مقالات

هل تغاضي المجتمع الدولي عن جرائم ميليشيا الحوثي الوحشية كضوء أخضر لحصد أرواح الأبرياء بلا هوادة

يشهد اليمن حربا طاحنة وفوضى وتشريد للأبرياء منذ نحو أكثر7 سنوات، أودت بحياة الآلاف ، وبات أكثر من 80 بالمئة من سكان اليمن، يعتمدون على الدعم والمساعدات ومنهم يعيشون بلا مأوى، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وسط سلوك أممي نجد فيه للأسف غياباً لمواقف حاسمة، الأمر الذي يشكل كارثة محققة لليمنيين البسطاء، حيث لن يتمكن مئات الآلاف من الحصول على الغذاء والماء أو مكان آخر للنزوح إليه.

اليمن الجريح يغرق في الدماء والفوضى في غياب للمجتمع الدولي ،المتخادل وغاض البصر ،مكتوف اليدين ، لتحميل الحوثيين مسؤولية أعمالهم الإرهابية ومحاسبتهم، بما فيها الهجمات العابرة للحدود المهددة للمدنيين والبنى التحتية والشحن التجاري ،

وسط هذا المصير المجهول لليمن، رأت جماعة الحوثيين والنظام الإيراني في تغاضي المجتمع الدولي عن جرائمهم الممنهجة ضوءا أخضر وموافقة ضمنية لمواصلة أرهابهم وجرائمهم الوحشية والعدوانية بحق المدنيين في المدن والأحياء، وقتل المدنيين الأبرياء بلا هوادة ولاشفقة ولا رحمة، في وقت لا تزال طائراتهم وصواريخهم وقذائفهم تحصد أرواح الأبرياء وتشكل كابوسا لملايين اليمنيين في العديد من ربوع اليمن ، وسط استمرار تهريب الأسلحة الإيرانية، وأن جماعة الحوثي ماهي إلا مجرد أداة لزعزعة أمن واستقرار اليمن ودول المنطقة وتقويض دعائم السلام وفرض نظام الملالي في المنطقة.

هذا الموقف المتخاذل والتغاضي المشين من قبل المجتمع الدولي طرح العديد من الأسئلة ، وعلامات الاستفهام عن أين المجتمع الدولي من قضية الشعب اليمني والكارثة الإنسانية والمؤامرة التي تحاك به وبمصيره ومستقبله الغامض
يثير الجدل بشأن الأسباب التي استندت إليها إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن شطب جماعة أنصار الله الحوثية من القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية.وسحب الدعم الأمريكي للسعودية في اليمن، رغم تصاعد وتيرة القتال وتواصل الهجمات بطائرات مسيرة من جماعة الحوثيون على الأراضي السعودية والمنشآت النفطية وقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن. وسط تقويض الحوثيين الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار وانهاء الصراع وذروة الحرب في اليمن

لا يزال الحوثيون يشنون هجمات ضد المملكة العربية السعودية في ظل صمت دولي بل وأصبحوا يتفاخرون بمثل تلك الهجمات عبر نشر صور لاحداثيات المواقف النفطية السعودية.
لايزال استمرار تصعيد جماعة الحوثيين الإرهابية المدعومة من إيران للوضع الراهن بمحافظة مأرب بالتزامن مع تصاعد هجماتها الإرهابية على المدنيين والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة إيرانية الصنع،

منذ أشهر، تحشد ميليشيا الحوثي قواتها وتشن هجمات على إمتداد خارطة المواجهات (من صحراء محافظة الجوف “خب والشعف” وحتى مديرية مجزر شمال مارب، إضافة الى جبال صلب بمديرية نهم وصرواح “غرب”، وصولا الى أطراف محافظة البيضاء “جنوب”)، محاوله السيطرة على المحافظة الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.

لايزال استمرار الحرب في مأرب ،تلك التي تشكل أهمية إستراتيجية من خلال موقعها وحدودها مع خمس محافظات ، مأرب الغنية بالثروات الطبيعية والمعدنية والنفطية ،تلك التي تشكل 14٪ من احتياطي العالم من النفط والغاز ، الأمر الذي يجعلها مطمعاً لجماعة الحوثي والايرانيين لطبيعة ثروتها النفطية والغازية الكبيرة التي يمكن أن توفر للحوثيين أموالاً وفيرة لتمويل حروبهم وصراعهم ضد الرئيس اليمني الشرعي وقوات تحالف دعم الشرعية.

تلك الفاتورة باهظة الثمن في اليمن دعت العديد من المنظمات الدولية والدول والمتابعين للوضع الراهن المتأزم في اليمن رافعين شعارات حتمية وقف الحرب في اليمن وحث المجتمع الدولي والمبعوث الدولي ممارسة الضغط لوقف هذه الحرب.

الأمر الذي معه جددت الولايات المتحدة الاثنين، التزامها بالدفاع عن أمن المملكة السعودية، معتبرة ذلك “أمرا ثابتا”، منددة في بيان صدر عن السفارة الأمريكية في الرياض بالهجمات التي يشنها الحوثيون على أهداف مدنية واقتصادية في المملكة.

وأضافت أن “اعتداءات الحوثيين الشنيعة على المدنيين والبنية التحتية الحيوية تظهر عدم احترامهم للحياة البشرية وعدم اهتمامهم بالسعي لتحقيق السلام”.

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية يوم الأحد الماضي، إن هجمات جماعة الحوثي المتصاعدة ضد السعودية “خطيرة وغير مقبولة”.

وأضاف المتحدث أن الولايات المتحدة لا تزال “تشعر بالقلق من استمرار هجمات الحوثيين على المملكة، والتي تعرّض حياة المدنيين الأبرياء للخطر بمن فيهم الأمريكيون”.

فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي الإثنين إن إدارة الرئيس جو بايدن ما زالت قلقة من الهجمات المتزايدة على السعودية، وإن المملكة تواجه “تهديدات أمنية حقيقية” من جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران وأماكن أخرى في المنطقة.

وأضافت ساكي في إفادة صحفية يومية “نواصل بالطبع العمل في إطار تعاون عن كثب مع السعوديين، نظرا لهذا التهديد”.

وقالت الولايات المتحدة يوم الإثنين الماضي إنها ملتزمة بالدفاع عن السعودية، وذلك في أعقاب شن الحوثيين المتحالفين مع إيران ضربات بطائرات مسيرة وصواريخ على المملكة ومن بينها هجوم استهدف منشأة حيوية لتصدير النفط.

وفيما أعربت جمهورية مصر العربية عن “بالغ إدانتها واستنكارها لاستمرار ميليشيا الحوثي في ارتكاب عملياتها الإرهابية النكراء ضد أراضي السعودية، من خلال الاستهداف المتواصل للمناطق المدنية والمؤسسات الحيوية”.

رغم الدعم والتضامن الأمريكي مع القيادة السياسية في السعودية وتنديدها بهجمات جماعة الحوثي ، إلا أن الموقف يحتاج منها إلى إجراءات أشد صرامة حيال وقوة تجاة جماعة الحوثيين والنظام الإيراني المستفيد والمحرض الأول لتلك الأحداث الدامية والوضع الملتهب .

إذ يجب على الرئيس الأمريكي جو بايدن والأمم المتحدة والمنظمات الدولية ممارسة الضغط لوقف هجوم الحوثيين على مأرب، وأراضي المملكة العربية السعودية ومنشآت المملكة النفطية لوضع حد لتلك الكارثة الإنسانية في اليمن
وحسن الجوار.

إيران الإرهابية سبب مأساة الشعوب في منطقة الشرق الأوسط، لاتكل ولاتمل في تحدي المجتمع الدولي ، ولاتبالي بنداءات بالمنظمات الدولية والاتفاقيات الموقعة معها .

إيران رأس الأفعى كعادتها إرهاب وتخريب وتدمير وتجاوز وعدم إلتزام وتحدي صارخ للقانون الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لاتتقيد معها ،عازمة على الاستمرار في مشروعها النووي الخبيث ،الامر الذي معه استوجب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإبلاغ الدول الأعضاء فيها أمس الإثنين بأن إيران قامت بانتهاك آخر للاتفاق الذي أبرمته مع القوى الكبرى عام 2015، وبدأت تخصيب اليورانيوم في سلسلة ثالثة من أجهزة الطرد المركزي (آي.آر-2إم) المتطورة في منشأتها تحت الأرض بنطنز. وقالت الوكالة في تقرير “تأكدت الوكالة في السابع من مارس 2021 من أن إيران بدأت ضخ سادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي في السلسلة الثالثة التي تضم 174 من أجهزة الطرد المركزي آي.آر-2إم”.

وأضافت الوكالة الدولية للطاقة الذرية “السلسلة الرابعة التي تحوي 174 من أجهزة الطرد المركزي آي.آر-2إم رُكبت لكن لم تُغذ بعد بسادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي وتركيب سلسلة خامسة جار وتركيب السادسة لم يبدأ بعد”.

وقالت وكالة الطاقة الذرية إنه إضافة إلى أجهزة آي.آر-1، تستخدم إيران حاليا 522 من أجهزة الطرد المركزي آي.آر-2إم لتخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء انشطاري خمسة في المئة في محطة نطنز.

وبذلك تكون إيران قد سرعت في الآونة الأخيرة انتهاكاتها للقيود التي فرضها عليها الإتفاق ، الذي أعفاها من عقوبات مالية مقابل تقييد أنشطتها النووية.

في الوقت الذي أكد فيه المتحدث الرسمي باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن تركي المالكي ، الاثنين، أن “صواريخ ومسيرات ميليشيا الحوثي هي إيرانية الصنع”، مضيفا أن “لدينا القدرة على حماية المنشآت الإقتصادية السعودية”.

وقال إن “القوات المسلحة السعودية نجحت في إسقاط المسيرات المفخخة”، وشدد على أن السعودية تمتلك “القدرة على اعتراض التهديدات الجوية والصاروخية”.

وأشار المالكي إلى أنه “لا توجد دولة في العالم استطاعت مواجهة هذه المسيرات مثل السعودية”، موضحا أن “للسعودية قوة ردع كبيرة ضد أي تهديد مهما كان مصدره”.

وحول هجوم الحوثيين على مأرب، حذر المالكي من أن “هجمات الحوثيين تهدد السكان المدنيين”، وأضاف أن “التصعيد الحوثي في مأرب يحاول تقويض المساعي الأممية للحل في اليمن”.

وفشلت ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران،يوم الأحد الماضي، في استهداف ميناء رأس تنورة والحي السكني بمدينة الظهران شرق السعودية.

فيما صرح مسؤول في وزارة الطاقة السعودية، أن إحدى ساحات الخزانات البترولية، في ميناء رأس تنورة، في المنطقة الشرقية، الذي يعد من أكبر موانئ شحن البترول في العالم تعرضت، صباح الأحد، لهجومٍ بطائرة مسيرة دون طيار، قادمة من جهة البحر، موضحاً أنه لم ينتج عن محاولة الاستهداف أي إصابات أو خسائر في الأرواح أو الممتلكات.

يجب على المجتمع الدولي دعم جهود المملكة العربية السعودية وقوات تحالف دعم الشرعية والحكومة اليمنية الشرعية، لإنهاء الصراع الدموي وانتشال اليمن من براثن العنف والتطرف ، ودوامة الفوضى وتقويض الأمن والاستقرار لاستعادة اليمن سيادتها وهيبتها وبسط نفوذها على كل أرجاء البلاد بلا استثناء وإسقاط إنقلاب جماعة الحوثي وعدم ترك الشعب اليمني ومنطقة الشرق الأوسط رهن جماعات تستخدمها إيران الإرهابية ونظامها الفاشي لنشر الفوضى والخراب وتهديد مصالح دول الجوار والمصالح الدولية.

يجب على الولايات المتحدة الأمريكية إتخاذ خطوات فعالة وأكثر تأثيرا في ظل إتهام موجة للإدارة الأمريكية الجديدة بسعي إدارة بايدن لتوظيف الملف اليمني لخدمة أهدافها فيما يتعلق بانتهاج سلوك مغاير مع إيران يعتمد على تقديم بعض “الهدايا” بدلا من العقوبات. أضافة إلى شعارات أمريكا حول حقوق الإنسان الزائفة التي تستغلها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتحقيق مصالحها وتنفيذ سياساتها الهدامة لخلق الفوضى والدمار في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم للهيمنة على موارد ومقدرات شعوبها,ونهب خيراتها

عبدالرحيم أبوالمكارم حماد
كاتب ومحلل سياسي مصري
باحث في شؤون حركات الإسلام السياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى