مقالات

محمد كامل العيادي يكتب: شارع التروللي يئن من كثرة القمامة فهل من مُجيب؟


رغم توجيهات السيد الرئيس بالاهتمام بتنظيف وتجميل المدن، مع مبادرات المجتمع المدني، لتنظيف وتجميل الشوارع، فلا تجد من يُنفذ هذه التوجيهات، لا رؤساء الأحياء ولا شركات النظافة التابعة للأحياء، بعد أن ضربوا بكل شيء عرض الحائط، واتبعوا مبدأ “أُذن من طين وأخرى من العجين”، معرضين ونائمين في العسل، وغير مهتمين بهذا الأمر أبداً، حيث أكوام القمامة تملأ الشوارع، تُغازل أعين المارة والمسئولين، مع إجبار الجميع على استنشاق هواها القذر، ليس ذلك فحسب بل أصبحت عنواناً يُستدل بها على بيوتهم للأسف، فهل هذا يُعقل لبلد تتمتع بحضارة راقية؟ هل هذه الأمانة التي تحملوها موظفي المحليات؟ وهنا يتساءل الناس أين دور جهاز تنظيم المخلفات الذي قد صدر به لائحة تنفيذية من مجلس النواب، لماذا لا يعمل حتى الآن؟!
هل يُعقل أن يظل شارع التروللي الفاصل بين مدينة السلام – محافظة القاهرة، وتقسيم الخواجة، القلج – قليوبية، غارقاً في أكوام القمامة التي تحتوي على مخلفات المستشفيات، من كمامات، وقفازات الأطباء والممرضات، وإبر الحقن التي بها آثار الدماء مكان المرضى، دون أي مراعاة ممن ألقاها من معدومي الضمير، ولا معنى لهذا غير أنه قد أمن العقاب فلو كان لديه ذرة من خوف ما كان فعل ما فعل، فمن المسئول عن تجرؤ أمثال هؤلاء لفعل فعلتهم هذه؟! ومن المسئول عند نقل العدوى في هذه الحالة -لا قدر الله- إلى الناس، ليصبح عبء على الدولة في علاج المرضى في المستشفيات العامة، مما لا شك فيه أن المسئول عن هذا هم موظفي الأحياء، بتخاذلهم وعدم متابعتهم الجادة في المراقبة ووضع صناديق للقمامة.
ارحموا استغاثة شارع التروللي الذي يئن من كثرة الرتش ومخلفات المباني، ومن مخلفات وروث الحيوانات، لدرجة الاشمئزاز، فهل سيجد هذا النداء من يسمعون ويجيبون؟ أم كما قال الشاعر ” لقد أسمعت لو ناديت حياً، ولكن لا حياة لمن تنادي ، ولو نار نفخت بها أضاءت، ولكن أنت تنفخ في رمادِ”.
الناس لا يطلبون المستحيل، ولا يطلبون أن يقطنوا في مدينة أفلاطون، بل يريدون أن يعيشوا في مكان آدمي، يرتاحون فيه من إرهاق العمل اليومي، والتخلص من العشوائية في التعامل، والعقول المستبدة، واللامبالاة، ويرجون العيش بآدمية ويشعرون بإنسانيتهم، ويستنشقون الهواء الجميل، وينظرون إلى مناظر خلابة عندما تفتح النوافذ، حيث الأشجار، ونظافة الشوارع، وعدم الضجيج، وليس المناظر البشعة، والروائح الكريهة.

هل تستحق مصر وشعبها ما يحدث هذا؟ ولماذا لا يكون الجميع على قدر المسئولية التي أُسندت إليهم؟ فمن المستحيل أن يكون هناك ارتقاء دون التكاتف والعمل بضمير، واهتمام كل فرد بالشارع كما يهتم ببيته، وأن تهتم المحليات بعملها وترك التسويف والتهاون بصحة الناس.
هذا بلاغ لمحافظ القليوبية، الناس ببابك ينتظرون الإجابة، فهل أنت مُجيب؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى