مقالات

أحمد عسكر يكتب: معنى نقيب الصحافيين بين الانتقاء والارتقاء

قبل عرسها السعيد.. وغبطتها برداء جديد، تدعو صاحبة الجلالة كل أبنائها بتوق شديد، فخلال سويعات قلائل يتدفق أبناء النون.. يصوتون ويختارون، يؤكدون أنهم رغم الاختلاف متحدون، وعلى عهد وحدة الصحافيين مستمرون، وبأقلامهم غدا يسطرون، مستقبلا عله زاهرا كما يحلمون، فنقيب مهنتنا ربان سفينتا.. وهو أمر عظيم لو تعلمون.

لكن من بين أعناق الصداقات وهتافات الترحيب، وقبل توافد أعضاء الجمعية العمومية في الغد القريب.. هل ندرك حقا معنى وقيمة النقيب؟! هل يمكننا التمييز بين المغرض والحبيب؟

القلم وحده كما أجاب دوما.. غدا يجيب، فقد علمنا الأساتذة والزملاء من فرسان الكلمة، كيف نفرق بين دائرة الضوء وهوة الظلمة.. كيف نخرج عقب كل انتخابات أكثر ترابطا ولحمة، فالصالح واضح.. وبنفس وضوح الطالح.. رأينا بأعيننا نقباء وضعوا مهنتهم نصب أعينهم، وآخرون حاولوا في ليلة ظلماء اختطاف النقابة لما يوافق جماعاتهم من مصالح.. رأينا قامات وهامات.. كإبراهيم نافع، ومكرم محمد أحمد، وغيرهما من أساطين كثر أثروا مهنتنا ومنحوها سر الثبات، ورأينا آخرين لا يعرفون سوى المزايدات، ولا يتقنون سوى التشويه ونسج المؤامرات، وفي سعيهم للاختطاف تجاوزوا كل الحدود والأعراف، ومع كل انتخابات، يزداد وعي الجماعة الصحافية وتمتلك مزيدا من الخبرات، فالمواقف تتراكم، والقناعات تتلاحم، لتخرج سفينة الرأي بأمان من إعصار معركة الوعي وما يجلبه من أمواج شائعات تتلاطم، لتنجو وترسو بطاقمها عابرة تيارات تتناحر وتتزاحم.. ولأن المشاركة في انتخابات الغد، أمر واجب ليس منه بد، تفحصت في سمات المرشحين، أبحث عن دلالة تحمل اليقين، فوجدت مرشحا “خالدا” بين الزملاء بأخلاقه وإنسانيته، كلمته قانون “ميري” راسخ رغم عفويته وسجيته، فقبل لقائه جاءت مراسيل سيرته.. محبوب بين القلوب، وعلى عكس رغبة المغرضين، هو بين زملائه مطلوب ومرغوب.. وعند اللقاء، ذابت الألقاب والأسماء، فانطلق يجيب عن تساؤلات الزملاء، بكلمات صادقة خرجت من فم لا يصدر شعارات جوفاء، يحملها لسان يدرك حجم التحديات وصعوبة ما يحيط من أجواء، ورغم قسوة هجمات الغوغاء، لم أر منه سوى السمو والارتقاء، حينها اتخذت وزملائي قرارا بالاصطفاف خلفه مدفوعين بعشق مهنتنا.. تدعمنا رغبة البقاء، ليمسك بيد مظلة تحمي كلمتنا.. حريتنا، وبالأخرى يحمل راية وطنيتنا وأحلام الرخاء، فعلى عكس بعض الأشقياء، يدرك معظمنا أهمية الانتقاء، وأننا من نمنح نقيبنا قوة تعلو بنقابتنا حد السماء.. الكلمات لا تكفي والشعارات لا تشفي، وغدا يظهر معدن الصحفيين بريقه الذي كان يخفي، لتبقى راية نقابتنا خفاقة، في سماء وطن تهفو لنسائمه مشتاقة.. ولأننا نحن من يكتب الخبر اليقين، غدا نؤكد.. تحيا مصرنا.. تحيا نقابتنا، وتحيا وحدة الصحفيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى