مقالات

خالد محمد علي يكتب : «بالعلم تنهض الأمم»

” الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه أنهيت مسيرتي التعليميه”
هذا ما نشر على منصات السوشيال ميديا من الاغلبيه للخريجين
انتشرت في الآونه الأخيره فيديوهات وبوسات كثيره عبر منصات السوشيال ميديا ( الفيس بوك) لحفلات التخرج الجامعي للخريجين على مستوى الجامعات المختلفه وشتي كلياتها فهو شئ مبهج وسط فرحة عارمه من أولياء الأمور ولكن استوقفني سؤال لكل الخريجين ماذا بعد التخرج؟
قبل الإجابه عن هذا السؤال أود أن أتحدث عن الاعتقاد السائد لأغلب الخريجين بإنهاء مسيرتهم التعليميه وأوضح شيئاً مهما ان الإسلام قد حثنا عن العلم الدائم والقراءة بشكل مُستمر، وأكبر دليل على هذا أن أول كلمات القرآن الكريم التي نزلت على نبينا محمد صلى الله وسلم كانت (اقرأ).
ف بالعلم تتقدم الأمم بالعلم تستنير الاذهان ونرتقي بالعلم تسمو العقول فقد ذكرت آيات قرآنية في كتابه العزيز تحثنا على العلم والتعلم
قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم..
( فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن} قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
فالمولي عز وجل لم يأمره سبحانه وتعالى بطلب الزيادة في الشيء إلا في العلم دلالة واضحة على فضيلة العلم، وأنه أفضل الأعمال في الدنيا والآخرة
وقال تعالي.. ({ ‏‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }
وقال الإمام الحسن البصري : ( لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم ، تعلموا العلم فإن تعلمه خشية ، وطلبه عبادة ، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد ،وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة ، وهو الأنيس في الوحدة ، والصاحب في الخلوة ، والدليل على الدين والصبر على الضراء والسراء والقريب عند الغرباء ، ومنار سبيل الجنة ، يرفع الله به أقواما في الخير فيجعلهم سادة هداة يقتدى بهم ،أدلة في الخير تقتفى آثارهم وترمق أفعالهم ، وترغب الملائكة في خلتهم ،وبأجنحتها تمسحهم ،لأن العلم حياة القلوب ونور الأبصار ، به يبلغ الإنسان منازل الأبرار ، وبه يطاع الله عز وجل وبه يعبد وبه يوحد ، وبه يمجد وبه تواصل الأرحام ، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء)
ف بالعلم تنهض الأمم ويندثر الجهل
فالعلم يشمل كل العلوم التي تحتاجها الأمة ،
فهو سلاح يرد على كل جاهل فمسيرة العلم لا تنتهي وها نحن نعيش بالقرن الحادى والعشرين الذي يتمتع بنهضة التكنولوجيا والثوره العلميه وتعدد التخصصات في شتى المجالات بالعلم تطورت الصناعه والزراعه والخدمات اللوجستيه والبرمجيات وغيرها من المجالات.
عزيزي الخريج إذا كنت تعتقد انك أنهيت مسيرتك التعليميه فهذا اعتقاد خاطئ
انت في بداية الطريق واول المشوار ماحصلت عليه هو مؤهل دراسى قد حصل عليه الملايين من قبلك.
وهنا تأتي إجابة السؤال السالف ذكره.. ،
لابد أن تتعلم وتعمل على ما يمزك عن غيرك فلو نظرت حولك لوجدت الكثير ممن تعرفه يعمل بغير مؤهله لماذا؟
لان متطلبات السوق تغيرت فهى لاتعتمد على المؤهل فقط، تعتمد على المهارات والخبرات فتعلم كيف تنمي مهاراتك وقدراتك وتبحث جيداً عن مراكز قوتك وتحسنها وتطورها فسوق العمل متكدس لذلك وجب عليك أن تصنع فرصة لنفسك (اكون او لا أكون) فمراحل التعليم لا تتوقف ولا تنتهي ف الإنسان كل يوم يتعلم ويكتسب مهارات جديده اصنع نفسك بنفسك ولا تتوقف عند شهادة حصلت عليها فما اكثر الحاصلين على تلك الشهادات.
ولقد أوضح لنا النبى صلى الله عليه وسلم مكانة العلم وفضيلة طلب العلم في حديث يدفع كل من قرأه بتدبر إلى المسارعة في طلب العلم وإفناء العمر في سبيل تحصيله فقال : “من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله تعالى به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإنه يستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء و إن الأنبياء لم يورثوا دينار ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن اخذ به اخذ بحظ وافر “
ويقول الإمام علي – رضي الله عنه
ما الفضلُ إِلا لأهلِ العلمِ إِنهمُ * على الهُدى لمن استهدى أدلاءُ
وقيمةُ المرءِ ما قد كان يحسِنُهُ * والجاهِلونَ لأهل العلمِ أعداءُ
فقمْ بعلمٍ ولا تطلبْ به بدلا * فالناسُ مَوْتى وأهلُ العلمِ أحياءُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى