مقالات

أيمن مدين يكتب/ ازمة شرق اوربا (روسيا – اوكرانيا)

قد يظن البعض أن احداث الازمة الروسية الاوكرانية والتى استحوذت على اهتمام وسائل الاعلام العالمية

وحظت بإهتمام الرأى العام العالمى اجمع  لما لها من خطورة على الامن والسلم ليس فى شرق اوربا فقط

بل على العالم اجمع لما قد يترتب عليها من حرب واسعة متعددة الاطراف ( حرب عالمية ) بين الكتلتين

الشرقية والغربية والتى قد تستخدم فيها الاسلحة النووية بكثافة ما قد يتسبب بخسائر كبرى فى الارواح

وكوارث بيئية فى ظل ازمة تغيير المناخ وما يترتب عليه من تهديد للحياة على سطح الارض.

لنعود لنقطة البداية  حيث عمل الرئيس الأوكراني الأسبق يانوكوفيتش والذى كان مواليا لروسيا على تحسين علاقاته مع الاتحاد الاوربى

 وفى عام 2012 ناقش اتفاق شراكة بين اوكرانيا والاتحاد الاوربى . الا انه قد خشى على علاقاته مع روسيا

والاتفاقات الاقتصادية بينهما ما جعله يأجل التوقيع على الاتفاق وظل يؤجل حتى خرجت هذه الاحتجاجات

 والتى عرفت باحتجاجات الميدان الاوربى عام 2014 ( ثورة الميدان ) والتى يري المحللون انها مدعومة من اوربا .

وقد تخلل هذه الاحتجاجات العنيفة احداث شغب وظهر مسلحون مجهولون ما ترتب عليه صدام بين الشرطة

 والمحتجين ترتب عليه مصرع ما  يقارب 130 شخص حتى باتت حياة الرئيس الاوكرانى وقتها فيكتور يانوكوفيتش

 فى خطر ما اضطره للفرار الى روسيا ، ومن ثم سحب البرلمان الاوكرانى منه الثقه ورغم رفضه لهذا الامر واعتباره

 غير شرعى واعتبرت روسيا أيضا ما حدث انقلاب غير شرعى ولم تعترف بالحكومة المؤقتة التى شكلها المحتجون .

وقد قامت هذه الحكومة المؤقتة بتوقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوربى .

وفى نفس العام 2014 اندلعت احتجاجات واسعة  للمواطنين الموالين لروسيا فى شرق اوكرانيا عبروا فيها عن رفضهم

لما حدث فى كييف وطالب المحتجين باستقلال القرم عن اوكرانيا وهو ما حدث فى النهاية وعقب اعلان ذلك

صوت سكان شبه جزيرة القرم على الانضمام الى روسيا وهو ما حدث بالفعل .

استقرت الامور على هذا الوضع حيث كان الغرب وامريكا منشغلين بثورات الربيع العربى وما ترتب عليها من احداث

استحوذت على تركيز امريكا واوربا  طوال هذه المدة حتى شعرت امريكا بتزايد النفوذ الروسى والذى اصبح يقف عائقا

امام مخططاتها فى منطقة الشرق الاوسط ( الشرق الاوسط الجديد ) الذى تحدثت عنه وزيرة الخارجية الامريكية فى ادارة

الرئيس الاميركى جورج دبليو بوش  كونداليزا رايس عام 2006 . واصبحت اكثر تيقظا لخطورة ازدياد القوة الروسية

والتى تهدد مخططاتها ووجودها فى منطقة الشرق الاوسط

وما لعبته روسيا من دور فى دعم نظام الأسد فى سوريا وايضا ما لعبته من دور فى ليبيا . ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتحجيم الدور  الروسي وتطويقها  من خلال

سلبها درعها ( اوكرانيا ) حيث عملت على ضم اوكرانيا الى الحلف الاطلسى ( الناتو ) وهو ما لم يعجب روسيا التى تعلم

مدى خطورة هذا الامر والذى يسمح للحلف الاطلسى بنشر قوات ومنظومات صاروخية قادرة على اصابة العمق الروسى

وهو ما يعد تهديد مباشر للامن القومى الروسى . و اعلنت روسيا رفضها لهذا الامر بشكل قطعي.

وهو ما ترتب عليه سلسلة من المحادثات والمفاوضات وضعت فيها روسيا نقاط وشروط تراها هامة لحفظ امنها

كان اهمها عدم السماح بانضمام اوكرانيا لحلف شمال الاطلسى ( ناتو ). لكن اختلف الطرفان على نقاط التفاوض

ما ترتب عليه إطالة امد عملية التفاوض وهو ما ترتب عليه ايضا زيادة التوتر وتصاعد الاحداث بوتيرة متسارعة وعمدت الولايات المتحدة الأمريكية على صب الزيت على النار واشاعت عدة مرات نية روسيا غزو أوكرانيا وعلى الرغم من نفى روسيا لهذا الأمر عدة مرات إلا أن بريطانيا أيضا أشاعت مثل هذه الأخبار التى كذبتها روسيا مرارا وتكرارا وتوالت الأحداث وعقدت عدة اجتماعات بين الأطراف المعنية بالنزاع

حتى حدث أن اعلنت جمهوريتا دونتيسك ولوهانسك المواليتان لروسيا الانفصال عن اوكرانيا . ما دفع القوات الحكومية

الاوكرانية لقصفها . فسارعت روسيا للاعتراف بانفصال هاتان الجمهوريتان عن اوكرانيا  رغم الرفض الاوكرانى

والاوربى . ووقعت معهما اتفاقات سياسية وامنية مكنت روسيا بموجبها  من التدخل العسكرى والذى قوبل برفض واسع

من قبل أوكرانيا وحلفائها الاوربيين . وطالبات روسيا بسحب قواتها من داخل الاراضى الاوكرانية وهى الدعوات

التى لم تجد اى صدى لدى روسيا . ما دعى امريكا واوربا ودول مختلفه إلى فرض عقوبات اقتصادية صارمة ضد روسيا

طالت الرئيس الروسى نفسه وكبار رجال دولته وكبار رجال الاعمال والاثرياء الروس . كما فرضت عقوبات مصرفية

ضد البنك المركزى الروسى وعدة بنوك روسية وحظر الطيران واوقفت المانيا تعاونها مع روسيا فيما يخص مشروع السيل الشمالى 2 وسحبت BB بريتش بتروليوم الانجليزيه راس مالها من روسنفت كبرى شركات النفط الروسية  

وتطورت الامور الى التلويح بخيار الردع النووى

 كما أن بريطانيا اعلنت عن نيتها العمل على ابعاد روسيا عن مجلس الامن .

كما اعلنت كلا من فرنسا والمانيا وبولندا رفضهم العدوان الروسى ضد اوكرانيا مطالبينها بالوقف الفورى والانسحاب من الاراضى الاوكرانية . لكن جاء الرد الروسى بأن امر بوتن بالاستعداد والتأهب النووى وتستعد بعض الغواصات النووية الروسيه للقيام بمناورات فى بحر بارنتس

. وتتوالى الاحداث وتتصاعد الامور بشكل مقلق فى ظل ترقب عالمى لما قد تفضى اليه الاحداث فى شرق اوربا

ايمن مدين امين امانة جنوب القاهرة بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى

عضو نقابة الاشراف

عضو اتحاد الاثريين المصريين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى