تقرير

لأسباب تكتيكية تقرر ارتداؤها على رأس الرجال.. تعرف على أبرز المعلومات عن الكوفية الفلسطينية

تزامنًا مع معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، انتشر ارتداء الكوفية الفلسطينية بين مؤيدي فلسطين في مختلف الدول العربية وغيرها، لا سيما بعد ردة الفعل القاسية والعنيفة من قوات الاحتلال على المدنيين، والتي لم تفرق في قصفها بين طفل وشيخ كبير، مستشفى ودور عبادة، وهذا ما كان له الأثر البالغ في تعاطف كبير من دول العالم مع الشعب الفلسطيني، واستهجانهم الشديد لما يفعله الاحتلال بحق المدنيين، ومن ضمن مظاهر التعبير عن التأييد والمؤازة ارتداء الكوفية الفلسطينية، تلك التي تعد علمًا يعبر عن الدولة الفلسطينية منذ عشرات السنين.

وفي هذا الصدد يرصد موقع وجريدة “اليوم” أبرز المعلومات الخاصة بالقضية الفلسطينية.

ما هي الكوفية الفلسطينية؟

هو نوع من الملبس يتم ارتداءه على الرقبة، ويعد من المظاهر التي تعبر عن الشعب الفلسطيني، وهو من الرموز التي تتوارثها الأجيال منذ عشرات السنين، وقامت باكتساب شعبية كبيرة في مختلف دول العالم، حتى صار من يرتديها هو دليل على تعاطفه وتأييده للشعب الفلسطيني إزاء ما يتعرض له من قوات الاحتلال.

ما هي دلالة الرموز المنقوشة على الكوفية الفلسطينية

تعد الرموز المنقوشة على الكوفية الفلسطينية تعبيرا عن التراث الفلسطيي، فتمثل غصن الزيتون رمز القدس، كما ترمز شبكة الصيد المنقوشة على الكوفية، إلى العلاقة القوية بين البحارة الفلسطينين والبحر المتوسط.

ويعبر الخط العريض الموجود في منتصف الكوفية إلى خطوط التجارة الممتدة في فلسطين وتاريخها الحافل بالتبادل التجاري والثقافي.

من وشاح يُرتدى في الريف.. إلى رمز للمقاومة الفلسطينية

اشتهرت الكوفية في الفلسطينية في بادئ الأمر كمجرد وشاح يتم ارتداءه في مناطق مختلفة، كالريف والبدو وغيرها، ولم يلبث أن صار تعبيرا عن المقاومة الفلسطينية ورمزًا لها أثناء ثورة فلسطين 1936، 1939، ولأسباب تكتيكية قام زعماء الثورة بتوحيد لبس الكوفية الفلسطينية على الرأس الرجال، وذلك لكي تستطيع سلطات الانتداب أن تفرق بين الثوار وتعتقلهم، وكان قبل الكوفية الفلسطينية اردتداء العمامة والطربوش هو السائر، فتم الاستغناء في مقابل اللباس الجديد.

ألوان الكوفية الفلسطينية تعبر عن التيارات السياسية المختلفة

بدأ الكوفية الفلسطينية في أول الأمر باختيار اللون التقليدي، وهو الأبيض والأسود، ثم بعد ذلك انتشرت الكوفيات بألوان مختلفة، أشهرها المنقطة باللون الأحمر والأسمر على خلفية بيضاء، واعتمدت اللون الأحمر منها للفيلق العربي شرق الأردن، وفي وقت لاحق تحولت إلى رمز فلسطيني وطني، وكان الرئيس ياسر عرفات يحرص على ارتداءها.

ومع مرور الوقت أصبحت الكوفية ترتبط وجدانيا بالنضال الذي قام به الفدائيون والمتظاهرون في فلسطين وخارجها.

 وتحولت ألوان الكوفية الفلسطينية بعد ذلك إلى تعبيرات عن التيارات السياسية الأهم.. فتميل حركة فتح إلى ارتداء اللون الأسود والأبيض، بينما اليسار الفلسطيني مالوا إلى اللون الأحمر والأبيض.

قوات الاحتلال تنتقد من يرتديها وتوجه له سيلا من الاتهامات

صارت الكوفية الفلسطينية تسبب إزعاجًا كبيرًا لقوات الاحتلال، ويمثل من يرتديها يدعم الإرهاب والتطرف، فلقد قام الاحتلال بإيقاف سلسلة متاجر أمريكية عام 2007، وذلك لكونها تبيع الكوفية، حيث قام نشطاء أمريكيون بتقديم شكوي من هذه المواد، هذا ما دفع التاجر إلى أن التنويه على أنه لم يكن ينوي التعاطف مع الإرهاب.

ياسر الحرباوي: الكوفية من إنتاجنا ويجب علينا أن نصنعها نحن

أصبح صناعات النسيج تتراجع في المنطقة، وفي داخل الفلسطين، ومع هذه الحالة صارت الصين هي المكان التي استيراد الأجزاء المهمة منها، حيث دخلت الشركات الصينية إلى المنافسة في سوق إنتاج الكوفية، وذلك مع تزايد الإقبال الكبير، والشعبية الجارفة له، ومن الدول المنتجة لها أيضا سوريا، أما داخل فلسطين، فعلى مدى خمسة عقود كان ياسر حرباوي المصنّع الفلسطيني الوحيد للكوفية.

يملك مصنع الحرباوي للنسيج 16 آلة، وفي عام 1990 كانت جميع الآلات تعمل مما يجعله ينتج ما يقرب من 750 كوفية يوميا، وفي عام 2010 تم استخدام جهازين فقط، ليتحول الإنتاج إلى 300 كوفية فقط في الأسبوع.

يستخدم حرباوي القطن بنسبة 100% في صناعة الكوفية، بعكس المنتجين الصينيين، وفي التعبير عن هذا يقول عزت حرباوي عن أهمية إنتاج رمز فلسطيني في فلسطين: «إن الكوفية هي من تقاليد فلسطين ويجب أن يتم صنعها في فلسطين، يجب علينا نحن أن نصنعها».

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى