مقالات

الدكتور ياسر جعفر يكتب/ في رحاب نعمة أمن الوطن

لو تحدثنا عن نعمة امن الوطن فهذا الموضوع ربما ياخذ مجلدات لاننا بنتكلم عن الجهاذ المناعي للوطن بمثابة الجهاذ المناعي لجسم الانسان !!! اذا حدث اضطراب للجهاذ المناعي فيحدث اضطراب لجميع اعضاء الجسم وتكون عرضة للميكروبات والفيروسات ويحدث تدمير لجميع جسم الأنسان ويهلك!يمكننا تصور أن الجهاز المناعي هو عبارة عن جيش يدافع عن موطنه من الغزاة، ويتم تحصين الجيش من خلال الجلد وطبقة القرنية في العين وبطانة المخاط الموجودة في الفم والرئتين والخلايا والأنسجة في الأمعاء.

ليس هذا فقط، بل أن الإفرازات والسوائل التي تخرج من الجسم تساعد في دفع الجراثيم للخارج كما أن الإنزيمات الموجودة فيها تقوم بقتل الجراثيم!! ففي حالة قوة الجهاذ المناعي فيكون حماية للجسم ولجميع اعضائه ويدافع عن الجسم بقوة !! كذالك امن الوطن يحتاج الي جهاذ مناعي قوي لكي يتمتع الوطن وجميع افرادة بالامن والامان !!: نعمة الأمن ففي ظلاله يأمن الناس علي انفسهم واموالهم وأعراضهم وفي رحابه ينصرفون إلي شئونهم ومصالحهم في غير خوف ولا ذعر !! وفي رحاب الأمن تؤدي الاعمال وتحقق الأمال ويسود النظام وتسعد الأمة وتحلو الحياة !! ان السعادة تنشر علي الناس اجنحتها حيث يحل الامن والامان ويكثر الخير وينمو الرزق ويزيد الانتاج والله تعالي -اذا أحب قوما رزقهم حب الطمأنينة والسلامه ودفعهم الي طريق الخير والرشد والاستقامة وباعد بينهم وبين الشرور والمآثم وحال بينهم وبين احداث الجرائم :: التي تنذر بالخطر وتطلق الشر وتجلب المتاعب وتخلق المصائب وتلقي الرعب في القلوب !! فالأمن: ضروري للإنسان: كضرورة الطعام والشراب والعافية للابدان ولعظم شأنه في اسعاد العباد من الله- تبارك وتعالي – به وجعله عديلا للطعام الذي تدفع به ثروة الجوع فقال تعالي ( الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)الذي أطعمهم من جوع شديد، وآمنهم من فزع وخوف عظيم.،ونعمة الأمن تحتاج راعي قوي وبما وراءه شعب قوي علي قلب رجل واحد ولذلك قالي تعالي(قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا)قال ذو القرنين: ما أعطانيه ربي من الملك والتمكين خير لي مِن مالكم، فأعينوني بقوة منكم أجعل بينكم وبينهم سدًا.!! فالراعي يحتاح ان نكون معه بقوة لدفع الشر عن الوطن وعدم مخالفته !!:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ، وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ ، وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي ، وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي ، وحَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ : وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي والقيادة في الشريعة الإسلامية مسئولية وتبعات وأحمال، وليست عزا وسلطانا وتجبرا وتسلطا، بل لها حقوق، وعليها واجبات، هذه المسئولية هي التي جعلت عمر يقول عن الخلافة: ليتني أخرج منها كفافا لا لي ولا علي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته.
إن التعسف في استخدام الحق يسقط الحق، وإذا كانت الرعية قد أمرت بطاعة الراعي والسمع له، فإن الراعي قد طلب منه صيانة الرعية والنصح لهم والشفقة عليهم، وأن يشاورهم ويشركهم في الرأي، وأن لا يأمرهم بمعصية، فإن أمرهم بمعصية فليس له طاعة، قانون متوازن، حقوق وواجبات لكل من الحاكم والمحكوم، جعلت الخليفة الأول صلى الله عليه وسلم يقول يوم توليه الخلافة: أيها الناس، إني وليت عليكم، ولست بخيركم، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم.
وهذا المبدأ الإلهي الذي بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة طبقه صلى الله عليه وسلم في حادثة يرويها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيقول:

أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قطعة من الجيش أميرا، وأوصاه بالرفق بجنده، ووصى جنده بالسمع والطاعة له، وخرجت السرية، يأمرها الأمير فتطيع، لكن وقع من بعض أفرادها التوقف عن إطاعة أمر من الأمور، فغضب الأمير، وفكر في درس للجند يجعلهم ينفذون الأوامر، ولو كانوا كارهين، ولو كانوا لا يعرفون حكمتها ولا نتائجها، كشأن الأوامر العسكرية في هذه الأزمان، فقال لهم وقد نزلوا منزلا: اجمعوا لي حطبا، فجمعوا له حطبا، قال لهم: أوقدوا لي على هذا الحطب، فأوقدوا له الحطب، واشتعلت النار، فقال لهم: ألم يقل لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسمعوا لي وتطيعوا؟ قالوا: بلى قال: فإني أدعوكم وآمركم بعزم وتصميم أن تدخلوا هذه النار، ألقوا أنفسكم فيها، هذا أمري فأطيعوه، وإلا كنتم عاصين لأمره صلى الله عليه وسلم لكم بالسماع لي وطاعتي، ونظر بعضهم إلى بعض، يقول بعضهم: علينا تنفيذ الأوامر، وفي تنفيذها النجاة من نار جهنم، وفي تنفيذها النجاة في الدنيا، لن تحرقنا إذا كنا بدخولها نطيع الله، فقد كانت بردا وسلاما على إبراهيم، وقال الآخرون: لقد فررنا بديننا من أهلينا الكفار هروبا من نار جهنم، ودخولنا هذه النار معصية، والمعصية تؤدي إلى النار، فلن ندخلها، وهم بعض الفريق الأول أن يدخلوها، فحجزهم الأمير، وقال لهم: إنما كنت أمزح معكم، وأختبر مدى طاعتكم لي، ولم أكن أقصد دخولكم فيها.
ورجعت السرية إلى المدينة، وأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بما وقع لها، فشكر الفريق الذي امتنع، وأثنى عليه ومدحه، وبين لهم أن الأمر بالطاعة ليس مطلقا، بل لا يدخل فيه الأمر بالمعصية، والأمر بدخول النار هنا معصية، لأنه أمر بإلقاء أنفسكم في التهلكة، وأمر بقتل النفس، وقتل النفس من أكبر الكبائر، وقال للذين هموا بدخول النار: لو دخلتموها ما خرجتم منها إلى موتى محروقين، عاصين، فكنتم مستحقين لنار الآخرة الدائمة، واعلموا أنه لا طاعة لأمير في معصية الله. بهذا يكون الجهاذ المناعي للدولة الذي يمثل الجيش قويا ويجتاذ كل الصعاب والحمد لله وطننا يتمتع بجيش قوي يقاتل اي فيروس ارهابي او ميكروب خائن يريد بعبث الامن القومي !!! وللاسف هناك خونه وعملاء يشككون بالجهاذ المناعي للوطن !! الكل سمع ورائ علي القنوات المأجوره ودعاره الاعلام جايبين اشباه الرجال يتكلم علي الجهاذ المناعي للوطن وحصنها المنيع !! وهذا الخائن يقول كم مره انتصر هؤلاء الجنود !!! هل انت ايها المرتزق تعلم شئ عن قوة وبساله هذا الجيش العظيم !!! انت تكون مين لكي تتكلم عن سادتك بهذه الطريق يأمجور !!! وهذا الصنف من الذين يتخذون الوطنيه شعارا لاجرامهم واثارة الفوضي والاضطراب في الامة وزعزعه امنها!! ان الشعب المصري والمخلصين من الامة العربيه تتجه اليوم بكل طاقتها وامكانياتها تحت شعار الامن للجميع ! (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) ولا يجرمنَّكم» يكسبنكم «شنَآن» بفتح النون وسكونها بغض (قوم) لأجل «أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا» عليهم بالقتل وغيره «وتعاونوا على البرِّ» بفعل ما أمرتم به «والتقوى» بترك ما نهيتم عنه «ولا تعاونوا» فيه حذف إحدى التاءين في الأصل «على الإثم» المعاصي «والعدوان» التعدي في حدود الله «واتقوا الله» خافوا عقابه بأن تطيعوه «إن الله شديد العقاب»!! وذهب الدين في التسامح والتسامي فبين ٱلي ٱكثر من ذلك ٱن العدل من عدو الإنسان أقرب للتقوي كما قال الله تعالي(يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) يحملنكم بُغْضُ قوم على ألا تعدلوا، اعدِلوا بين الأعداء والأحباب على درجة سواء، فذلك العدل أقرب لخشية الله، واحذروا أن تجوروا. إن الله خبير بما تعملون، وسيجازيكم به.اللهم ألهمنا نصرة دينك لتنصرنا ،والعمل بشريعة نبيك ورسولك لتنقذنا ومكن لنا ليصلح فينا قولك الكريم(ولينصرن الله من ينصرة إن الله قوي عزيز+ الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة+ وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر + ولله عاقبة الامور)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى