مقالات

الإعلامية هيام أحمد تكتب| الكهف

يخفي المرء في صدره ما تخفيه الكهوف، ولن ترى منه شيئاً حتى تنيره، فقلوبنا اصبحت مثل الكهوف ، الناس لبعضها أرزاق،فاللهم قدر لنا الأطيب والأوضح والأنقى ، أبشع ما يمر به المرء أن يدفع ثمن صدقه،عاطفته،كرمه وحنانه،يدفع الثمن ذات يوم إنه كان حقيقي أكثر من اللازم، مع أشباه البشر،انا لا أكره أحداً،‏حتى الصديق الذي خذلني لازلت أحبه،الحياة عندما تكشف أقنعة البشر ،تكشفها بقسوة،لدرجة أنك تحتاج وقتا طويلا لتستوعب بشاعة الوجه الحقيقي،الذي تقاسمت معه ذكرياتك بشتى أنواعها،‏ متى نتغير ؟بعد أن يصفعنا أحد الذين أعطيناهم،مكانة خاصة ومساحة آمنة ،لا نتغير وحسب ،بل نكبر مائة عام دوستويفسكي، يتغير الإنسان فجأة بعد تعرضه لصدمة ،مثل الخيانة و الخذلان فيفقد شيء من داخله و يجد صعوبة للعودة كما كان ،غير ذلك فهو يتغير ببطئ بنفس وتيرة تجاربه و تعلمه ،فى الحياة مفاجآت قد تأتيك من البعيد ،وقد تأتي من أقرب الناس إليك،في طبيعة الحال يلزمنا الظلام لنعرف مع من نشع ، نشع من داخلنا، لتضيء عتمة بصيرتنا القوة فهناك خذلان لا يغفر ،وفي النهاية، ليس هناك اناس يتغيرون، بل هناك اقنعة تسقط، ليست الحياة إلا وداع مستمر ، عندما تحب لا تأخذ جرعة كبيرة من الثقة بمن تحب، اترك مكاناً للخيبة ومكانا لإستيعابها أيضاً فكلما كان العطاء كثيراً، كان الخذلان أشد إيلاماً ، كأن تهدي أحدهم روحك، ثم يسألك ماذا أعطيتني ؟ فلا تعط مشاعرك لحد الإكتفاء ، فبعض القلوب حين ترتوي تغادر و تهجر، لو عرف الذي خذلني مكانته في قلبي، لبكى خجلا ، أتمنى أن يتوقف الخذلان عند هذا الحد لقد أتعبني جمع نفسي بعد كل مرة أتحول فيها إلى أشلاء! أشباه انسان ،كثيرون الذين أحبوا لحظاتك المبهجة، لكن شخصًا واحداً أحب الروح الزاهدة في أعماقك، وعشق الأحزان على ملامحك، ثم تدرك متأخرا بعد اسرافك بمشاعرك و محاولاتك بالتعمق والفهم إن بعض الأشخاص والأشياء ،كانوا في الحقيقة سراب ، أشد ألم وقع في نفسي أني تألمت على يد أناس تمنيت أن لا أراهم يتألمون، إننا لا نموت من الوحدة ،لكن نموت من ‏الذين أرخصونا ، وكنا نشعر بأنهم الحياة ،ولكن يوماََ ما ستنتهي الأحداث وتبقى المواقف الأيام كفيلة بأن توضح لك مشاعر الآخرين تجاهك،و ستعلم بأن ليس كل قريب يحبك، وليس كل كلمة جميلة صادقة من القلب، وليس كل ابتسامة تدل على النقاء، هذه هي الحياة، مواقف تصدمك، ومواقف تبكيك، ومواقف تحتاج لتجاهلها، وهناك مواقف لا تنسى، وما أخفته القلوب أظهرته المواقف ،فالمواقف مهما كانت سيئة تستحق الشكر ، شكرًا لكل درس علمنا التخطي ، لكل ألم مر بنا وعلمنا كيف نتجاوزه ،لكل من خذلونا فأدركنا إننا بمفردنا أقوى، لم يكن نزع الود سهلا، لكنها المواقف التي عزت عليك فيها نفسك، تجبرك على نزع حتى اللحظات المتجذرة في أعماق ذاكرتك وقلبك ،لا تخشى آراء الاخرين فهي افكارهم ،وليس واقعك انت ، ولا تعتقد أن نهاية الأشياء هي نهاية العالم ! فليس الكون هو ما ترى عيناك ، لا تنتظر حبيباً آو صديقًا ،او قريبًا باعك انتظر ضوءاً جديداً ،يمكن أن يتسلل إلى قلبك الحزين فيعيد لأيامك البهجة ويعيد لقلبك نبضه الجميل، ابتسم و إن كنت تحمل وجعاً ، فليس من الضروري أن يرى العالم وجعك ، لست وحدك تحمل هماً ، فمن حولك ما بين مهموم و محزون ،ابتسامتك قد تداوي وجعك ،ما أغلق الله باباً بحكمته ، إلا وفتح بابين برحمته، ما أبعده الله عنك بحكمته،
‏يعوضك أضعافاً خيراً منه بلطفه اللهم أنك وحدك تعلم ماتخفيه أنفسنا و تعلم مافي الصدور ، اللهم إني أعوذ بك من تغير القلوب بلا حجة،‏ ومن عداوة تأتي بعد المحبة
‏ومن الخيبة فيمن أحسنت الظن بهم اللهم حقق لنا مرادنا و أزح الغمة من على قلوبنا برحمتك يا أرحم الراحمين،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى