مقالات

عبدالرحيم أبوالمكارم حماد : الأوضاع الإثيوبية … وفرص غرق تيغراي في مستنقع العصابات

تعد انتخابات سبتمبر التي أجريت في تيغراي، التي أجلتها الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وقررت تأجيل الانتخابات في عموم البلاد جراء تفشي فيروس كورونا، على نطاق واسع، سببا للتدهور الأخير في إثيوبيا والمعاناة التي يعيشهاالمواطنين.

الانتخابات التي أجريت في تيغراي في سبتمبر كانت بمثابة تحدٍ للحكومة الفيدرالية، وأدت إلى تصعيد التوترات في إثيوبيا، فيما وصف البرلمان الاتحادي العملية بأنها “غير قانونية”.

في ٤ نوفمبر أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد عن هجوم عسكري بعد اتهام قوات تيغراي بالهجوم والاستيلاء على قاعدة عسكرية في ميكيلي، عاصمة الإقليم، وهي تهمة تنفيها قوات تيغراي.

الضربات الجوية والمعارك البرية أودت بحياة المئات، ودفعت اللاجئين إلى التدفق عبر الحدود إلى السودان، وأشعلت النار في رماد الانقسامات العرقية في إثيوبيا ثانيةً، كما أثيرت تساؤلات حول مؤهلات آبي أحمد، وهو أصغر زعماء القارة الأفريقية سنا والفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2019.

ويرى المتابعون للوضع المشين في تيغراي أن الحرب أودت بحياة الآلاف ودفعت قرابة 45 ألف شخص للجوء إلى السودان، وشردت كثيرين غيرهم داخل تيغراي وزادت من معاناة السكان في الإقليم، حيث يوجد نحو 600 ألف نسمة كانوا يعتمدون على المساعدات حتى قبل الحرب التي اندلعت يوم الرابع من نوفمبر.

في الوقت ذاته تستعد وكالات الإغاثة في إثيوبيا لإرسال قوافل المساعدات إلى إقليم تيغراي، رغم تقارير عن اشتباكات لا تزال تجري بعد حرب استمرت شهرا يُعتقد أنها أودت بحياة الآلاف، ودفعت آلافا آخرين من اللاجئين للهرب إلى السودان عبر طرق تتناثر عليها الجثث.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن وكالات الإغاثة لم تعد قادرة على إعادة ملء مخازنها بالموارد الغذائية والصحية وإمدادات الطوارئ الأخرى، بسبب عدم القدرة على الوصول إلى المنطقة.

وبرغم سيطرة القوات الاتحادية على ميكيلي، عاصمة تيغراي، لا تزال هناك اشتباكات بين قوات الحكومة وقوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، بحسب تقارير، ويتوقع بعض الخبراء أن الصراع في تيغراي سيكون “طويل الأمد”.

حيث يقول المراقبون والمتابعون للشأن الإثيوبي بأن الحرب التي تخوضها إثيوبيا منذ قرابة شهر ضد قوات متمردة، ربما تتحول إلى حرب عصابات رغم إعلان القوات الاتحادية النصر بعد سيطرتها على عاصمة الإقليم.

ويرى المراقبون أن القتال، الذي اندلع في الرابع من نوفمبر أودى بحياة الآلاف وأدى إلى تدفق موجة من اللاجئين على السودان، وجرّ إريتريا إلى الصراع وفاقم الجوع والمعاناة بين سكان تيغراي، الذين يربو عددهم على خمسة ملايين نسمة.

ولا زالت التقارير تصدر حول استمرار الاشتباكات بين قوات الحكومة الإثيوبية، وقوات “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي”، بالرغم من أن الاتصالات ما زالت غير كافية او كاشفة، غير أن دخول الإقليم بالأصل ممنوع.

وكانت القوات الاتحادية قد سيطرت على ميكيلي، عاصمة تيغراي، خلال ساعات فقط يوم السبت الماضي. وفر قادة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إلى التلال قائلين إنهم يقاومون ويأسرون جنوداً.

وقال دبرصيون جبرمكئيل، زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، في رسالة نصية رداً على سؤال عن القتال المستمر في الإقليم: “نعم، على ثلاثة اتجاهات. اثنان حول ميكيلي .. وواحد على بعد 50 كيلومتراً

نخلص هنا أن الأوضاع في تيغراي لن تكون المواجهات فيها ذات طبيعة خاطفة، أو حتى مواجهات محدودة الأثر، إذ يؤكد محللون أن جيش تيغراي قوة جيدة التدريب يعود تاريخها إلى ثمانينيات القرن الماضي عندما قادت حركة حرب العصابات بها، تحالف الجبهة الثورية الديمقراطية للشعب الإثيوبي إلى السلطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى