مقالات

خفافيش الظلام تُدير العالم في الخفاء!

بقلم: محمد كامل العيادي

كيف يعيش العالم؟ ومن يُسير أموره؟.. علامات استفهام تدفع كل من يهتم بما يحدث في العالم ليُفكر ويُعطي نفسه الحرية المطلقة للعقل في أن يُحلق دون قيد في سماء الحقيقة محاولًا إيجاد الإجابة عن كل الاستفسارت التي تطرأ على ذهنه، في متوالية من شأنها أن تجعل العقل يتمرد، وربما يهجر مكانه ليترك صاحبه مجذوبًا لا قيمة له بين العُقلاء الذين أراحوا أدمغتهم من مجرد التفكير وليس الخوض فيه؛ فالعقل قد يسوق الفرد لمهلكة إن لم يحكم رزنه، لذا يجد البعض اختياره راحة البال وعدم زج النفس فيما يجلب عليها المتاعب، والبعض الآخر يُقدم نفسه قرباناً لذاته والتحليق بنفسه في عالم لا يدخله إلا الأقوياء والوصول إلى ما يريح عقله وتركن إليها نفسه، لكن من كمال العقل أن تُحلق في العنان وتبحث عن الحقائق لتكون مدركًا لما يدور حولك؛ فالقوي الهالك خيرًا من الضعيف الجاهل العالة على نفسه وعلى المجتمع.

بعدْ الحروب العالمية الأولى والثانية استطاعت الجمعيات الخفية أن تستغل ظروف ما بعد الحرب والدمار الذي حدث وامكانية تقبل أي فكر وكيفية خلاصهم من كابوس الحروب، فاستغلوا الوضع وبدأوا يرسمون خطتهم في كيفية التحكم في العالم وكيفية الوصول لأهدافهم، والقدرة على التحكم في أمور العالم كله بأيديهم، يختارون كيفما يشاؤون يعيش العالم في سلام وقتما أرادوا، أو أن يشعلونها نارًا وقتما يريدون، بإشارة منهم تنشأ الحروب وتدور الصراعات السياسية والاقتصادية في حال حاجتهم إليها. إن هذه المنظمات سواء كان فردة أو عملها مجتمعي استطاعت أن تتحكم في العالم ومسيرته، وعلى رأسها الماسونية العالمية المعروفة، كذلك جماعة “بيلدربرغ” وكلٍ منهما لديه معايير خاصة على أساسها يقوم عمل لجنة يتم اختيار أعضائها الجُدد، والتي يشترطون فيها أن يكون العضو المختار لا يُعادي السامية وأن يكون لديه الرغبة الدائمة في دعم الصهيونية العالمية، فضلًا عن إيمانه بالنظرية الاشتراكية لـ “فابيان” التي تدعو إلى السيطرة الديمقراطية على جميع أنشطة المجتمع وتعطي الفرصة في السيطرة على العالم عبر الحكومة العالمية.

الكثير من الناس لا يؤيد ولا يوافق نظرية المؤامرة أو حتى يؤمن بالمؤامرات ولا بالأساطير والحكومات الخفية، لكنه لو علم ما قاله بعض الكُتاب ما كان ليرفض أو يمنع، ولعل أصدق الأمثلة على ذلك ما عبر عنه الكاتب الأسكتلندي “شيريب سبيريدوفيتش” في كتابه “حكومة العالم الخفية” الذي عرض من خلاله الكثير من الأحداث التاريخية الغامضة ولديه قناعة بوجود جماعة هي من تدير مقدرات الكون يحكمهم النظام الديكتاتوري الاستبدادي ، ومن مسلمات تلك المنظمات القضاء على أي عميل لها إذا أصابه الكسل أو الخروج عن الطاعة، ومن وقف حجر عثرة أمام تحقيق الأهداف المخطط لها يكن مصيره القتل.

لا شك أن العالم محكوم بأشخاص مختلفين عما يظن الناس كما قال السياسي البريطاني “بنجامين دزرائيلي” الذي تولى رئاسة الوزارة البريطانية مرتين، الأولى عام 1868م ولمدة عام واحد فقط، والأخرى عام 1874م وظل في المنصب حتى عام 1880م، وكذلك يرى “أوتوفون بسمارك”؛ أن هناك قوى غير مرئية تُدير دفة العالم، وكذلك الشاعر الفرنسي “لا مارتين” كان له نفس الرأي، فالماسونية من أحد أهدافها العمل على تسريع الانهيار التام لنظام الدولة والمجتمع حول العالم، خاصةً في الدول ذات الطابع الملكي، على أن تكون رئاسة أركان الماسونية العالمية في لندن، والإدارة الروحية في باريس.

يطفو فوق السطح من يُهاجم تلك الجماعات أو الجمعيات الخفية السرية، وهو منهم، مثل الزعيم الإيطالي “مازيني” الذي ينتمي إلى جماعة المتنورين، وهوَّ الذي حاول التنصل من الانتماء لتلك الجماعات السرية، فقال إننا نرغب في قهر كل خطر بيد أن هناك خطرًا غير مرئيًا له وطأته علينا جميعًا، وأخطأ حين قال: وتخفى حتى علينا نحن العريقين في أعمال الجمعيات السرية، فاعترف دون قصدٍ بأنه منهم.

إن ما يحث في العالم يجعلنا نُحدق في الأحداث ونستنتج ما بين السطور لنرى المؤامرة الكبرى على العالم أجمع، وفي القلب منها منطقة الشرق الأوسط الذي لم يرى الهدوء، فقد كانت جُل أوقاته في حروب ومناوشات واختلافات مذهبية وعرقية إلى أن جاءت جائحة كورونا بمحوراتها لتأكل الأخضر واليابس، فقد استغلوها استغلالًا جيد صب في مصلحتهم، تم خلاله إنهاك الاقتصاد بتوقف الأعمال مقابل عدم توقفه في أماكن أخرى؛ فهم يعملون وينتجون ويسيطرون، وبذلك كان الاستغلال جيداً كما قال “كلاوس شواب” مدير المنتدى الاقتصادي العالم: إن كوفيد 19 يجب استغلاله للحصول على مستقبل أفضل، وقد كتاب كتابًا أسماه “إعادة الضبط العظمى” يقول فيه: إن الناس تتساءل متى تعود الحياة الطبيعية ليرد عليهم في الكتاب قائلا: لا تعود الحياة الطبيعة لطبيعتها ومن يفكر في ذلك فهو من درب الخيال، ويقول “أنتوني ستيفن فاوتشي” الاختصاصي الأمريكي في علم المناعة ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية وعضو في فريق عمل البيت الأبيض لفيروس كورونا: لا تظن أن الكمامة ستحميك، ومع ذلك تم فرضها فكيف أنها لا تحمي ويتم فرضها؟ إلا إذا كان هناك استفادات من ورائها، كذلك قال “تيدروس أدهانوم غيبريسوس” مدير عام منظمة الصحة العالمية: إن اللقاحات لا تستطيع إنهاء الجائحة، ولا ندري هنا كيف كان مديرًا عامًا لمنظمة الصحة العالمية وهو ليس طبيبًا في الأساس، مع العلم أن عليه علامات استفهام في بلده إثيوبيا.

العالم يئِن تحت وطأة معدومي الضمير المتطلعون فقط إلى مكاسبهم المادية والسياسية التي يجنيها كلٍ منهم من وراء المكائد التي يكيدونها وتشكيل قوة لا يستطيع أحد إنكارها، فهل الواجب علينا الإيمان بعدم وجود من يحكم العالم سرًا ولا يوجد أصابع خفية تُدير العالم؟ أم البحث والتنقيب عن الحقيقة وإظهارها للناس؟، وهذا بالطبع قد يكون مكلفًا.. في الحقيقة إن الأيدي الخفية ستظل تتحكم في العالم وتحكمه في انتظار الإعلان عن دولة القطب الواحد والحكومة العالمية، ومن أجل ذلك يحدث كل ما نراه في واقعنا، فما يحدث في العالم الآن لا يأتي بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى