غير مصنف

عبدالراضي الزناتى يكتب / العمالة المصرية في الخارج.. أحياء داخل قبور

خرجوا من ديارهم تاركين خلفهم حملا ثقيلا ما بين أطفال صغار وآباء وأمهات كبار في السن وزوجات ربما لم يمكثوا معهن إلا القليل من بعد ليلة العرس.

كل منهم يبحث عن بغيته وهدفه ذاك يحمل ليسانس كذا وآخر أنهى دراسة الدبلوم وحمل شهادة أداء الخدمة العسكرية وبين ذلك وذاك أحدهم لم ينل حظه من مراحل التعليم ولكنهم في النهاية يجمعهم جواز سفر واحد ومهنة واحدة مكتوب في بطاقاتهم عامل مهنة كذا.

بين بناء ومحار ومبيض وصنايعي سيراميك حمل أبناء وعمال مصر حقائب السفر الخاصة بهم في رحلة إلى خارج الوطن للبحث عن لقمة العيش الكريم تركوا خلفهم كل ذي رحم وحملوا أحلامهم فقط معهم، كل منهم يحاول أن يحقهها بطريقته حتى وإن جاءت بطعم الشقاء والهوان.

لم تنصفهم الظروف الأخيرة بسبب ما حدث في العالم كله وانتشار فيروس كورونا المستجد على أنحاء المعمورة، وكل يوم اتصالات واستغاثات يطالبون بعودتهم إلى الوطن وعندهم الاستعداد لتحمل أي نفقات كلا على قدر استطاعته فمنهم من يملك ومنهم من لا يجد قوت يومه.

لم تفلح نداءاتهم ولا البث المباشر للفيديوهات التي ينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي رغبة منهم في أن يستجيب أحد من المسئولين في حكومة بلدهم ويرسل طائرات تحملهم إلى أوطانهم وأهاليهم.

وبالرغم من ذلك لم يستمع أحد إلى أصوات العمال المصريين المقيمين في الخارج داخل الأراضي السعودية والكويتية وغيرها من دول العالم.

حبسوا أنفسهم داخل غرفهم كأنها قبور أغلقت عليهم وهم أحياء وحاولوا أن يرسلوا بعض الرسائل هنا وهناك على أمل أن يستجيب أحد ويعودوا إلى الدنيا تاركين حياة الموتى التي يعيشونها وهم مجبورين عليها.

أنقذوا العمالة المصرية المقيمة في كل دول الخليج العربي فإنهم والله أحياء داخل قبور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى