مقالات

دكتور محمد جمعه: كيف نقضي علي البطالة ؟

سؤال صعب لا يستطيع أحد أن يجيب عليه إلا إذا كان يملك الإرادة السياسية لتنفيذ التوصيات التي سوف يحتويها هذا المقال إن جميع دول العالم تعاني من البطالة وبنسب مختلفة حسب ثقافة تلك الشعوب والحالة الاجتماعية والإقتصادية فأنت تتعجب إذا سمعت أن المملكة العربية السعودية أقوي اقتصاد عربي يعاني شبابها من البطالة في حين أن المملكة بها ما يزيد عن خمسة ملايين عامل أجنبي وأنا ضربت المثل بالمملكة العربية السعودية لأوضح للحكومة أن البطالة ليست ناتجة عن قلة دخل للناتج القومي وإنما عن سوء تخطيط للاستفادة بالعنصر البشري وتوطين الوظائف وطالما أن مشكلة البطالة ليست توفير الأموال إذا فما سبب المشكلة وكيف يتم حلها ؟

بداية يجب أن نقر أن الحكومات المتعاقبة منذ ثورة ١٩٥٢م لم تهتم ببناء العنصر البشري كأولوية أولي واهتمت بالشكل الرسمي للدولة ومؤسساتها السيادية ولما مرت به مصر من حروب ونكبات أتت علي الأخضر واليابس ولم تترك للمواطن إلا الفتات ولا يناله إلا بالصراخ والأنين حتي تتعطف عليه الحكومة وتبادر باعطاء مسكنات لا تسمن ولا تغني من جوع

ولكي لا نتوه عن موضوعنا الأساسي وهو كيفية حل مشكلة البطالة فإنني سأضع رؤية متواضعة كفيلة بحل مشكله البطالة والاستفادة من طاقات المجتمع العاطلة ولا أدعي أني معي عصا سحرية أو ستساعدني جن سليمان لحل تلك المشكلة ولندخل لصلب الموضوع لحل مشكلة البطالة المزمنة بناء علي تضافر جهود العديد من الاجهزة والمؤسسات التي سوف تساهم بشكل أو بآخر لحل المشكلة وأؤكد أنه لا مشكلة من الزيادة السكانية طالما أن الكثافة السكانية في الحدود المقبولة عالميا والاستفادة من ثروات الوطن لم تستنفذ وهناك طاقات وموارد رهيبة تنتظر اجيالا كثيرة لتنميتها والاستفادة منها ومنها الزراعة والتعدين والطاقة الشمسية وطاقة الرياح وهي طاقات متجددة لا تنضب ولكل جيل أن يستفيد منها بالطريقة وبالشكل الذي يتناسب مع احتياجات الفترة ونعود للاجراءات اللازمة لحل مشكلة البطالة وهي :-

أولا:لابد للدولة أن تلغي كافة القوانين الضريبية وتربط الضرائب بالتشغيل بمعني مشروع رأس ماله مائة الف جنيه وبه عدد ٢عمال مؤمن عليهم تأمين حقيقي لمدة عام يعفي من الضرائب بشكل كامل وهذا يساعد الكثير من الأفراد الي فتح مشاريع صغيرة وتوظيف المزيد من العمالة لتلك المشاريع

ثانيا :تخفيض الطاقة الكهربا والغاز والمياة للمشاريع كثيفة العمالة فكلما زاد عدد العاملين بالمصنع يتم تخفيض قيمة الطاقة والخدمات المقدمة وليس مضاعفتها كما يتم الآن

ثالثا:تعديل قوانين العمل بما يضمن حق العامل وحق صاحب العمل وتحديد ساعات العمل ونشر ثقافة احترام القوانين الخاصة بالعمل من خلال الندوات وبرامج التوك شو ومن رجال أعمال وشخصيات محترمة

رابعا: تيسير تملك الشباب في شكل جمعيات للأراضي الصحراوية وتسهيل اجراءات الموافقة علي انشاء مشاريع زراعية وانتاج زراعي صناعي لحوم ودواجن واسماك وعدم فرض أي ضرائب علي تلك المشاريع وتوفير الطاقة والنقل بسعر مدعم

خامسا :التوسع في انشاء المناطق الصناعية وتكون حسب المناطق فمثلا صناعي زراعي حيواني في الدلتا صناعي تعديد ومحاجر في المدن المتاخمة للجبال وهكذا للاستفادة للميزة النسبية من توفر الخامات لتلك المصانع

سادسا :تسهيل اجراءات التسويق الداخلي والتصدير لتلك الكيانات الصغيرة من خلال شركة قابضة تقوم بجمع الانتاج المحلي وتصديره لمختلف الدول الاوروبية والعربية والأفريقية

سابعا :تيسير الاقراض لصغار المنتجين وحسب احتياج كل نشاط وتسهيل استيراد الادوات والمعدات اللازمة دون اي رسوم جمركية

ثامنا : تفعيل نظام النقاط بمصلحة الضرائب فكلما حقق مصنع أو شركة تشغيل عدد أكبر حصل علي اعفاء ضريبي أكبر وتوضع ضوابط لذلك لا يتسع المقال لذكرها

تاسعا : إعادة النظر في التعليم الصناعي والزراعي والتجاري ووضع مناهج تعليم مع تدريب بالمصانع والشركات بما ينتج عن المخرجات التعليمية مهارات فعلية في مختلف المجالات تفيد المجتمع وتحقق النفع لنفسها ولتطوير التعليم الفني مقال مفصل ان شاء الله

تلك هي خطة متكاملة لحل مشكلة البطالة فعليا إذا كان لدي الدولة النية الصادقة لحلها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى