تقارير و تحقيقات

“اللعبة قلبت جد”.. ريم طفلة بالدقهلية تعلم جيرانها في الشارع

نورا سعد وسامح الألفي

من الأزمة ينبعث الأمل ومن الشدة ينكشف الفرج، ومع الوباء تجد الدواء وفي زمن كورونا ترى المعجزات.. طفلة في نعومة أظافرها، لم يتعدى عمرها الـ 12عاما تقرر أن تصبح حديث الساعة بفعلها العفوي وببساطتها التي لم تقصد بها أن تكون محط انطار الجميع، ساقتها برائتها إلى تعليم أبناء قريتها بوضع سبورة بالشارع وتدرس للأطفال عليها أمام المارة.

قالت ريم خيري الطفلة البالغة 12 عاما، والتي استهدفت تعليم أبناء قريتها بوضع سبورة بالشارع وتدرس للأطفال عليها أمام المارة، بمدينة ميت غمر بالدقهلية، أنها تقضي وقتها في اللعب واللهو مع الأطفال المجاورين لها، لافتة أن الموضوع بدأ بلعبة قلبت جد ومع غلق المدارس فكرت فى فكرة لاستغلال هذا الوقت.

ريم خيري طفلة تعلم جيرانها الأصغر منعا سنا بالشارع ريم خيري طفلة تعلم جيرانها الأصغر منعا سنا بالشارع

وأضافت ريم لـ”اليوم”أنها بعد إنهاء لعبة “الأبلة والتلاميذ” مع جيرانعا الاطفال أعحبت بالفكرة وشجعها جيرانها على الإستمرار بها، ولاقت قبولا واسعا بين الأطفال، جعلها تتواصل مع غيرهم لانتشار الفكرة في القرية، واستغلال هذا الوقت فى التدريس، لافتة أنها قامت بعمل جدول ونظمت المواد التى سوف تقوم بتدريسها لبقية الأطفال.

وأشارت ريم إلى أنها نالت تشجيعا كبيرا من والدتها وجيرانها، موضحة أنها تقوم بإعطاء دروس للأطفال دون مقابل، وذلك بهدف عدم نسيان المناهج الدراسية التى تلقوها فى المدرسة، مشيرة إلى أنها تقرأ الدروس في الصباح وتفهمها جيدا ثم تعيد شرحها للاطفال في مواد “اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات”.

ريم خيري طفلة تعلم جيرانها الأصغر منعا سنا بالشارع
ريم خيري طفلة تعلم جيرانها الأصغر منعا سنا بالشارع

وأضافت ريم أحب اللعب مثل باقي الاطفال والعب معهم بعد انتهاء من الشرح لهم، حتي لا يتم تقييدي في فكرة المدرسة فحسب، مشيرة إلى أنها بدأت بالكتبة على أوراق إلى ان ساعدها الجيران بشراء سبورة وادوات الكتابة كي تستمر في الفكرة إعجابا بفكرتها ورغبة في استمرار اطفالهم في تذكر المواد الدراسية.

موضحة أنها تلميذة مجتهدة في دراستها ومستواها الدراسي جيد كما تمنت أن تصبح معلمة لمادة الرياضيات، وتمنت أن تعمم الفكرة بشكل عام كي لا ينسى الاطفال دروسهم وعدم السماح للعب ان يشغل كل الوقت على حساب تحصيلهم الدراسي.

ريم خيري طفلة تعلم جيرانها الأصغر منعا سنا بالشارع
ريم خيري طفلة تعلم جيرانها الأصغر منعا سنا بالشارع

وقالت والدة ريم لـ اليوم”، إنها فى البداية كانت خائفة على تأثر مستوى ابنتها الدراسى وتأخرها عن تحصيل موادها، بتنفيذها لهذه الفكرة، إلا أن ريم طلبت منها تنفيذها وأكدت لها أنها لن تؤثر على دراستها، بل ستساعدها فى مراجعة ما درسته، وأوضحت والدة ريم خيرى، أنها تأمل فى أن تصبح ابنتها من أفضل الناس وكما تتمنى هى، فى حين عبرت ريم عن أمنيتها، فى أن تصبح مدرسة رياضيات مستقبلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى