مقالات

علاء عبد الحسيب: بويضات.. شيرين عبد الوهاب!

انتقدنا كثيرا غياب الأمانة عند البعض في تناول أخبار النجوم وأهل الشهرة علي وسائل الإعلام وصفحات السوشيال ميديا، وجهنا اللوم إلى الجمهور بسبب التدني في الحديث عن خصوصيات الشخصيات العامة وتفاصيل حياتهم الخاصة، لكن يبدو أن المشاهير أنفسهم سقطوا في هذا التدني، وأصبحوا يتحدثون للرأي العام عن أمورهم الشخصية، أخرهم النجمة شيرين عبد الوهاب وأزمتها الأخيرة مع زوجها حسام حبيب التي كانت حديث الملايين الفترة الأخيرة.

ظهرت شيرين عبد الوهاب بإحدى حفلات الإمارات حليقة الشعر تعبيرا عن الحالة السيئة التي سببتها لها تلك الأزمة، تحدثت للرأي العام عن تفاصيل دقيقة وحساسة في حياتها لا ترتقي بقيمتها الفنية الكبيرة، تدنت في سردها للإعلام طبيعة وأسباب الخلاف مع زوجها، إلى أن ذكرت حكاية سفرها إلى أمريكا لتجميد البويضات الخاصة بها، وأسباب رفض زوجها الاحتفاظ بهذه البويضات بالأجنة الخاصة به، وهو ما جعل الخلافات بينهما تتصاعد وصلت للانفصال.

ورغم خصوصية الموضوع الذي تحدثت عنه الفنانة وغياب الرسالة من ذكره، أصرت أن تواصل كشفها أسرار وتفاصيل خاصة في حياتها، ذكرت حكاية نومها علي “كنبه” من ٤ سنوات، وتحدثت عن فشل محاولاتها في توطيد علاقتها بعائلة زوجها، وتفاصيل أخرى كثيرة لا تليق بتاريخ “شيرين” الفني وجمهورها الكبير ولا مكان لها سوى داخل جدران منزلها، لأن”البيوت أسرار” وأن الرأي العام في غنى عن معرفة هذه التفاصيل الدقيقة والشخصية.

إن من المشروع أن يتحدث “النجم” للرأي العام عن تفاصيل انجازاته في مجال عمله، عن رؤيته في تطوير أدائه في المستقبل، عن رأيه بأدب واحترام في أقرنائه وزملائه من أبناء كاره، له الحق في الحديث عن آرائه في السياسة وفي الاقتصاد وفي الفن والرياضة، له الحق في أن يتحدث عن العلاقات الناجحة والأمور الإيجابية في حياته التي يمكن أن يخرج منها برسالة للجمهور، لكن مهم أن يتعامل مع الجمهور بشكل يلتزم بالأخلاقيات المطلوبة، وأن يكون مصدرا لنشر القيم واحترام الخصوصيات، وإرساء مبادئ التماسك الأسري في المجتمع، وتصحيح سلوكيات أبنائه .

وإن كان البوح بتفاصيل حياة الإنسان علي الملأ حرية خاصة، لكن مهم أن تتبني النقابات الفنية وتحديدا نقابتي الموسيقيين والمهن التمثيلية مبادرات ترسخ مبادئ حفاظ “الفنان” أو “النجم” علي شكله العام خاصة عند التحدث للجمهور، والتوعية بخطورة مردود الحديث عن حياته الخاصة وتفاصيلها الحساسة علي تاريخه الفني ومستقبله المهني، إضافة إلى ضرورة حرصه ودعمه لتحقيق كل ما يؤدي رسالة لجمهوره والمجتمع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى