غير مصنف

في ذكرى استشهاد البطل عبدالمنعم رياض .. نكشف اللحظات الأخيرة في حياة الجنرال الذهبي

الجنرال الذهبي وأيقونة القادة العسكريين العظماء الذين لا تزال أعمالهم تدرس حتى الآن في جميع المعاقل العسكرية بالعالم كله.

يحل اليوم 9 مارس ذكرى وفاة واستشهاد البطل المحارب الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق والذي استشهد 9 مارس 1969م وسط الجنود في ميدان المعركة خلال حرب الاستنزاف ليكون أول وأكبر رتبة عسكريه في العالم تستشهد في ميدان القتال ليضرب بذلك أروع معاني الوطنية بتواجده وسط جنوده في الخطوط الأمامية للقتال.

كما تحتفل القوات المسلحة اليوم فى التاسع مارس من كل عام بـ”يوم الشهيد”، والذي يعتبر اعتزازًا بشهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن، ويأتي الاحتفال بـ يوم الشهيد تزامنًا مع إحياء ذكرى الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، والذي كان يعد أحد أشهر العسكريين في النصف الثاني من القرن العشرين.

مولده  

ولد الفريق أول عبد المنعم رياض، فى 22 أكتوبر 1919 ويعد أحد أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين.

اشترك فى الحرب العالمية الثانية محاربا في مواجهة الألمان والإيطاليين في عامي 1941 و1942 وقدم أداء عسكري وبطولي خلال الحرب.

شارك فى حرب فلسطين عام 1948، وفي الصراع العربي الإسرائيلي 1956، والعدوان الثلاثي، والذي كان سببا فى بداية شهرته كمحارب مصري.

 وكان الفريق عبدالمنعم رياض ضمن الأبطال الذين ساهموا في حرب الاستنزاف كقائدا ومحاربا حيث أشرف على الخطة التي صممتها مصر خلال سنوات حرب الاستنزاف لتدمير خط بارليف.

عين الفريق رياض كقائداً لمركز القيادة المتقدمة فى عمان أثناء حرب 67  وله مساهمات بارزة فى إعادة البناء العسكرى للقوات المسلحة بعد النكسة، حيث كان أحد الأعمدة الرئيسية التى اعتمد عليها الرئيس جمال عبد الناصر فى إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة، وفى عمليات الاستنزاف.

انتصاراته العسكرية

فى عهده تحققت إنتصارات عسكرية كبيرة فى المعارك التى خاضتها القوات المسلحة خلال حرب الاستنزاف، مثل “معركة رأس العش ” التى منعت فيها قوة صغيرة من المشاة المصرية سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بورفؤاد الواقعة على قناة السويس، وأخيرًا لا نغفل دوره فى تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات، وإسقاط العديد من الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 67 و1968.

تكريمه

كرمه الرئيس جمال عبدالناصر بمنحه رتبة فريق أول ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية أرفع وسام عسكري في مصر، وتحول يوم 9 مارس إلى يوم الشهيد في مصر.

قائدا عسكريا بارعا

كان قائدا عسكريا متميزا مثقفا يجيد التحدث بعدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسي، ولم يبخل على نفسه بالعلم المستمر، حيث إنتسب وهو برتبة فريق إلى كلية التجارة لإيمانه بأن الإستراتيجية هي الاقتصاد، كما اشترك في عامي 1962 و1963 وهو برتبة لواء في دورة خاصة بالصواريخ بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات حصل في نهايتها على تقديرالامتياز.

عبدالمنعم رياض  بالإضافة إلي علمه العسكري وخبراته العسكرية وسط المعارك، كان أيضاً مثقفاً رفيعاً يقرأ في الفكر الاستراتيجي ويشاهد المسرح ويستمتع بالباليه، لذلك ليس غريباً أن تخرج منه إستشرفات مهمة لا تتأتي إلا من خبير ذات وزن.

مقولاته الشهيرة

هو القائل بعد هزيمة 1967: ” لن نستطيع أن نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة، عندما أقول شرف البلد، فلا أعني التجريد هنا، وإنما أعني شرف كل فرد، شرف كل رجل وكل امرأة “

وهو القائل أيضًا قبل انتصار أكتوبر: ” سوف نعبر بأولادنا.. أولاد بناة مصر الحقيقيين من عمال وفلاحين وسوف يتم تحرير سيناء”.

 ومن  مقولاته أيضا ” القادة العسكريون لا يولدون هكذا ولكنهم يصنعون .. يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة.

وهو القائل ”  كن بين جنودك فى أحلك الظروف ولا يرون منك علامات القلق والارتباك ” ومن مقولاته ” كن دائما بين جنودك فى السلم ومعهم فى الصفوف الأمامية فى الحرب “

لحظة إستشهادة

وفى اليوم الثانى من حرب الاستنزاف أصر الفريق أول عبدالمنعم رياض أن يتواجد فى الصفوف الأمامية للجبهة المصرية رغم نصائح قائد الجيش وقتها وقال له الفريق عبدالمنعم رياض وقتها ” إنني ليس أقل من أى جندى يدافع عن الجبهة ولابد أن أكون بينهم فى كل لحظة من لحظات البطولة ”  وأثناء عودته لموقعة، تعرض الموقع الذى يتواجد فيه لنيران العدو الاسرائيلى، وانفجرت إحدى دانات المدفعية بالقرب من الحفرة وتوفي متأثرا بجراحه نتيجة للشظايا.

وبعد استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، لم تنتظر القوات المسلحة كثيرا، وحيث أخذت بالثأر من الموقع الذى انطلقت منه النيران على الشهيد البطل، ودمرت كل من فيه من معدات حربية وأسلحة وأفراد.

خرج الشعب بجميع طوائفة فى وداعه مشيعين جثمانة بإجلال وإحترام لهذا البطل الهمام ممزوجين بالحزن العميق فكان أيقونة حقيقية للعسكرية المصرية وقدوة لكل ضابط مصرى فى العزيمة والإصرار وحب الوطن.

وعقب إستشهاده أصبح يحتضن ميدان التحرير تمثال هذا البطل الهمام وقد تم إختياريوم إستشهاده بعد إنتصارات أكتوبر العظيمة ليكون يوما للشهيد .

ودائما يحيا الشهداء وتبقى أرواحهم الخالدة تعيش أمد الدهر ودائما ما تحرص القوات المسلحة على إحياء هذه الذكري بالإجلال والإكبار والعرفان لهؤلاء الشهداء الذين قدموا أغلى ما يملكون فى سبيل الدفاع عن تراب الوطن الغالي مضحيين بأرواحهم ودمائهم الطاهرة فداءا للوطن وصونا لقدسية ترابه الذين علموا الأجيال معنى كلمة حب الوطن والدفاع عن شرفه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى