.
بهذا التعسف تأفل شمس عام دراسي كله حرمان، حرمان من الخروج، وحرمان من الزيارات العائلية، حرمان من أي شيء تشتهيه النفس من أجل توفير الوقت وتوفير مبلغ الدروس الخصوصية التي لكم باع طويل في انتشارها حتى أصبحت مافيا، لو حضرتك أعطيت جزء من الاهتمام بالمدارس ما كان لهؤلاء أي صفة، لا أحد يدعي أن أولياء الأمور هم من أعطو هؤلاء الفرصة، هل لك أن تقول لنا ماذا يفعل أولياء الأمور عندما يجدون عدم إهتمام المدارس، بكل تأكيد سيتجهون إلى من ينهبهم وينهب أموالهم، فهل يأتي اليوم الذي نرى فيه تعديل هذه المنظومة لوقف نزيف الأموال، والتي تتراوح ما بين سبعة آلاف إلى عشرة آلاف جنيه شهريا.
كسر القلوب، وتحطيم الآمال، وإشعال الحرائق في البيوت، وتدمير جيل بعد جيل، بأيدي أُناس لا تعي ولا تفهم أي شيء عن الثانوية العامة فضلا عن المواد التي تقوم بتصحيحها، ليكون لدينا جيلاً خائفاً، مرتعداً، مُعقداً، على أوتار أقلام لا ضمير لها محسوبه على وزارة التربية والتعليم، كيف ينبض ضميره وهو يصوب الخطأ والعكس دون أن يقرأ، نعم نُدرك أن هذا لا ينطبق على كل مصححي الأوراق، ولكن لا نُنكر وجودهم، هل يُعقل أن يمسك المصحح بما يسمى “نموذج الاجابة ” ويقوم بمقارنة حل الطالب به، أجعلونا نتفق جدلاً أن هذا صحيحا هل سنكون على ثقة أن هذا المصحح سيعطي كل ذو حق حقه، أم “هيكروت” لكثرة ما لديه من أوراق مطالب أن يقوم بتصحيحها، وليس من المنطق أن يطابق كل الإجابات مع النموذج، وحتى لو طابقها ولم تماثلها حرفيا يعتبر الإجابة خاطئة حتى ولو كانت الإجابة صحيحة 100% ولكن أختلف الأسلوب، هل هذا يُعقل؟ هل هذا واقعي؟ المفترض يعلم هذا المصحح أن لكل طالب طريقة مختلفة في الحل، كما يقول المثل ” كل شيخ له طريقتة”.

إن كنا نريد جيلاً فاهماً، فلا بد أن نغير هذه الطريقة، فالتعامل بهذه الطريقة مع طلاب الثانوية العامة، يفرز جيلا معقدا نفسيا جراء الظلم البيِّن، ليتأكد لدى كل ذو ريب أن الخوف من الثانوية العامة حقيقة وليست خيالا، لله المشتكى، والله المستعان، والله يعوض على الجميع في عام ضاع.
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى