تقارير و تحقيقات

لأول مرة.. “زرع صمام رئوي كامل” لطفلة المنيا .. والأم: ربنا كتبلها عمر جديد

يتخيل البعض منا بان عمليات الجهاز التنفسي والرئة، ما إلا تبديل جزء منها لشخص حي برئة آخر متوفي فقط، ولكن هنا القصة مختلفة جديدة ومبتكرة على مستوى العالم، أبطالها مجموعة أطفال وفريق طبي بمستشفى ابو الريش للأطفال، والذي نجح بتفوق في إجراء عملية نادرة من نوعها، وهي زرع صمام رئوي كامل لأول مرة في مصر والعالم، أُجريت لمجموعة أطفال تتراوح اعمارهم بين التماني والحادية عشر سنة، وبذلك أعادوا الحياة لهم ولأسرهم بفضل من الله وتوفيقه.

الزُرقة علامة لتغيير صمام الرئة

ملك صادق 11 سنة تعيش في مركز مغاغة شمال محافظة المنيا، كانت ضمن هؤلاء الأطفال الذين أُجريت لهم عملية تغيير صمام رئوي بشكل كامل، لأول مرة في العالم، وكُتب لهم عمر جديد، على يد الدكتورة سونيا علي الصعيدي، استاذ طب قلب الأطفال بمستشفيات جامعة القاهرة، وفريق الجراحين المرافق لها بمستفى ابو الريش للأطفال.

قالت الدكتورة سونيا، بدأت رحلة ملك في العلاج، حيث جاءت الى المستشفى تكسوها الزرقة، وكان من المفترض ان نتدخل سريعا بإجراء عملية جراحية في الاسبوع الاول من ولادتها، منذ 10 أعوام بسيارة الإسعاف في ذلك الوقت كنت في مؤتمر طبي خارج مصر، وشاهدت الأطباء بيفتحوا صمام الرئة.

الدكتورة سونيا علي الصعيدي

إستجابة فورية للمتبرعين بأجهزة القسطرة

تابعت، عُدت إلى مصر وتوجهت لأحد المتبرعين لطلب جهاز من كندا، رحب بالفكرة وعلى الفور طلب الجهاز، الذي كانت وظيفته عمل ثٌقب ميكروسكوبي بسيط، وبعدها يُنفخ الرئة كالبالون بإدخال جهاز يعمل بموجات الراديو، وبالفعل نجحت العملية وكانت في ذلك الوقت منذ 10 سنوات تكلفتها تتراوح بين 50 إلى 60 الف جنيه مصري، فهو مبلغ كبير جدا آنذاك.

كنت اتابع ملك والاطفال الذين أُجريت لهم عملية زرع صمام الرئة، كل عام أو ستة أشهر عقب إجراء الجراحة لهم ، وكانوا يتلقون جرعات الدواء المكتوبه لهم بانتظام، ويُمارسون حياتهم بشكل عادي كباقي الأطفال، إلى أن تضخم الشريان وصمام القلب فهو يعمل بالحد الذي يدخله لا يخرج منه، محملا على الجهة اليمنى من القلب وهو بذلك عبء عليه، وفى هذه الحالة توجب علينا التدخل بعملية جراحية، إما بتركيب قسطرة للقلب وإما عن طريق الجراحة،

كتب الطب ليست دقيقة في بعض الحالات

أشارت الدكتورة سونيا، إلى ان كتب الطب، تنص على أن الطفل في هذه الحالة يكون وزنه ثلاثون كيلو جرام وعمره 10 سنوات، حتى يتثنى لنا إجراء الجراحة له، ولكن في حالة ملك 22 كيلو وهو أقل من المسموح به، ما كان امامنا خيار آخر إلا زرع الصمام الرئوي بالقسطرة، حيث يستمر معها لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 سنة، وبعدها تُعاد القسطرة مرة أخرى، وهي عملية لا تستغرق في الوقت أكثر من ساعتين.

نوهت الدكتورة سونيا الصعيدي، من خلال جريدتكم اليوم الإخباري، أُحب ان اتوجه بالشكر والإمتنان للمتبرعين بالأجهزة، المستُخدمة في إجراء عملية قسطرة زرع الصمام الرئوي للأطفال، ملك ومحمود وسلسبيل، لأنهم قاموا بتوفيرها فور أن توجهت بطلبها منهم.

عمر جديد لإبنتي بفضل الله ودكتورة سونيا

قالت والدة الطفلة، منذ أول أسبوع لولادة ملك، لاحظنا على وجهها اللون الأزرق، فتوجهنا بها إلى مستشفى ابوالريش للأطفال، وعلى الفور تولت حالتها الدكتورة سونيا الصعيدي وبدأت في إجراء عملية زرع صمام الرئة، برفقة فريق الأطباء بمستشفى أبو الريش، وحتى إجراء عملية القسطرة الثانيه لابنتي ملك ولله الحمد، موضحة لقد مرت علينا أيام بتجربة صعبة في مرض ملك، ولكن كُتب لابنتي عمر جديد بفضل الله سبحانه وتعالى أولا وأخيرا، ثم مساعده الدكتوره سونيا وفريق الاطباء ربنا يبارك فيهم، وفي صحتهم جميعا ويحفظ أولادهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى