اقتصاد

 العقوبات الغربية على روسيا تدفع إلى ارتفاع أسعار النفط عالمياً 

كتبت- هبة عوض: 

تزايدت التوقعات حول إمكانية ارتفاع أسعار النفط على خلفية العقوبات الغربية الأخيرة على قطاع النفط في روسيا، وسط ترجيحات أن يقفز سعر البرميل إلى 100 دولار خلال العام الجاري.

وحذر وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، من تأثير العقوبات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي على قطاع النفط في روسيا وتراجع الاستثمارات الخاصة بعمليات التنقيب، لافتاً إلى أن ذلك من شأنه أن يتسبب في نقص عالمي في إمدادات الطاقة بكافة أنواعها، رغم تعطش السوق لها بعد فترة من الإغلاقات. 

وتوقع بنك «جولدمان ساكس» أن يقفز سعر برميل النفط إلى 100 دولار خلال العام الجاري عقب توقيع العقوبات الغربية على النفط الروسي، لاسيما بعد إعادة فتح الصين بعد فترة طويلة من الإغلاقات التي صاحبت جائحة كوفيد 19، الأمر الذي ربما يشكل تهديد قوي لقطاع الصناعة خلال العام المقبل.

وبدوره أشار المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إلى أن تنامي الطلب الصيني ربما يدفع منظمة أوبك بلس نحو إعادة النظر في قرار الأسبوع الماضي الخاص بالإبقاء على معدلات خفض الإنتاج بمقدار 2 مليون برميل يومياً لحين نهاية العام الجاري، متوقعاً إلى إمكانية زيادة الإنتاج لتغطية الطلب المتنامي.

وقال الدكتور محمد سعد، خبير الطاقة، إن العقوبات الغربية ستضفي مزيد من التعقيدات على قطاع النفط، لاسيما فيما يتعلق بعملية التسعير، لافتاً إلى ارتداد تلك العقوبات على الغرب، خاصة وأن إيرادات روسيا ارتفعت من بيع النفط والغاز بنسبة %28 خلال العام الماضي نتيجة نجاحها في إجراء تحويل في الأسواق من أوروبا باتجاه الشرق، فضلاً عن ارتفاع سعر النفط.

وأوضح أن الظروف خلال العام الجاري ربما لا تصب في مصلحة روسيا، خاصة بعد أن انخفض اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي إلى نسبة %8 بعد أن وصلت نسبة اعتماد الأول على النفط الروسي إلى %45، فضلاً عن انخفاض إنتاج روسيا من النفط وانخفاض الأسعار العالمية.

واتفق  الدكتور أحمد حنفى، الخبير الاقتصادي، مع سابقه حول أن يمثل العام الجاري عام الحسم للاقتصاد الروسي، لاسيما مع استعداد الاتحاد الأوروبي إلى تطبيق حزمة جديدة من العقوبات خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن الاقتصاد الروسي سيواجه مزيد من التعقيدات المرتبة بعناية من قبل الغرب يمكن أن لاتقف عند حد قطاع البترول بل تمتد لتشمل القطاع التكنولوجي، خاصة عقب حرمان بعض البنوك الرئيسية من نظام سويفت العالمي.

وأشار إلى أن الصين يمكن أن تلعب دور مهم لصالح روسيا، لاسيما وأن خط «سيبريا 2» والذي يمتد بين البلدين يشكل بديل مهم لسوق الغاز الروسي، فضلاً عن أن السوق الصيني يعد ضخم للغاية، لذا فإن التحالف الذي شكلته روسيا مع الصين يشكل فارق في معادلة العقوبات الغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى