مقالات

من نيس إلى فيينا.. طعنة جديدة للإنسانية بأيدي الإرهاب

كتب عبدالرحيم أبوالمكارم حماد 

إرهاب لايتوقف وجرائم وعنف لاتنتهي ويتساقط الأبرياء وتغرق الساحات والشوارع بدماء الآمنين وتمتلئ بالاشلاء والجثث هذا هو حال العالم الآن.

من نيس إلى فيينا يهل علينا الإرهاب بوجة القبيح من جديد ، بعد أن أصبحت أوربا مؤخراً هدفاً للعمليات الإرهابية، ليكشف الوجه القبيح للجماعات الإرهابية ، بأنها لا يمكن بأي حال أن تكون منتمية إلى الدين اﻹسلامي أو أي دين على وجه اﻹطلاق ، إذ أن الإرهاب لا دين له ، لا يحترم مسجد أو كنيسة أو معبد .

شهدت أوربا في الآونة الأخيرة سلسلة من الهجمات التي وقعت من قبل متطرفين، من بينها محاولة هجوم من رجل مسلح بسكين على رجال الشرطة في مدينة أفيغنون الفرنسية ، وحادثة مدينة نيس الفرنسية.

أمس عاود الإرهاب الأسود ليمارس هويته المفضلة ،إذ أن حوالي الساعة ٨ مساء الإثنين وقع إطلاق نار في العاصمة النمساوية فيينا أولها في محيط معبد يهودي بقلب المدينة، وتحدثت الشرطة عن سقوط وعن وجود مسلحين بأسلحة “طويلة” في ستة أماكن ، اسفر هجوم فيينا عن مقتل 3 ومصابون ، قتل منهم أحد الضحايا في أحد مواقع إطلاق النار، فيما لفظت امرأة أنفاسها الأخيرة في المستشفى بعد إصابتها، بحسب عمدة فيينا ميخائيل لودفيغ. ويسود اعتقاد بأن هناك نحو 12 مصابا آخرين مازالوا في المستشفى،بعضهم في حالة حرجة.

وكتب الرئيس النمساوي فان دير بيلن في تغريدات على تويتر: “لقد تأثرنا جميعًا بشدة بالهجوم الإرهابي المزعوم في وسط مدينة فيينا. تتماشى أفكارنا وتعاطفنا مع الضحايا والمصابين وعائلاتهم”.

وأضاف: “أود أن أشكر كل رجال الشرطة والإسعاف والقوات المسلحة الملتزمين بحماية ديمقراطيتنا وحريتنا. دعمنا يذهب للمواطنين الذين ما زالوا مضطرين للصمود في الوضع غير المستقر في المدينة الداخلية”.

واستطرد: “سندافع عن حريتنا وديمقراطيتنا معًا وبعزم وبكل الوسائل. أنا على اتصال بالحكومة الاتحادية وأشكرك نيابة عن الجمهورية على بيانات الدعم من رؤساء الدول والحكومات الدوليين”.

فيما وصف المستشار النمساوي سيباستيان كورتس ما حدث بأنه “هجوم إرهابي بغيض”، مؤكداً مقتل أحد المسلحين.
وقال كورتس في تغريدة على تويتر “نحن نجتاز ساعات عصيبة في جمهوريتنا”.
وأضاف “شرطتنا ستتعامل بحزم مع مرتكبي هذا الهجوم الإرهابي المثير للاشمئزاز”، مشدّداً على “أنّنا لن نرضخ للإرهاب وسنحارب هذا الهجوم بكل ما أوتينا من قوّة”.

من ناحيته الرئيس الفرنسي ماكرون يقول إن هجوم فيينا “استهدف بلداً صديقاً، استهدف أوروبا” و”لن نتنازل عن أي شيء”. وكتب ماكرون عبر تويتر باللغتين الفرنسة والألمانية: “نحن الفرنسيين نشاطر الشعب النمساوي الصدمة والحزن .. إنها قارتنا الأوروبية ويجب أن يعرف أعداؤنا مع من يتعاملون .. لن نستسلم لأي شيء”.

وشدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على ضرورة “عدم الاستسلام للكراهية التي تسعى لاستهداف مجتمعاتنا”. وجاء في تغريدة للوزير الألماني “نتضامن مع الجرحى ومع الضحايا في هذه الساعات الصعبة”، معتبراً أنّ نطاق الأعمال الإرهابية لم يتضح بعد، ومشيراً إلى “أنباء صادمة ومروعة” ترد من النمسا.

وقال وزير الداخلية النمساوي إن الشرطة تبحث عن مهاجم واحد على الأقل لا يزال هارباً.

إن هذه الجريمة الجديدة النكراء والتي تضاف إلى سجل الإرهاب البغيض تكشف بما لا يدع مجالاً للشك عن الوجه القبيح للإرهاب الذي لا يرعى للنفس البشرية وأماكن العبادة أي حرمة وتكشف أيضاً زيف الجماعات المتطرفة التي ترتدي عباءة الدين لتبرير أعمالها الإرهابية بينما الإسلام منها برئ.

ونؤكد على إدانتنا واستنكارنا لهذا العمل الجبان ودعمنا الكامل للأجهزة الأمنية والشرطية بالعالم للقضاء على ظاهرة العنف والتطرف والإرهاب.

ليس غريباً مايحدث في العالم الآن من عمليات إرهابية، طالما أصبحنا جميعا في خط المواجهة من الحرب التي يشنها الإرهاب والمتطرفين، طالما هناك حكومات وأنظمة وتنظيمات تضرب بكل الإتفاقات والأعراف الدولية عرض الحائط ، وتقدم الدعم اللوجستي والناري والمالي والمعنوي «لكلابها الضالة» من مرتزقة ومليشيات و جماعات مسلحة أعداء الدين والإنسانية جمعاء ،حتى يمارسوا هواياتهم المفضلة من قتل للمدنيين والأبرياء وانتهاك للحرمات وسلب للممتلكات وتدمير للمؤسسات والمنشآت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى