مقالات

الإعلامية هيام أحمد تكتب: ثورة ندم

أول الغضب جنون وآخره ندم ،قلة الدين وقلة الأدب وقلة الندم عند الخطأ وقلة قبول العتاب ،أمراض لا دواء لها إن الميل للأمل والمتعة هي الثروات الحقيقية التي يجب أن يخشاها الفرد، أما الأسف والندم فهو الفقر الحقيقي ،يظل الإحساس الأروع في العالم هو أن يكون المرء مطمئناً،مطمئن لا أكثر ، لا يشعر بالخوف أو الندم ولا تعتليه الشكوك أو الضيقة ،
‏مطمئن فحسب،من اجل أن لا تندم لا تثق فيمن خان غيرك،ولا تصدق من كذب على غيرك ، ولا تعطي سرك لمن أفشى سر أحد ولا تأمن من غدر ، ولا تصادق من خذل صديقه ،أو هجره دون سبب ،وإني لا أندم على شيء، كندمي على ودٍ أمنحه ،فأحصد ردودًا باردة باهتة، وهجران ،وقله التقدير كأنها عقاب لي ،مؤلم أن يعاهدك أحدهم ،على البقاء ولا يرحل ،ولكنه يتغير كثيرًا ليجبرك أنت على الرحيل ، لا أحتمل فكرة أن أكون عبئًا على أحد،ولو كان أكثر شخص أحبه سأنسحب من حياته وأتمني له الخير، لو كان هذا يجعله أفضل ،اريد ان اري الندم في أعين الذين تركونا في،المنتصف ،وغادروا ويشقى الإنسان بلين قلبه ؟! أؤمن أن الله يضع قوة في أكثر القلوب لينًا، لذلك لا أخاف لين قلبي، اتركه مشرعًا على مصراعيه فلا تدخل فيه إلا الأشياء الطيبة،هذه الرقة هبة، يشقى الإنسان علي لين قلبه بل وينطفي الكون في عينيه بصدق نفسه، وتموت روحه شوقاً بقدر حبه، وتنحصر أيّامه في ذكرياتٍ من تمور قلبه، وقد تراه متماسكاً وبداخله صراعات تمحيه وندم يحتويه ،والله لايطمس المرء في الأحزان ،إلا بلين قلبه شكرًا لكل شخص هين لين جعل الحياة ألطف بكلماته، بأفعاله الصغيرة، بمبادراته اللا متوقعة، شكرًا لصانعي أيامنا بلطفهم” لا نشعر معهم بالندم، لا يشقى قلب أحب الخير لكل الناس وكل المخلوقات ،فالخير واللين سيحتوي صاحبه ليوم الدين بالسعادة والطمأنينة التي لن يعرفها صاحب القلب الغليظ ،ولكن متى تسكن السعاده القلب ؟ ‏إذا توفرت فيه ثلاث،عدم الحزن على ما فات،وعدم القلق على ما هو آت والرضا بما قسم رب السماوات ،ففي الشدة يقاس الصبر وفي النقاش يقاس العقل وفي المواقف يقاس البشر هنيئاً لمن يحرص أن لا يظلم أحداً ولا يغتاب أحداً ولا يجرح أحداً فالجميع راحلون، فلا تندم على حب الخير للغير مهما رأيت منهم ، نعم يقول ‘جبران خليل جبران ‘ منبر الإنسانية قلبها الصامت لا عقلها الثرثار، نعيش بوقتنا الحالي قضايا انسانيه قلبنا صامت يتألم وعقلنا ثرثار ،نثرثر فقط بالدفاع عن انفسنا. ثورةعالمية يجب ان تقام، لا تندم على مشاعرك الطيبة ،وعلى أفعالك النبيلة ،لا تندم على تفاصيلك الإنسانية في الحب والتسامح ، والعطاء والاهتمام ، ان من مراتب الغباء،إطالة الندم على شيء فات وانتهى،وليس ذنبك أنك مزهر ،وإن كانت قلوبهم جدباء، وليس ذنبك إنك لين ان كانت قلوبهم أحجارًا،وليس ذنبك  أنك تحيا بين جدران وكفى أن لك رباً،يجازيك  بالإحسان إحساناً، أصلحني يا الله كي أستحق جنتك، أهدني ثم أهدني ثم ردني إليك ردًا جميلاً وأحسن خاتمتي ولا تجعلني من النادمين “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى