مقالات

الدكتور عبد الله الشقرة يكتب: أما آن الحراسة أن تنتهي؟

أربع سنوات مرت علي فرض الحراسة القضائية على نقابة الصيادلة، إثر اشتباك دار بين أعضاء النقابة العامة حينها، وقد ذاق الصيادلة ولا يزالون الألم والويلات، ويتجرعون مرارة الحسرة والخذلان، وكانت بحق أربع سنوات عجاف من الضياع والتيه المهني، وانحدر الحال بمهنة الصيدلة حتى هوى إلى أسوأ مما كان أشد المتشائمين يتوقع.

تكالب الجميع على المهنة، وشنت الحرب عليها، ونهشوا في جسدها المنهك المسكين، ولم تجد المهنة من يدافع عنها أو يأخذ لها حقها، فالجميع ممنوعون من ممارسة أي نشاط نقابي، وأيديهم مغلولة عن القيام بأي فعل من شأنه أن يوقف تلك المهزلة، وظل الوضع على هذه الحالة التي يرثى لها بحق.

وبعض سنوات تحرك بعض شرفاء المهنة فألقوا حجراً ضعيفاً في المياة الراكدة، لعله يحدث تغيراً في الحال، أو يوقظ النائمين، وينبه الغافلين، وحدث ذلك بالفعل، فانتفض جمعٌ من الصيادلة يدقون أبواب المحاكم المصرية ويرفعون قضايا من أجل الدعوة لعقد جمعية عمومية طارئة لبحث ما آلات إليه أحوالهم، فتنبه لهم إخوانهم الصيادلة من شتى وظائفهم وأعمالهم، العاملون بالحكومة، والنقابيون، والصيادلة الأحرار، والعاملون بمجال التسويق والدعاية الطبية، وأصحاب الشركات والمخازن، والباحثون والأساتذة الجامعيون وغيرهم من الغيورين على مهنتهم المحبين لها والذين أرهقتهم الحراسة، وانطلقوا جميعاً يشاركون في كل مبادرة تطرح على الساحة من شأنها أن تزيل شبح الحراسة وتدعو لإجراء إنتخابات حرة ونزيهة في أقرب وقت ممكن على كافة المقاعد والمستويات الفرعية والعامة.

واتجه بعضهم نحو البحث عن المصالحة الصيدلانية ولم شمل الأسرة الواحدة التي مزقتها الخلافات والشحناء، وانبرى المصلحين يخوضون الصعاب من أجل تحقيق الهدف المنشود وإنهاء شبح الحراسة الذي يخيم على كل الاصعدة ويعوق التقدم والازدهار لمهمة كانت في سابق الأزمان مهنة العظماء، وقام جمعٌ آخر من الصيادلة فأسسوا “إتحاد أمل صيادلة مصر” وهو كيان نشأ ليقوم بتعريف الناس بقضية الصيادلة العادلة، ويستخدم كافة الوسائل الممكنة والمتاحة، والتواصل مع صناع القرار والمسئولين، وصناعة رأي عام، واستخدام القوة الناعمة لصيادلة مصر، التي لا ينكرها أحد، وهدفهم الوحيد إنهاء الحراسة والدعوة لإجراء إنتخابات في أقرب وقت.

لقد عاشت نقابة صيادلة مصر عصوراً ذهبية كانت خلالها قوة لا تقهر، وكان الصيادلة حينها قوة لا يستهان بها في الدفاع عن قضاياهم وحماية المريض وتوفير الدواء، ويؤكد الصيادلة دائماً، أنهم ليسوا في صدام مع الدولة كلا وحاشا، بل إن نقابة صيادلة مصر هي إحدى أدوات الدولة المصرية في الخدمة المجتمعية الرائدة، مع باقي النقابات المهنية، وركيزة أساسية في تقديم الدعم للدولة وتحقيق الإستقرار المنشود، ويسعى أعضائها دوماً إلى العمل على ازدهار الإقتصاد المصري والمشاركة الإجتماعية الفعالة في تحقيق الرخاء، ولا يستطيع أحد أن ينكر دور الصيادلة الكبير في مواجهة الأزمات الصحية وتفعيل المبادرات الرئاسية، إذ تجدهم في المقدمة دوماً لا يخافون الموت ولا يخشون المرض، هدفهم تقديم خدمة طبية متميزة للمواطنيين والمحافظة على أرواح الناس وحمايتهم.

الموقع غير مسؤول عن راي الكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى