تقارير و تحقيقات

فنان قناوي يحول بلده إلى متحف.. ويؤكد: أرسم معالم الحضارة

لم يسمح للظروف أن تقهر موهبته، بل إنها كانت سببا في أن ينتشر فنه في كل مكان، وخاصة محافظته التي حولها إلى متحف فني، من خلال رسوماته المتنوعة ذات الطابع الجمالي والإبداعي، حيث استطاع ابن محافظة قنا، الفنان أحمد الأسدي صلاح الدين (24 عاما)، خريج كلية التربية الفنية، أن يطلق العنان إلى خياله، بلمساته الفنية على الأكشاك الكهربائية، والشوارع، والمنازل القديمة التي يحولها الى لوحات فنية ، تحظى بإعجاب كل من يراها.


رحلة الفن من القاهرة الى قنا

بدأ أحمد حديثة قائلا: ” أعيش في القاهرة، وأعمل مدرس تربية فنية في إحدى المدارس الخاصة، وكانت الأمور تسير على ما يرام، إلى أن جاءت كورونا وتغيرت الأحوال والظروف،واضطررت إلى الرجوع إلى محافظتي من أجل قضاء الأجازة برفقة أسرتي، وعادتي أنني أفضل التواجد في القاهرة أكثر، إلا أن هذه المرة مكثت في قنا مدة أطول عن غيرها، وجمعت الشباب والأطفال بأدواتهم البسيطة من ألوان وكراسات الرسم والخامات المختلفة، وأطلقنا مبادرة ” الفن يحارب كورونا”، وأصبحنا نزين شوارع كل قرية ، حتى انتشر الموضوع، وحاز على إعجاب محافظ قنا، ومن هنا كانت البداية”.

قنا متحف فني

وتابع أحمد قائلا” بعد الانتهاء من تزيين قرية المخادمة بقنا ، بعد عودتي من القاهرة منذ عام ، وأردت أن أٌقوم بهذه النقلة الفنية في شوارع القاهرة، ولكن وجدت أن محافظتي بها العديد من المواهب التي لابد من اكتشافها وتنميتها، فهم بمثابة أرض خصبة تحتاج إلى من يراعها ويحصد ثمارها، وخاصة أن حلمي منذ الطفولة ،هو تزيين كافة شوارع المحافظة ومنازلها، لتصبح أكثر جمالا، وسيحقق حلمي في القريب العاجل بإذن الله”.


أدوات بسيطة تحول للوحات فنية

وأكمل أحمد:” أستخدم الألوان البلاستيكية، يليها ورنيش مائي لتثبيت اللون ،وبعد الانتهاء من تزيين قريتي انتقلت إلى القرى المجاورة مثل أولاد سرور،الشيخ عيسى، لتزيين بواباتها ومداخلها،بمساعدة أطفال وشباب القرية،ومن هنا جاءت فكرتي لإنشاء ورشة خاصة بي، لتعليم الأطفال والشباب الرسم، معتمدين على الأدوات والخامات البسيطة،لإخراج لوحات فنية بأقل الإمكانيات المتاحة،ووجدت إقبالا كبيرا من أبناء القرية،نظرا لحسهم الفني بالفطرة،باعتبار قنا بلد الفن والشعر والثقافة”.

الرسم على الأكشاك الكهربائية

وأضاف أحمد ” الأكشاك الكهربائية،بمثابة شيء مخيف بالنسبة للأطفال، ففكرت في تحويل ذلك الشيء المخيف إلى لوحة فنية جميلة، وأفكر في رسم المعابد على هذه الأكشاك،بالإضافة إلى معلومات بجانب الرسمة، توضح اسم المعبد، تاريخ إنشاءه ،مكانه،أهم المعالم الفنية الموجودة به،ليكون بمثابة مرجع للطفل للتعرف على معالم بلده،بعد أن كان مصدر خوف له”.

بيت حزين إلى سعيد

واختم أحمد حديثه قائلا:” من أقرب الرسومات إلى قلبي ، الرسم على أحد البيوت القديمة بقنا ويعرف باسم بيت “حزين” ،وبعد الرسم عليه أصبح معروفا ببيت” سعيد” ،بعد أن تغير مظهره، وأصبح من أكثر البيوت جمالا في القرية، وأطمح أن أزين قنا بالكامل، بجميع شوارعها ومنازلها، لتصبح متحفا فنيا يبهر كل من يراه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى