مقالات

محمد كامل العيادي يكتب: استباحة المال العام!


لماذا يفتقر المجتمع ثقافة الحفاظ علي المال العام وصيانته؟ وعلى من تقع مسؤولية اندثار هذه الثقافة التي تنبىء بتبني مناهج تضعف الانتماء للوطن؟
المال العام مال كل المصريين ويُكلف الدولة مليارات من قوت المواطن، أي أن ما تمتلكه الدولة هو لك أيها المواطن لذلك يُطلق عليه المال العام، وكل من ينتمي لهذا البلد هو شريك ومسؤولاً عنه مسئولية كاملة بل ومُطالب بالحفاظ عليه، ولا يصح أن يبدد ما يمتلك بجهله وعدم المسؤولية تجاه مقدراته ويقوم بعمل ما هو مخالف للطبيعة، كالسير المعاكس أو قطع الطريق دون أي مبالاة، وعدم احترام حرمتة وآدابه.
فهل يُعقل أن مواطن لديه عقل وثقافة وانسانية يقوم خلسة بإلقاء مخلفات الهدم والقمامة على جنبات الطريق ، هذا إن لم يُلقه في وسط الطريق الذي أُعد للعامة ومُهد لهم لسهولة حركتهم، لقد رأيت هذا بأم عيني في أماكن كثيرة في المعمورة، وظللت أنظر وأنا في غاية الاشمئزاز والاستغراب فيمن فعل ذلك، فهو يفتقد أقل درجات الوطنية كما يفتقد الإيمان وغير سوي ولو كان سوياً ذو عقل راجح ما قام بإلقاء مخلفات الهدم بهذه الطريقة السيئة، واعتقد أنه امتلك هذه الجُرأة عندما أمن العقاب ومن أمن العقاب ساء التصرف.
أن الدولة هي المسؤولة عن هذه المخالفات البشعة التي تُسيء للجميع، لتقصيرها في نشر ثقافة الحفاظ على المال العام، ونشر كاميرات مراقبة داخل وخارج المدن لرصد من يقوم بهذه المخالفات التي تُسيء للمجتمع ككل، وغياب الرادع العقابي، وتجريم استباحة المال العام بكل أشكاله، بداية من القاء القمامة في الطريق العام، ومروراً بسوء استخدام وسائل النقل العام التي تئن من اهمال الناس واستباحة النيل منها، وكذلك استخدام الشوارع الرئيسية داخل المدن كراجات بطرق عشوائية خانقة للمرور مما تسبب تكدس واختناق مروري طوال الوقت وهذا فيه مضيعة للوقت.
يجب على الجميع أن يكون لديه مسؤولية تجاه هذا الوطن، الذي لا يستحق منا سوى الإخلاص لترابه والحفاظ على مقدراته التي هي مقدراتنا أيضاً ، فألا يأن لنا أن نتعلم كيف أن نكون على قدر المسؤولية ونكون عنواناً مشرفاً للعالم الذي يجعلنا وجهة سياحية له ليتعلم من حضارتنا، فيجب على الدولة التحرك والضرب بيدٍ من حديد على ما هو مخالف للقوانين المنظمة للقيم المجتمعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى