انتشر مؤخرًا العديد من وقائع هتك عرض الأطفال، بعدما ظن الكثير أنهم بمأمن عن الطامعين، وأن الجميع ينظر
إليهم، فلا يرى إلا البراءة التي تسكن جسدا صغيرا، لا يمكنه أبدا أن يثير شهوة أو يشبع غريزة.
وبدأت تتردد في آذاننا بل شاهدتها أعيننا، سلسلة من حوادث التحرش، أستهدف مرتكبيها صغارًا تحولوا فجأة إلى ضحايا في سجلات محاضر هتك عرض واغتصاب في تقارير الطب الشرعي.
ومن ناحية أخرى ينحصر شعور أسرة الطفل المعتدي عليه بين الخزي والعار، ويتراجع الكثير منهم عن إخطار الأجهزة الأمنية خوفا من الفضيحة، وكان ذلك سببا في عدم ظهور وقائع تحرش التي تعرض لها أطفال سابقون إلى الساحات.
ولكن بعدما اجتاحت كاميرات المراقبة حياتنا، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي فيما بيننا، بدأ الخوف ينسحب تدريجيا من قلوب الأسر، وتخرج عن صمتها لتروى صوتًا وصورة ما حدث لأطفالهم أما الجهات الرسمية، لينال الجاني عقوبته ويشفي غليل قلوبهم.
طفلة “المعادي”
الواقعة الشهيرة مؤخرا التي قام المتهم “محمد جودت”، الذي يعمل مشرف أمن، باستدراج الطفلة “يارا “، ٦ سنوات، بمدخل عقار بميدان الحرية في المعادي، محاولا هتك عرضها، لكن سرعان ما كشفت أمره كاميرات المراقبة، خاصة بمعمل تحاليل محل الواقعة.
تم القبض على المتهم، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
الطفلة “رؤى” 2019
وشهدت منطقة العجوزة، جريمة قتل طفلة لم تتجاوز 8 سنوات من عمرها، بعد قيام عامل بـ”سوبر ماركت” يدعى “هيثم”، باغتصابها وقتلها ثم إلقاء جثتها داخل كرتونة بجوار منزلها حتى عثرت عليها أسرتها، ونجحت مباحث الجيزة في إلقاء القبض عليه، واعترف بارتكاب الجريمة.
تم تنفيذ حكم الإعدام على المتهم.
طفلة “البامبرز” 2017
كما خيمت حالة من السخط على الرأي العام أيضًا، بعد حادث اغتصاب طفلة رضيعة لم تتجاوز العامين، على يد عامل اعتدى على الطفلة “جنا” وألحق بها أضرارًا جسيمة، الواقعة التي عُرفت إعلاميا بـطفلة البامبرز.
نفّذ حكم الإعدام بحق المتهم، باغتصاب الطفلة، بعد تأييد الحكم الصادر بتاريخ 7 نوفمبر 2018.
الطفلة “ميادة” 2014
تعرضت الطفلة “ميادة”، 3 أعوام ونصف، للاغتصاب على يد عشيق الأم، بعد أن قدمتها الأم له، ليمارس معها الرذيلة بوحشية بعد تخديرها بـ”الترامادول”، بأن وضعت الأم المخدر في كوب العصير لطفلتها، لكي تغيب عن الوعي، حتى يتمكن عشيقها من معاشرتها جنسيًا دون مقاومة.
وقضت محكمة جنوب الجيزة، حكم الإعدام شنقا على المتهم.
الطفلة “رحمة” 2014
هكذا حدث مع الطفلة “رحمة” في محافظة كفر الشيخ، أثناء عودتها من المدرسة بعدما تعرضت لاغتصاب وحشي من قبل شخص، بالغ 19 عامًا قرب مسكنها.
وكلف مدير الأمن بنقل الطفلة إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة لتلقي العلاج وتم الحكم بالسجن المؤبد على المتهم.
الطفلة “زينة” 2013
لقيت طفلة 5 أعوام، تدعي زينة، مصرعها بعد أن استدرجها اثنان إلى شقة أحدهما في بورسعيد، وحاول نزع ملابسها لاغتصابها، وقاما بإلقائها من الدور الخامس للعقار ولاذا بالفرار، تم الحكم بحبس المتهمين 15 عامًا.
معظم الاعتداءات تكون جنسية على الأطفال
وفي هذا السياق، يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إنه في ظل تعرض كثير من الأطفال للتحرش، تشير الإحصاءات الرسمية إلي أن 18 % من الاعتداءات تمارس من النوع الجنسي على الأطفال.
وأضاف لـ”اليوم” أنه هذه الإحصائية لابد أن نلتفت إلى خطورة ما تمثله على مجتمعنا، الأمر الذي يضطرنا إلى تلقين الأطفال وتوعيتهم بكيفية التعامل في حالة تعرضهم لأي موقف مشابه مثلما حدث مع الأطفال السالف ذكرهم.
وأوضح أن ذلك يكون من خلال غرس خصوصية الجسد في نفوس الأطفال وأن هناك أماكن محظورة اللمس، وفي حال وقوع ذلك فلابد من إبلاغ والدته بمن تطاول عليه.
وأكد أن التحرش يبدأ بالتودد والعاطفة، في إشارة منه إلى ضرورة توعية الطفل برفض تلقي أي شيء من الإغراءات خاصة عندما تكون من أشخاص غرباء عنهم.
وأشار الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية والأسرية، إلى أنه لابد من تربية الأطفال على النوم الانفرادي بحيث يكون لكل منهم سريره الخاص، والتشديد عليهم بعدم النوم خارج منزله، وكذا توعيته بطرق الاستغاثة بالآخرين مثل الصراخ، في حال تعرضه لأي موقف مشابه.
ونصح الآباء بتعليم أطفالهم أنواع من الرياضات التي تمنح الطفل القدرة على الدفاع عن نفسه، مثل رياضة “الكونغ فو”، مشددًا على تعليم الطفل كيفية النظر في عين المتحرش لأن الأخير غالباً يكون مهزوزًا، وحال شعوره أن ضحيته قوية فإنه يعمل على التراجع فورًا.
