تقارير و تحقيقات

“11:11”.. عرض استعراضي لخرافات وأساطير على مسرح مجراية بالمنيا

أحيانا الأساطير والخزعبلات يغيران الواقع المرير لبعض البشر في مخيلتهم فقط، أو يتخذ بعض الأشخاص واقعهم وأحداثه بصورة هزلية كوميدية، أحيانا مضحكة وأخرى حزينة.

 “11:11” عرض مسرحي غنائي استعراضي بتكنيك السيرك المسرحي المعاصر، يجسد ويناقش بعض المشاكل في صورة الخرافة أو الأسطورة، والتي تُهيئ للإنسان انه إذا نظر إلى الساعة وهي 11 :11، وتمنى أمنية تتحقق، ومن خلاله يتم طرح مجموعه من المشكلات الواقعية، في مشاهد منفصلة تختم كل مشكلة بأمنية مختلفة، رؤية وإخراج محمد العجيزي وبطولة فريق كواليس.

“اللي جبلك يخليللك واسمع كلام أمك ومتسمعش كلام أبوك”، عادة وثقافة اعتاد عليها المصريين في اليوم السابع للمولود، والتي تهمس بها الجدة في أذنيه وكأنه يفهمها، وسوف يسمع كلام فلان ولن يسمع كلام علان كما وجهته بمخيلتها.

“اقعد في التختة الاولانية ومتديش لحد ساندويتشات ونضفوا الحوش ولو مش فالح في التعليم ابن خالتك أحسن منك في ايه”، فهي سخرية من تعليمات قد عاف عليها الزمن، توحي بالأنانية ربما لشدة حب الآباء لأولادهم، وسمعناها منهم كثيرا في بيوتنا، أو من مُعلمينا في المدرسة، ولكنها ايضا في مخيلتهم فقط، وان ما يحدث في الواقع على النقيض من ذلك تماما، ومن يجلس في الفصل من الأمام ليس من نوجهه لذلك، وسندويتشاته سوف يتقاسمها مع زميله، وقدراته الفكرية والعقلية والتي في الواقع تختلف عن ابن خالته لأنهما بالفعل مختلفان، وليس لأن احدهم أفضل من الآخر، ولكنه الاختلاف المُكمل للآخر.

أما عن السخرية من المغالاة في متطلبات الزواج وعاداته، وتقاسم احتياجات منزل الزوجية بين الزوج والزوجة، كالشبكة والمهر وأثاث المنزل، وفي بعض الأحيان تكون كل المتطلبات على الزوج وحده، في الوقت الذي تفشت فيه البطالة وعدم توافر فرص العمل، المعينة للشباب والأسر على إقامة حياة زوجية، ومن المفترض أنها تُغنيهم عن السفر والهجرة الغير شرعية، والتي توجه لها الكثير من الشباب، ونتيجة لذلك منهم من مات غريقا ومنهم من تم القبض عليه.

وعن بعض الأحداث من تحرش بالفتيات في الشوارع، إلى الانفجارات التي قام بها بعض الأشخاص المتطرفين دينيا بالكنائس ومحطات السكك الحديدية، مرورا براكب القطار الذي اجبره الكومسري بدفع التذكرة فألقى بنفسه من القطار، وصولا بالجنود الذين استشهدوا على حدود مصر بغدر بعض المتطرفين، وعن بعض الاخطاء الطبية التي أودت بحياة بعض الاشخاصإلى الموت، والتي عبرت عنه فرقة كواليس بحكاية “المواطن أحمد ابراهيم القاطن بدير النحاس متاخدش من هذا الدواء لأنك كدا كدا ميت”.

“وهنا احسن من هناك جملة بنصبر بيها نفسنا”، وهتفرق ايه عن هناك، ماهو ممكن يكون هناك العن من هنا”، عن الهجرة الغير شرعية للشباب، ورغبتهم في السفر ولو عائمين وبشكل غير قانوني، ولكن ينتابهم الخوف من المجهول والغرق الذي طالما سمعنا عنه في نشرات الأخبار، التي ستتناقل خبر وفاتهم لمدة ايام وساعات قليلة وبعدها تنتهي سيرتهم إلى الأبد، فهم لا يعلمون بأي بحر غرقوا، وكلها اساطير من وجهة نظر ورؤية مخرج المسرحية “محمد العجيزي” تنتهي بأمنيات لعلها وعساها تتحقق.

يُذكر أن، محمد عجيزي مؤسس ومخرج فرقة كواليس المسرحيه عام 2011، ومؤسس اول فريق مسرحي داخل مركز شباب المدينة، وخريج مدرسة المنشطين لتأهيل مدربين مسرح للتعامل مع الاطفال، وحائز علي جائزة لجنة التحكيم الخاصه بمهرجان الصعيد الدورة الرابعة عن عرض غرفة بلا نوافذ
وجائزة أفضل مخرج مركز ثالث بمهرجان الروّاد المسرحي.


أما فريق كواليس، فقد تأسس عام 2011 وشارك في العديد من المهرجانات المحلية والدولية، وقدم عددا من عروض مسرح الشارع والمسرح التفاعلي
وأبرز عروض الفريق: البحث عن سعيد ابو النجا، عزيزي ربنا، غرفة بلا نوافذ، جاري التحميل، 11:11.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى