تقارير و تحقيقات

«جروبات الماميز».. من نصائح التعليم إلى الشائعات والتسويق الإلكتروني

إسراء عبدالفتاح

تتجمع أمهات طلاب المدارس في المراحل التعليمية المختلفة على مجموعات خاصة، بتطبيقات المحادث الشهيرة أمثال «ماسينجر» و «واتساب»، بهدف متابعة أبنائهم في المدارس وتبادل النصائح والخبرات المختلفة في ما يخص تعليم الأبناء.

المجموعات التي تحوي أعداد كبيرة من الأمهات يطلق عليها «جروبات الماميز»، وهي منتشرة على مدار السنوات الأخيرة، ولكن في الفترات القليلة الماضية، بدأت هذه المجموعات في اتخاذ شكلًا آخر يخرج عن الهدف التي أنشأت من أجله.

فتبادلت الأمهات عليه الشائعات حول فيروس كورونا المستجد الذي اجتاح عدد كبير من الدول العربية، وكذا نشر شائعات خاصة بتأجيل الدراسة، وإصابة بعض التلاميذ في المدارس بفيروس كورونا، فضلًا عن الإعلان عن منتجات معينة واستخدام المحادثة في أغراض التسويق.

أدمن جروب «ماميز»

عائشة مختار، أدمن الجروب، تقول إن المجموعات تنشر التوعية عبر الصفحات المختلفة، مطالبةً بحملات من كليات الطب، ووزارة الصحة بالمدارس، لطمأنة الطلاب وتدريبهم على طرق التعامل مع هذا الفيروس.

وأضافت، خلال لقاء تليفزيوني، أن هناك عددًا من التسجيلات الصوتية، التي جرى إعادة نشرها مرة أخرى، مع بداية العام الدراسي الثاني، وهي في الأساس تعود لفترة الالتهاب السحائي الوبائي.

وأوضحت، أن هناك حالة من الفزع الممنهج، التي يجري تصديره لأولياء الأمور، الأمر الذي تداركته الدولة وتعاملت بشفافية مع المواطنين، ما طمأن عدد كبير منهم، بعد الإفصاح عن الأعداد المصابة والمشتبه في إصابتهم.

أمهات وأولياء أمور

وتضيف مها السيد ربة منزل، أن مجموعات التواصل بين الأمهات على برامج المحادثات، مفيدة على مستوى التعليم فقط، فالأمهات من خلالها ينقلون تجارب أبنائهم، سواء مع مدرس معين أو من خلال تقديم المساعدات إذا تغيب أحد التلاميذ عن اليوم الدراسي.

وتضيف لـ«اليوم»، أن هذه المجموعات بدأت تتحول لمشاجرات، عندما تبدأ إحدى الأمهات بالشكوى من طفل قد أخطأ في حق طفل آخر لتبدأ معركة الأمهات بين بعضهن.

وأشارت وفاء ممتاز، ربة منزل، إلى أن جروبات الواتساب المعروفة بـ«جروبات الماميز»، هي تجربة سيئة، فهناك أمهات تقوم بإختلاق المشكلات، والشكوى من مدرس بعينه، فتساندها باقي الأمهات، حتى يصل الأمر للتفكير في شكوى هذا المدرس في وزارة التربية والتعليم، دون الرجوع إليه، لافتةً إلى أن مثل هذه الجروبات مفيدة في متابعة الأطفال من حيث معرفة الواجبات، والاطمئنان على سلوك الأطفال.

حنان محمد ربة منزل تقول أيضًا، إن هذه المجموعات لها خطورة كبيرة، قد تصل إلى تحذير الأمهات المنفصلين من آباء الأطفال بداعي أنهم سيخطفون أطفالهم، ما يصنع توترًا وخوفًا لدي الأمهات على أبنائهم بدون داعي.

أما غادة محمود، وهي ربة منزل، فأشارت إلى أن هناك أمهات تخرج عن نطاق الحديث في ما يخص مشكلات الأطفال، وتبدأ بترويج منتجات خاصة بها، حتى تصل الرسائل إلى 800 رسالة في الساعة، وينقلب جروب الماميز إلى جروب شراء أون لاين.

جروبات تخرج عن النطاق

ومن جانبها تقول الدكتورة شادية قناوي، أستاذة علم الإجتماع بجامعة عين شمس، إن ما يعرف بـ«جروبات الماميز» تمثل بديلًا مناسبًا لمجالس الآباء، اللذين لم يصبحوا مهتمون بالمشاركة فيها، نظرًا لحالة الانشغال التي لا تترك للجميع أوقاتًا كافية لمثل هذه الأنشطة.

وتضيف لـ«اليوم»، أن مجموعات الأمهات على تطبيقات المحادثات، تخرج عن النطاق الذي يتم إنشاؤها من أجله، في كثير من الأحيان، مشيرةً إلى أن الهدف الأساسي منها منح الأمهات نصائح تعليمية وسلوكية مهمة للأطفال.

وتابعت أن الخروج عن نطاق المحادثة في هذه المجموعات، غير صحيح، لأنه بذلك تنشر المعلومات من غير مصادرها الموثوقة، فهناك كثير منها خاطئة وناتجة عن تجارب شخصية، قد تعود على الغير بالضرر.

وأوضحت، أنه إذا تم استخدام هذه الجروبات بالشكل الصحيح، فإن ذلك يُمكن للأمهات من التعرف على السلوكيات المنحرفة للأبناء.

ورأت أن ذلك يكشف الطفل العدواني الكثير التعدي على زملائه، إضافة إلى الطفل المتراجع في تحصيل العلم أو «البليد»، كما تسهم أيضا في كشف سلبيات البيئة التي يعيش فيها التلاميذ بمدارسهم.

محادثات تسبب مشاكل أسرية

وبدوره حذر الدكتور علاء الغندور، استشارى التحليل والتأهيل النفسي، خلال تصريحاته لـ«اليوم» من «جروبات الماميز»، التي يمكن أن تخلق مشكلات أُسرية، خاصةً مع اختلاف الحياة الشخصية للمشتركات فيها، ما يجعل كل منهن تتطلع على بيئة معيشية مختلفة، تؤدي في الكثير من الأحيان إلى عدم رضا النساء عن الحياة الواقعية لهن.

وأوضح، أن نشر المشكلات الاجتماعية على نطاق واسع من أكثر أسباب تزايد الأزمات الأسرية، ما يحتاج إلى وعي خاص بدور هذه الجروبات، وعدم الانخراط فيها بشكل عميق، حتى لا تتأثر كل سيدة بالأخرى، وبالمشكلات الكثيرة المتنوعة التي تعرضها العضوات على هذه الجروبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى