مقالات

في ذكرى ميلادها .. السيده فاطمه النبويه بنت الإمام الحسين أشبه نساء آل البيت بجدتها السيده فاطمة الزهراء عليهما جميعاً السلام

قلم وصوت ومحام آل البيت
الشريف عبدالرحيم أبوالمكارم حماد
الإدريسي الحسني العلوي الهاشمي القرشي

في ذكرى ميلادها نستعرض حياة الشريفة المباركة الطاهرة الذكية الكريمة الحنونة السيدة فاطمة النبويه بنت مولانا الامام الحسين عليهما السلام ، فقد ولدت سيدتنا فاطمة النبوية رضي الله عنها في أوائل العقد الثالث من الهجرة وتقريبًا عام 40 هجريًا،

فأبوها هو الإمام الحسين رضي الله عنه وأمها هي بنت أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التميمي ، أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبة وسلم وأحد المبشرين بالجنة ، كان يلقبه النبي صلى الله عليه وسلم بـ “طلحة الخير” .

وكانت السيدة أم إسحاق زوجة للإمام الحسن رضي الله عنه وقبل وفاته وصى أخاه الإمام الحسين رضي الله عنه أن يتزوجها فتزوجها وأنجب منها السيدة فاطمة النبوية رضي الله عنها.

وقد ذكر ابن حيان في كتابه “طبقات الأتقياء: “إنها لحقت بربها وهي في السبعين من عمرها ، وقد سماها الإمام الحسين عليه السلام بفاطمة تيمنًا باسم أمه السيد فاطمة الزهراء البتول بنت سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا وشفيعنا وقائدنا وقدوتنا واسوتنا وجدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم لأنها أكثر بناته شبهًا بها رضي الله عنها.

أما أخوتها من الإمام الحسين عليه السلام فهم ثلاث أخوات وستة إخوة، فالذكور هم: “علي الأكبر”، و”علي الأوسط” وعلي الأصغر الملقب “بزين العابدين” و”محمد”، و”عبد الله”، و”جعفر”، والإناث هن: أم كلثوم وزينب وسكينة وفاطمة رضي الله عنهم أجمعين.

كانت نشأة السيدة فاطمة النبوية في بيت الإمام الحسين عليهما السلام فتعلمت فيه الأخلاق النبوية، كما شهدت الكثير من الأحداث التاريخية المهمة وهي في ريعان شبابها معركة كربلاء واستشهاد أبيها الإمام الحسين عليه السلام وإخوتها وأبناء عموتها وكانت صغيرة تختبئ في عبائة عمتها السيدة زينب رضي الله عنها عندما ساقهم يزيد بن معاوية لعنه الله أسيرات بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام.

وكانت السيدة فاطمة النبوية عليها السلام ذات جمال وخلق حسن، وتوافد الخطاب لخطبتها لينالوا شرف مصاهرة الإمام الحسين وليدخلوا في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “كل نسب مقطوع يوم القيامة إلا نسبي وصهري”.


وتقدم ابن عمها الإمام الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط إلى أبيها الإمام الحسين ليخبط احدى ابنتيه السيدة سكينة أو السيدة فاطمة النبوية فاختار لها الإمام الحسين السيدة فاطمة النبوية لتكون زوجة له، وقال له: “لقد اخترت لك ابني فاطمة فهي أكثر شبهًا بأمي فاطمة الزهراء. أما في الدين فتقوم الليل كله، وأما في الجمال فتشبه الحور العين

وتزوجت السيدة فاطمة النبوية في حياة أبيها وتنجب له ثلاثة أبناء هم : عبد الله المحض، وإسماعيل الديباج، الذي ينسب إليه آل (طباطبا) بالعراق ومصر وغيرهما، ثم الحسن المثَلَّث ، وقد ماتا في سجن أبي جعفر المنصور، بعد أن أعقبا نسلًا طيباً

ثم تزوجت السيدة فاطمة النبوية بعد وفاة الحسن المثنى بـعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، فولدت له: محمدًا والقاسم.

وكانت السيدة فاطمة النبوية راوية لأحاديث جدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واستند إليها ابن اسحق في روايته للسيرة النبوية المطهرة التي كتبها ابن هشام لتعرف باسم “سيرة ابن هشام”، وتحت اسم “إسنادات الرجال” تجد اسم السيدة فاطمة النبوية ضمن الأسماء القليلة الموثوق بها والتي رجع إليها ابن اسحق وابن هشام عند كتابة السيرة النبوية المطهرة.

كما روت العديد من الأحاديث المرسلة عن جدتها السيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله، كما روت أحاديث أخرى عن أبيها وعمتها السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب، وأخيها الإمام علي زين العابدين، فضلاً عن مروياتها عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وعبدالله بن عباس والسيدة أسماء بنت عميس، وبلال بن رباح مؤذن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وقد روى عنها الإمامان أحمد وابن ماجة عن أبيها الإمام الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال عنها والدُها الحسينُ بنُ علىّ أنها أشبه نساء آل البيت بالسيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل أنها عاشت حتى بلغت الخامسة والتسعين من عمرها، وقد جاءت إلى مصر بين مَن جاء من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت الأقرب لعمّتها السيدة زينب شقيقة الحسن والحسين، بعدما ساقهم جنود يزيد بن معاوية إلى الشام عقب معركة كربلاء واستشهاد أبيها الإمام الحسين عليه السلام..

لقبت السيدة فاطمة النبوية بـ

“أم اليتامى” في العديد من كتب المؤرخين لأنها كانت ترعى اليتامى والمساكين وتنفق عليهم فكانت دارها مأوى لليتامى والمساكين من كل الأقطار فيما يشبه المؤسسات الخيرية فكانت تطعمهم وتكسيهم وتعينهم بشتى السبل


توفيت عام 110هـ، ودفنت في مصر ولها مقام ومسجد في منطقة الدرب الأحمر يأمه الناس، وقد حقق شيخ الإسلام الأُجْهُورِيُّ -مؤيدًا بـ«خطط الشهاب الأوحدي»- قدومها إلى مصر ووفاتها بها .

فقال العلامة الاجهوري السيدة فاطمة النبوية بنت سيدنا الحسين السبط رضى الله عنه مدفونة خلف الدرب الأحمر بزقاق يعرف بزقاق السيدة فاطمة النبوية فى مسجد جليل ومقامها عظيم وعليه من المهابة والجلالة والوقار ما يسر القلوب للناظرين – وما أشتهر من أن السيدة فاطمة النبوية بدرب سعادة فهو غير صحيح ولكن من الممكن أن يكون معبدها ويحتمل أن تكون فاطمة أخرى من بيت النبوة”.

ووصف على مبارك في كتابه “الخطط التوفيقية” المسجد قائلا: «بحارة السيدة فاطمة النبوية عرفت بذلك لأن هناك ضريحها الشريف، وهو ضريح جليل ذو وضع جميل عليه قبة مرتفعة ومقصورة من النحاس الأصفر داخل المسجد المعروف بها، أنشأه المرحوم عباس باشا، وجعل فيه منبرا ودكة، وعمل لها ميضأة وحنفية من الرخام ومنارة وبابين أحدهما يؤدى إلى الحنفية والآخر إلى الضريح الشريف ويعمل لها حضرة كل ليلة ثلاثاء ومولد سنوى يستمر نحو عشرة أيام ولها نذور كثيرة وزيارات»

ظل الضريح بحالته حتى جاء الأمير عبدالرحمن كتخدا، الذى كان من أمراء المماليك فى عهد علىّ بك الكبير، وقد بَنى مسجد السيدة فاطمة النبوية خلال فترة توليه منصب «كتخدا»، أى محافظ القاهرة، وذلك فى القرن الثامن عشر من الميلاد، وقد بلغت مساحة المسجد فى ذلك الوقت 80 مترًا فقط، بداخله ضريح وُضع عليه قبة مرتفعة ومقصورة من النحاس الأصفر، ثم تطور المسجد للمرّة الأولى فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى خلال فترة حُكمة «1892-1914»، فقد كان من المعروف عن الخديو عباس حلمى حُبّه لآل البيت واهتمامه بأضرحتهم فى مصر.

تَعرّض المسجد للتصدع الشديد فى عام 1992، وتم تجديد المسجد مرّة أخرى وتوسعته بداية من العام 1999، حتى افتتاحه فى العام 2003، بعدما ضم إليه مساحة أكبر من الأراضى لتصبح مساحته 2200 متر.

وتعاونت مؤسّسة «مساجد» مع وزارة الأوقاف فى إطار البروتوكول الموقَّع بينهما فى عملية النظافة والصيانة وأمْن المسجد، فى حين تظل إدارة جميع الشئون الدعوية كاملة و كذلك التنظيمية من اختصاص وزارة الأوقاف.

فبَعد نجاح مؤسّسة «مساجد» فى تجديد وتطوير مسجد سيدنا الحسين، تم الانتهاء من تجديد وتطوير مسجد السيدة «فاطمة النبوية» بالدرب الأحمر؛ حيث قام بافتتاحه كل من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، والدكتور محمد أبوهاشم أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى