مقالات

محمد كامل العيادي: يا سكان الحاضر ومسؤوليه.. اهتموا بمدنكم كما كان أسلافكم

التخطيط مؤشر قوي وهام في تبيان تقدم الدول، ولا شك أن التخطيط لديه القدرة على مواجهة أي تغيير، سواء كان في المشروعات الجديدة أو على مستوى الزيادة السكانية التي معها ترتفع المسؤولية تجاه تلك الزيادة من عمل ومعيشة وما يترتب على ذلك من متطلبات بشأن كمية النفايات الناتجة عن مخلفات الحياة اليومية وغيرها، والأخيرة إذا ما تُركت في الشوارع لمدة يوم واحد ما طاق أحد دخول المنطقة، حيًا كانت أو مدينة أو حتى قرية، كما حدث من قبل في سويسرا عندما نظم مسؤولو البلدية هناك تظاهرة ورفضوا تنظيف الشوارع وإزالة القمامة منها لمدة يوم بليلته، ليشعر السكان بالذنب ويحدون من إلقاء القمامة في الشارع ويلقونها في أماكنها المُخصصة بعدما ملوا من كثرة النظافة اليومية، لدرجة أنه يتم تفريغ أكثر من 1000 حاوية لأكثر من 10 مرات يوميًا، وفي «جنيف» وحدها يعمل في النظافة نحو 200 موظف في خدمة 200 ألف نسمة تقريبًا، يعملون على نظافة الشوارع التي يبلغ إجماليها تقريبًا 220 كيلو متر، لدرجة أنهم يغسلون الأماكن العامة لإزالة الأتربة ومخلفات القطط والكلاب، وهو ما كان يحدث في شوارع مصر في وقتٍ من الأوقات؛ إذ كانت تُغسل شوارع المحروسة بالماء والصابون، مع تنسيق الحدائق بشكل جمالي، حتى القطار كان أشبه بالطائرات المدنية به مُضيفات لخدمة الركاب، في مظاهر تؤكد على ما سبق وبلغتهوالبلاد من تقدم ومجد.

لو تحمل كل فردٍ من أفراد المجتمع واجباته تجاه وطنه ما وجدنا ملحوظةً سيئةً أبدًا، فإلقاء اللوم دومًا على الدولة بكل قطاعاتها -وإن كانت مسؤولة أيضًا بكل أنظمتها-، ليس منصفًا في كثير من الأحوال، فدائمًا المسؤولية تكون على جميع الأطراف، خاصةً أفراد المجتمع، فالدولة عليها التوجيه وتوفير كل المدخلات من إمكانات وخطط وإرشاد، تُساهم في إيجاد مُخرج جيد من الناس والأفراد عليهم جميعًا الالتزام والإحساس بالمسؤولية، إذ تُنفق الدولة الكثير والكثير على الطرق، سواء خارج المدن أو داخلها، وفي الحقيقة فإن الدولة قد صرفت الكثير حتى تُخرجها بهذا الشكل الجيد والجمالي، ليأتي الإهمال وعدم المسؤولية واللا مبالاة الزائدة عن الحد، سواء من مسؤولي النظافة أو من أفراد المجتمع، ليتحول المشهد إلى سفوح رمال تكسو الطرق، وقمامة تأخذ مكان الأشجار على جنبات الطريق، وهنا سؤالًا يطرح نفسه: أين عمال النظافة وأين صناديق القمامة وأين متابعة رئيس الحي والمشرفين؟.

على سبيل المثال وليس الحصر ، هناك طرقات من يسير عليها يشمئز من القمامة المُلقاة على جانبي الطريق، بخلاف تلك التي التصقت في الأسفلت بعدما توالت المركبات عليها بعجلاتها، وبينها طريق الـ100 الذي كان مفخرة لكل من يسير عليه في بدايته، لكن لا ندري كمية الجهل وعدم الإحساس بالمسؤولة تجاه الوطن التي غيرت المشهد برُمته.. لماذا لا يتم تفعيل كاميرات المراقبة لمنع التجاوزات سواء مرورية أو إلقاء القمامة؟، وشارع الأربعين الذي على ناصيته حديقة بدر، يبكي ويئن حاله هو الآخر من كثرة الأتربة فيه لدرجة أن أصحاب المحلات يقومون بجمعها على هيئية أكوام وكأنك تمشي في قرية صحراوية، ناهيك عن تصرف وسلوك الحي ومسؤولية وكأنهم لا يعنيهم من الأمر شيئًا، لتجد عامل النظافة يسيير بجوار القمامة وكأنه لا يراها.. من المسؤول عن تلك المناظر السيئة التي تُسيء للشعب أولًا قبل الدولة؟، وما الفرق بين سكان الماضي وسكان الحاضر؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى