تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

بيانات ومشاهد تشرح مأساة الهند مع كورونا

المُنتِج الأول لـ”القاحات” عالميًا وصاحبة أكبر معهد للأمصال .. كيف سقطت “الهند” في فخ “كورونا”!!

اسلام حسن:

على الرغم من كونها أكبر منتج للقاحات في العالم، وبها معهد الأمصال الأضخم من نوعه عالميًا، سجّلت الهند، حصيلة وفيات بنحو 200 ألف شخص بسبب الإصابة بفيروس كورونا “كوفيد 19”.

وبحسب وكالات، فإن الوباء قد أصاب مدنًا بأكملها، وسط أزمة تشهدها البلاد بسبب قلة التجهيزات وعدم مقدرتها على الصمود أمام الأعداد الضخمة من الإصابات.

التهاون أشد فتكًا ..

وتُشير تقارير إلى أن سبب وقوع البلاد في هذه الأزمة وتفاقم الوضع المأساوي هو التهاون في تفعيل الإجراءات الاحترازية، وذلك في عدة مشاهد من بينها حملة المسيرات والتجمعات الانتخابية، التي اقيمت على هامش الاستعداد لانتخابات الولايات الهندية، حيث قفزت أرقام الإصابات بشكل حاد في مارس الماضي، ووصلت إلى أعلى مستوياتها هذا الشهر، مجتازة معدل الارتفاع الذي شوهد في الموجة الأولى التي ضربت الهند في العام الماضي.

عيد الألوان “هولي” احتفال هندوسي يتحول لكارثة تحصد الأرواح:

سقط الهنود أيضاً في اختبار الإجراءات الاحترازية، رغم التحذيرات من عدم الاحتفال بأحد المهرجانات الدينية لدى الهندوس – أكبر الفئات الدينية في البلاد – حيث سجّلت وكالات الأنباء خروج الملايين إلى الشارع للإحتفال بهذا اليوم ضاربين الإجراءات الاحترازية عرض الحائط مما فاقم الوضع وأدى لإصابة الملايين من الهنود، حيث وصلت أعداد المصابين التي تتزايد يوميًا لأكثر من 18 مليون نسمة، وسط توقعات الخبراء بكثافة الأعداد الغير مُعلنة لأكثر من ذلك.

ويعاني مرضى الوباء أوضاعا مأساوية، فكثير منهم تنقصه الإمدادات الطبية لا سيما الأوكسجين، بينما امتلأت المستشفيات عن آخرها بسبب الإصابات التي لا تتوقف، إلا أن ذلك لا ينفي كون الهند أكبر منتج للقاحات، وهي حقيقة أصبحت محل انتقادات للنخب السياسية الحاكمة في البلاد.

أكبر معهد للأمصال في العالم:

وتأتي الانتقادت على خلفية وجود معهد الأمصال في القلب من مبادرة “كوفاكس”، التي تشرف عليها منظمة الصحة العالمية بغية التوزيع العادلة للقاحات على الدول الفقيرة، حيث كانت الهند قد مدت 66 مليون جرعة من اللقاحات إلى 93 دولة، وإلى وكالات تابعة للأمم المتحدة، ويعتبر أكبر متلق للقاح هي بنغلاديش المجاورة، بـ10.7 مليون جرعة، تليها المغرب بـ7 ملايين جرعة، ثم بريطانيا بنحو 5 ملايين جرعة.

ولا تزال الهند محط تخوفات الجميع، نظرًا إلى أنها تحتضن المبادرة التي تعتبر الحل الأمثل لضمان حصول مليارات الأشخاص حول العالم على اللقاح.

محارق الأموات … أزمة تنشر الموت في كل مكان:

وفتحت أزمة انتشار الوباء بعد وفاة عشرات الألاف بسبب “كوفيد 19” أزمة أخرى لم تكن في الحسبان، حيث اكتظت محارق الموتى بالجثث وانتشر حرق الجثث بصورة غير نظامية في المدن، وبطرق بدائية بعيداً عن المحارق التابعة لإشراف الدولة، كما تنوي الحكومة بناء محارق إضافية لاستيعاب عدد الوفيات الكبير جراء انتشار كورونا بين جميع ولايات الهند، البلد الذي بات رابع أكثر دولة تضرراً في العالم من حيث عدد الوفيات، فيما تعمل محارق الجثث بأقصى طاقة في الأيام الأخيرة.

خوف وترقب عالمي من انتشار “كوفيد19” في نسخته الهندية:

من جانبها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، أن نسخة كوفيد-19 المعروفة باسم “المتحورة الهندية” ، والتي يُشتبه في أنها المسؤول عن إغراق الهند في أزمة صحية كبيرة، قد رُصِدت في 17 دولة على الأقل. وفي الأيّام الأخيرة، رُصِدت هذه النسخة المتحورة في بلدان أوروبية عدة من بينها (بلجيكا وسويسرا واليونان وإيطاليا).

وأصبحت الهند مركز الوباء منذ أيام مع انتشار النسخة المتحورة “الهندية”، في بلد يعد من أكثر البلاد من حيث الكثافة السكانية بعد الصين، وباتت تسجل أرقاماً قياسية جديدة يومياً من ناحية الإصابات، ومازال الجميع يترقب إلى أي مدى ستتمكن الدولة الهندية بمساعدة المجتمع الدولي من السيطرة على شراسة الموجة الحالية، التي وضعت مصير دولة بحكم الهند على المحك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى