مقالات

عبدالرحيم أبوالمكارم حماد : إيرانيين لايعرفون إلا الدماء واقصاء الآخرين

بعد غرق اليمن في الحرب والفوضى ، بعد كل من العراق وسوريا ولبنان، ينكشف لنا بجلاء الإستراتيجية‏‏‏ الوطنية الإيرانية ، إذ أن المنطقة العربية بدءا من دول الخليج العربية تمثل نقطة الإهتمام الرئيسية لدى النظام الإيراني، وهذا ما يساعدنا في فهم الإندفاع الإيراني الكبير نحو التدخل في هذه المناطق واشعالها بالحروب والفتن والمصير المجهول.

الوضع في اليمن

إيران تكمن تركيبتها وطبيعتها في أن أيديولوجيتها السياسية والإجتماعية تعتمد اعتماداً كبيراً على استخدام قوة السلاح وعلى إقصاء الآخرين ونشر الفوضى.

وقد أسهمت الظروف السياسية التي عمت المنطقة العربية منذ قيام الثورة الإيرانية وحتى وقتنا الحاضر في فتح الطريق أمام التدخلات الإيرانية السافرة.

كان اندلاع ثورات الربيع العربي وتحولها إلى صراعات دامية ومسلحة داخل بعضها ، من أحد الأسباب الرئيسيةللتواجد العربي في معظم البلدان العربية، كما في الحالة السورية، واستغلال إيران لعلاقتها بالنظام السوري؛ لإدخال المليشيات الشيعية الموالية لها إلى الأراضي السورية، وانغماسها في الصراع المسلح بصورة مباشرة.

كان إحتلال العراق، وسقوط نظام صدام حسين وحزب البعث، حول العراق إلى نقطة رخوة، وفتح المجال أمام إيران للتخلّص من القوة المعادلة لها، التي وقفت في وجه نفوذها وحاربتها ثماني سنوات، وقد نفذت إيران إلى العراق عبر المكون الشيعي.

ولم يعد خافيا أمام أعين العالم، أن التدخل العسكري لإيران في الملف السوري أطال أمد الحرب، وأقحم النزاع في قالب طائفي لن تسلم البلاد من تبعاته في العقود القادمة. كما أن إيران زادت من معاناة أهل اليمن عبر دعمها لمجموعة الحوثيين، ليصبح اليمن مسرحا لأسوأ كارثة إنسانية في تاريخ البشرية، وفق شهادة الأمم المتحدة والمراقبين.

في الوقت الذي أرتفعت فيه الأصوات والتنديدات بمخبة انتشار الأسلحة النووية ومحاولات منع الإنتشار النووى أستمر النظام الإيراني الفاشي في مشروعه النووي ضارباً بالاتفاقيات الموقعة بينه وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية عرض الحائط، متجاهلا محاولات التهدئة مع أمريكا،مهددا الجميع باستمراره دون توقف في مشروعه النووي وتخصيب اليورانيوم.

إن أعلنت للعالم بأنها ستواصل تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015، إذا لم تنفذ أطراف الاتفاق الأخرى التزاماتها.

وسبق ان أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدول الأعضاء في تقرير سري، أن “إيران بدأت في إنتاج معدن اليورانيوم، وهو مادة يمكن استخدامها لتشكيل نواة الأسلحة النووية

جدير بالذكر أنه في نهاية العام الماضي، أقرّ البرلمان الإيراني الذي يهمين عليه المحافظون، قانوناً يلزم الحكومة بوقف العمل بالبروتوكول الإضافي وطرد مفتشي الوكالة، في حال لم ترفع الولايات المتحدة العقوبات المصرفية والنفطية التي فرضتها على طهران.

كان سعي إيران المستمر لحيازة تكنولوجيا الصواريخ من بين الأسباب التي ذكرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قرار الانسحاب من الصفقة النووية متعددة الجنسيات في عام 2018.

ان إيران وسعيها في امتلاك الأسلحة النووية يرتبط بالهيبة الإيرانية والنفوذ الداخلى والخارجى، وبالتالى فرض القوة السياسية تجاه الجيران والمنافسين الإقليميين،

الرئيس الأمريكي جو بايدن

الأمر الذي معه حض الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة الماضي الزعماء الأوروبيين على العمل معا للحد من أنشطة إيران “المزعزعة للاستقرار” في الشرق الأوسط. وقال بايدن خلال أول إجتماع افتراضي له مع حلفائه في مجموعة السبع إن “تهديد الانتشار النووي لا يزال يتطلب دبلوماسية وتعاونا دقيقَين في ما بيننا”.

وعينت إدارة الرئيس جو بايدن، روبرت مالي، مستشار السياسة الخارجية السابق بإدارة باراك أوباما، مبعوثاً خاصاً بالشأن الإيراني.

كان تجاهل العام للتهديدات وجرائم النظام الإيراني , ثم قرار الإدارة الأمريكية الجديدة لوقف مبيعات الأسلحة للسعودية ولإلغاء تصنيف الحركة الحوثية كمنظمة إرهابية عالمية وتعيين ممثل خاص لواشنطن في اليمن، يوحي ذلك إلى إستمرار إنطلاق زحف الحوثيين نحو مأرب وأراضي يمينية، وهجمات متكررة على المنشآت السعودية وأراضيها عقب إعلان هذه المبادرات بأيام حتى يومنا هذا.

وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه أتفق مع الحكومة الإيرانية رغم إلغاء البروتوكول الإضافي، وأن أنشطة الرقابة والتحقق التي تقوم بها الوكالة ستستمر لمدة 3 أشهر أخرى”.

إيران هي أكبر تهديد للسلم والأمن في الشرق الأوسط عبارة تأتي رداً على الجيش الإيراني، بأنه يبنى ما يطلق عليها “مدن صواريخ” في مواقع تحت الأرض في الخليج، لتهديد منافسيه في المنطقة.

فمن حين لآخر، تعرض إيران سلسلة مترامية الأطراف من الأنفاق تحت الأرض ومراكز القيادة المشاركة في برنامج الصواريخ الإيراني

إيران لاتتوقف عن الهجوم على ناقلات النفط الدولية في مضيق هرمز أو الهجوم على الأراضي السعودية وقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن ، فهي تعمل بنشاط مستمر على توسيع عدم الاستقرار في المنطقة، وهدفها عدائي خبيث وهو تقويض أمن المنطقة بأَسرها.

من يتجاهل او لايدرك دور إيران في سوريا واليمن، إذ إن النظام الإيراني يوفر طائرات من دون طيار وأسلحة موجهة، وأنواعا من القنابل للحوثيين في اليمن لمهاجمة دول الجوار والقوات الداعمة للنظام اليمني الشرعي.

وفي ظل كل هذا التصعيد وتجاوزات النظام الإيراني، يبدو واضحا انشغال العديد من دول العالم الكبرى، بالسعي لتخفيف التوتر وتفادي إمكانية وقوع حرب جديدة في الشرق الأوسط، خشية العواقب الوخيمة المترتبة على تبعية تلك الحرب ودمويتها وآثارها الجانبية.

عبدالرحيم أبوالمكارم حماد

كاتب ومحلل سياسي مصري

باحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى