مقالات

الحوراء المباركة الشريفة السيدة زينب عليها السلام عقيلة بني هاشم

بقلم الشريف عبدالرحيم أبوالمكارم حماد
كاتب ومؤرخ إسلامي

الحوراء الطاهرة المباركة الشريفة ستنا السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب (ولدت 5 هـ المدينة المنورة-توفت62 هـ )هي ثالث أولاد السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا الإمام علي بن أبي طالب وكبرى بنتيهما والأخت الشقيقة للسبطين الحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين وحشرنا معهم بإذن الله يوم القيامة .
وأبوها هو الخليفة الرابع من الخلفاء الراشدين عند أهل السنة والجماعة، وأوّل الأئمة الأثني عشر عند الشيعة، ولهذا تُعتبر زينب، إحدى الشخصيات المهمة عند المسلمين.
عاشت السيدة زينب: في المدينة مع والديها وجدها، وفي خلافة والدها هاجرت برفقة والدها وأخوتها إلى الكوفة التي كانت عاصمة الخلافة آنذاك، بعد قتل والدها عادت مع أخويها إلى المدينة المنورة واستقرت هناك.
تزوجت زينب من ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وانجبت منه عون وعباس وعلي، وقد قتل ابنها عون مع خاله الحسين وأصحابه في معركة كربلاء، ولها أبنة واحدة هي أم كلثوم. ذكر عدد من الباحثين أن لها ابنٌ ايضاً اسمه محمد، وقيل بأنه ليس ابنها بل ابن زوجته الأخرى الخوصاء من بني بكر بن وائل والذي استشهد مع الحسين بالطف.

كما أن للسيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها قُدسية عند الشيعة، بسبب دورها في معركة كربلاء التي قتل فيها أخوها الحسين بن علي بن أبي طالب، وعدد من أهل بيته. ويعتقد الشيعة بعصمتها بالعصمة الصغرى ، قال فيها ابن أخيها علي بن الحسين السجاد: «ياعمة… أنتِ بحمد الله عالِمة غير معلّمة وفهمة غير مفهمة».

زينب في معركة كربلاء:
كان لستنا المشيرة رئيسة الديوان السيدة زينب عليها السلام دور بطولي وأساسي في ثورة كربلاء التي تعتبر من أهم الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد رسول الله، وكان دورها لا يقل عن دور أخيها الحسين بن علي وأصحابه صعوبةً وتأثيراً في نصرة الدين. وأنها قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها

لمَا تحرك الحسين بن علي مع عدد قليل من أقاربه وأصحابه، للجهاد ضد يزيد بن معاوية، فقد رافقته شقيقته زينب إلى كربلاء، ووقفت إلى جانبه خلال تلك الشدائد ، و شهدت كربلاء بكل مصائبها ومآسيها، وقد رأت بعينيها يومَ عاشوراء كلَّ أحبتها يسيرونَ إلى المعركة ويستشهدون ، حيث قُتل أبناؤها وأخوتها وبني هاشم أمام عينيها.
وبعد إنتهاء المعركة رأت أجسادهم بدون رؤوس وأجسامهم ممزقة بالسيوف ، وكانت النساء الأرامل من حولها وهن يندبن قتلاهن وقد تعلق بهن الأطفال من الذعر والعطش ، وكان جيش العدو يحيط بهم من كل جانب وقاموا بحرق الخيم، واعتدوا على حرمات النساء والأطفال ، وبقيت صابرة محتسبة عند الله ما جرى عليها من المصائب ، وقابلت هذه المصائب العظام بشجاعة فائقة.

السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها في الكوفة:
دخلت قافلة السبايا إلى الكوفة بعد مقتل الحسين بأمر من عبيد الله بن زياد الذي كان واليا علي الكوفة آنذاك، فخرج أهل الكوفة للنظر إليهم، فصارت النساء يبكين وينشدن. فخطبت زينب خطبتها الشهيرة في أهل الكوفة قبل دخولها إلى مجلس ابن زياد، فقالت لهم زينب:«أتبكون فلا سكنت العبرة ولا هدأت الرنة».وقد أشارت إلى الناس بأنهم هم المسؤولون عن قتل الحسين فقالت: «ويلكم أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟ وأي عهد نكثتم؟ …» و كان كلامها غايةً في الفصاحة والبيان مستعينةً بآيات من القرآن وكلامها يفيض بحرارة الايمان. فضج الناس بالبكاء والعويل.
وعندما أدخلت نساء الحسين وأولاده ورهطه إلى قصر الكوفة حاول ابن زياد التهجّم على أهل بيت، والشماتة بما حصل لهم في كربلاء، فكان ردّ زينب قوياً وعنيفاً ولم تأبه بحالة الأسر والمعاناة التي كانت عليها. حين سألها ابن زياد:«كيفَ رأيتِ فعلَ اللهِ بأهلِ بيتكِ؟!» فقالت: «ما رأيت إلاّ جميلاً. هؤلاء قوم كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم…» وكان كلامها معبراً عن حالة الرضا والتسليم المطلق للّه عزّ وجلّ. وانتهى موقفها في الكوفة إلى فضح القتلة وتبيين مقام شهداء كربلاء وقرابتهم من الرسول.

السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها في الشام:
جُلبت السيدة زينب عليها السلام أسيرة من الكوفة إلى الشام ، بأمر من يزيد بن معاوية، ورأس أخيها الحسين ورؤوس شهداء أمامها على رؤوس الرماح طول الطريق، حتى دخلوا دمشق وأُدخلوا على يزيد وهم مُقرنون بالحبال والقيود، فعندما دخلوا على يزيد أمر برأس الحسين فوضع بين يديه، وأخذ ينكث ثنايا الحسين بقضيب خيزران بيده، فأثار هذا المشهد غضبها ومشاعرها فقامت وخطبت في مجلس يزيد معلنة إنتصار الحق، ونهاية الحكم الأموي حيث ردت عليه بكل شجاعة وإباء مستصغرة قدره وسلطانه، ومستنكرة فعلته النكراء وقالت:«أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الإماء… أنسيت قول الله تعالى: وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ. أمن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وامائك وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهنّ وأبديت وجوههنّ، تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلي بلد…»
ومن خلال هذه الخطبة بيّنت للناس الغافلين الحقائق، وفضحت أفعال بني امية وجرائمهم التي ارتكبوها في حادثة كربلاء

السيدة زينب رضي الله عنها في مصر:
فى هلال شعبان 61 هجرية الموافق 26 أبريل 681 ميلادية شرفت مصر بالضيفة الشريفة و إستقبلت بحشد من الناس فى العباسة مركز بلبيس بمحافظة الشرقية ، إذ أن السيدة زينب عليها السلام بعد رجوعها من أسر بني أمية إلى المدينة أخذت تؤلّب الناس على يزيد بن معاوية، فخاف عمرو بن سعد الأشدق انتقاض الأمر، فكتب إلى يزيد بالحال، فأتاه كتاب يزيد يأمره بأن يفرق بينها وبين الناس، فأمر الوالي بإخراجها من المدينة إلى حيث شاءت، فأبت الخروج من المدينة وقالت: لا أخرج وإن أهرقت دماؤنا، فقالت لها السيدة زينب بنت عقيل: يا ابنة عماه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء، فطيبي نفساً وقري عيناً، وسيجزي الله الظالمين، أتريدين بعد هذا هواناً؟ ارحلي إلى بلد آمن، ثم إجتمع عليها نساء بني هاشم وتلطفن معها في الكلام، فاختارت مصر، وخرج معها من نساء بني هاشم فاطمة ابنة الحسين وسكينة، فدخلت مصر لأيام بقيت من ذي الحجة، فاستقبلها الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري في جماعة معه وأهل مصر ، فأنزلها داره بالحمراء، فأقامت به أحد عشر شهراً وخمسة عشر يوماً، وتوفيت عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً مضت من رجب سنة اثنتين وستين هجرية، ودفنت بمخدعها في دار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى، حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري بالقاهرة فيما تشير روايات أخرى إلى أن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رحل من المدينة، وانتقل مع زينب إلى ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية اسمها راوية وقد توفيت زينب في هذه القرية ودفنت في المرقد المعروف باسمها والمنطقة معروفة الآن بالسيدة زينب وهي من ضواحي دمشق.

شهدت السيدة زينب 5 سنوات من حياة جدها الأعظم وتوفيت أمها السيدة فاطمة الزهراء بعد ثلاث أشهر من وفاة جدها صلى الله عليه وسلم . نشأت وظلت تنهل من علم أبيها الأمام على بن أبى طالب والحسن والحسين رضى الله عنهم وكانت ذات عقلا ونورانية وصبراً لايدانيه صبر . يروى الأمام أحمد بن حنبل فى مسنده ( أن جبريل عليه السلام أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بمصرع الحسين وآل بيته فى كربلاء عند ولادة السيدة زينب . أستشهد والدها الخليفة الرابع على بن أبى طالب ( 23 قبل الهجرة – 40 هجرية( 600-661 ميلادية ) حيث قتله رجل من الخوارج يدعى عبدالرحمن بن ملجم مهراً لفتاة – فى مسجد بالكوفة بالعراق ودفن هناك .
وقد شهدت السيده زينب رضى الله عنها حادثة كربلاء ومقتل الحسين سيد الشهداء على يد قوات يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ( فى عاشوراء العاشر من محرم 61 هجرياً ) بكربلاء بأرض العراق . ويساق موكب الأسرى والسبايا إلى يزيد بن معاوية وهى منهم وفيهم إبن سيد الشهداء ( على زين العابدين ) الذى ابعدته عمته السيدة زينب واسدلت عليه خمارها بعد أن وضعته فى حجرها ولولا نجاته بهذه الطريقة لانقطعت سلالة الحسين الشهيد وزريتة الشريفة . وبعد حين – أمر يزيد بن معاوية بإخراجها من مكة أو المدينة إلى أى بلد تعيش فيه درءً للفتنة فاختارت مصر بعد أن أشتكى يزيد من أن وجودها يهيج المشاعر الأليمة . حيث كانت تتذكر الأحداث الأليمة وترويها فكانت تبكى كل عدو وصديق . فى هلال شعبان 61 هجرية الموافق 26 أبريل 681 ميلادية شرفت مصر بالضيفة الشريفة و إستقبلت بحشد من الناس فى العباسة مركز بلبيس بمحافظة الشرقية وعلى رأسهم والى مصر ( مسلمة بن مخلد الأنصارى ) وتوجه الناس مشياً إلى الفسطاط وتنازل الوالى عن منزله لتقيم فيه السيدة زينب رضى الله عنها إكراماً لها وكان معها فاطمة النبوية وسكينة وعلى زين العابدين أبناء الشهيد الحسين رضى الله عنهم ونزلت فى قصر يشرف على نهر النيل .
كانت عقيلة بني هاشم تشبه أباها علياً وأمها الزهراء كثيرة العبادة والتهجد ، كانت تؤدي النوافل كاملة في كل أوقاتها ، ولم تغفل عن نافلة الليل قط ، ولا زالت تتلو القرآن الكريم وملازمة له ولن يفتر لسانها عن ذكر الله قط تدعو الله بعد كل صلاة وتسبحهُ ، فمن أدعيتها التي كانت تقرأها بعد صلاتها وحال القنوت) يا عماد من لا عماد له ، ويا ذخر من لا ذخر له ، ويا سند من لا سند له ، ويا حرز الضعفاء ، ويا كنز الفقراء ، ويا سميع الدعاء ، ويا مجيب دعوة المضطرين ، ويا كاشف السوء ويا عظيم الرجاء ، ويا منجي الغرقى ، ويا منقذ الهلكى ، يا محسن يا مجمل ، يا منعم يا مفضل ، أنت الذي سجد لك سواد الليل ، وضوء النهار ، وشعاع الشمس ، وحفيف الشجر ، ودوي الماء ، يا الله يا الله ، الذي لم يكن قبله ولا بعده ، ولانهاية ولاحد ، ولا كفؤ ولا ند ، بحرمة اسمك الذي في الآدميين معناه ، المرتدي بالكبرياء والنور والعظمة ، محقق الحقائق ومبطل الشرك والبوائق ، وبالاسم الذي تدوم به الحياة الدائمة الأزلية ، التي لا موت معها ولا فناء ، وبالروح المقدسة الكريمة وبالسمع الحاضر النافذ ، وتاج الوقار ، وخاتم النبوة وتوثيق العهد ، ودار الحيوان ، وقصورالجمال،ياالله، لا شريك له .
ومن الأدعية والتسبيحات التي كانت تواظب على قراءتها ، “سبحان من لبس العز وتردى به ، سبحان من تعطف بالمجد والكرم ، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلاله ، جل جلاله ، سبحان من أحصى كل شيء عدداً بعلمه وخلقه وقدرته ، سبحان ذي العزة والنعم ، اللهم إني اسألك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، وباسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامات التي تمت صدقاً وعدلا ، أن تصلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ، وأن تجمع لي خير الدنيا والآخرة ، بعد عمر طويل ، اللهم أنت الحي القيوم أنت هديتني ، وأنت تطعمني وتسقيني ، وأنت تميتني وتحييني برحمتك يا أرحم الراحمين “.
( ومن أدعية أبيها الذي كانت تدعو به بعد صلاة العشاء وهو : ( اللهم إني أسألك يا عالم الأمور الخفية ، ويا من الأرض بعزته مدحية ويامن الشمس والقمر بنور جلاله مشرقة مضيئه ، ويا مقبلاً على كل نفس مؤمنة زكية ، يا مسكن رعب الخائفين وأهل التقية ، يا من حوائج الخلق عنده مقضية ، يا من ليس له بواب ينادي ، ولا صاحب يغشى ، ولا وزير يؤتى ولا غير رب يدعى ، يا من لا يزداد على الإلحاح إلاكرما وجودا صلِّى على محمد وآل محمد واعطني سؤلي إنك على كل شيء قدير) . ( يا سميع الرجاء أنت الذى سجد له سواد الليل وضوء النهار وشعاع الشمس وحفيف الشجر ودوى الماء – يا الله الذى لم يكن قبله قبل ولا بعده بعد ولا نهاية له ولاحد ولا كفء ولا ند )

وقد لقبت بعدة ألقاب منها :
انتشرت وتعددت ألقاب السيدة زينب، رضي الله عنها وأرضاها فهي صاحبة المقام الطاهر بقلب القاهرة.. قبلة العارفين.. رجاء المدد.. والقبس من نور بيت آل النبي، نفحات مباركة تعطر مقامها الطاهر المطهر.. راحة نفسية واطمئنان هي هديتها لمريديها وكل من زارها.. سيدتنا صاحبة ألقاب، منها: أم هاشم: لأنها حملت لواء راية الهاشميين بعد أخيها الأمام الحسين.
ويقال لأنها كانت كريمة سخية كجدها هاشم، الذي كان يطعم الحجاج، فكانت مثله، تطعم المساكين والضعفاء، ودارها كانت مأوى لكل محتاج.
صاحبة الشورى: فقد كان أبوها وأخواتها يستشيرونها، لصواب رأيها وحكمتها.
عقيلة بني هاشم: ولم توصف سيدة في جيلها أو غيره أو في آل البيت بهذا اللقب إلا السيدة زينب.
الطاهرة: فقد أطلقه عليها أخوها الإمام الحسن عندما قال لها “أنعم بك يا طاهرة، فقد شرحت حديث رسول الله الحلال بين والحرام بين”.
أم هاشم – لأنها كانت كريمة تهشم الطعام لتطعم المساكين والضعفاء كجدها هاشم – ولأنها تكفلت برعاية سيدات بنى هاشم أثناء وبعد حادثة كربلاء وحملت لواء الهاشميين بعد استشهاد الحسين وآله .ولقبت بالطاهرة حيث – كان أخوها الإمام الحسن رضى الله عنه كلما رآها قال : ( أنعم بك يا طاهرة ) .
وتكنى أيضاً السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها بأم العزائم فهى بما رأته من مأسى كان لها مكانة من أهل العزم و أم العواجز لأنها عندما شرفت مصر قامت بمساعدة العديد من العجزة والمساكين والفقراء و رئيسة الديوان لأن والى مصر وحاشيته كانوا يأتون إلى ديوانها ويحضرون جلسات الفقه والعلم من وراء حجاب ويسمعون ما ترويه من الأحاديث الشريفة عن جدها صلى الله عليه وسلم و صاحبة الشورى لأن الوجهاء والرؤساء وسادة القوم كانوا يحضرون إليها يستشيرونها . بعد 11 شهر من إقامتها بمصر وافتها المنية ودفنت بحجرتها بالبيت وتحول دارها إلى مزار بعد وفاتها فى 15 رجب سنة 62 هجرية 27 مارس 682 ميلادية وقد أقيم الضريح شمال الدار واعيد تجديده من الخليفة أحمد بن طولون الذى نقل الخلافة إلى القاهرة وفى عهد المعز لدين الله الفاطمى زود الضريح بالبناء اللائق وأعاد الأمير عبدالرحمن كتخدا 1868 ميلادية التجديد وأصبحت مقصورة الضريح من النحاس وكتب عليها ( يا سيدة زينب يابنت فاطمة الزهراء – مددك).

جاء التعبير عن زينب في بعض المصادر التاريخية، وعلى لسان بعض الخطباء والمؤلفين بـ”العقيلة“، والعقيلة وصف لها وليس اسماً، فيقول أبو الفرج الأصفهاني: ”العقيلة هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة في فدك، فقال: حدثتنا عقيلتنا زينب بنت علي“.

وللعقيلة معاني عديدة في اللغة، فمنها: المرأة الكريمة، والنفيسة، والمُخَدَّرة.
ويقول ابن منظور في لسان العرب: ”عقيلة القوم: سيدهم، وعقيلة كل شيء: أكرمه“. كما يقول الفيروزآبادي في القاموس المحيط: ”العَقِيلَةُ: الكريمة من النساء.- الرجل: زوجته، تستعمل في المواقف الرسمية بخاصة؛ وجَّه الرئيس وعقيلتُه الدعوةَ إلى رئيس الدولة الصديقة وعقيلته.-: سيِّد القوم؛ كان عقيلةُ القبيلة كبيرَها سنا وعقلاً جمع عقائل“.

الشريف عبدالرحيم أبوالمكارم حماد
كاتب ومؤرخ إسلامي
كاتب ومحلل سياسي مصري
باحث في شؤون حركات الإسلام السياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى