مقالات

في ذكرى استشهاد الإمام علي .. ضربة غدر من ملعون خارج هزت أركان الوجود لأعظم خلق الله في حال السجود

قلم وصوت ومحام آل البيت

الشريف عبدالرحيم أبوالمكارم حماد

في هذه الأَيــامِ والليالي المباركة تطل علينا ذكرى مؤلمة وفاجعة كبيرة ، هي ذكرى استشهاد الإِمــام عَلِي عليه السلام الذي تخضبت لحيته بدم رأسِه بضربة سيف أشقى الأشقياء، كما وصفه الرسول مُحَمــد صلى الله عليه وآله ؛ لأَنه جعل الأُمـة تفقدُ أعظم عظمائها بعد نبيها ولأنه تسبب في استحكام قبضة الطواغيت على رقاب المسلمين؛ بسَببِ ضربته اللعينة التي استهدفت الإسْـــلَام بكله واستهدفت القُـــرآن واستهدف كُــــل مبادئ وقيم الخير والحكمة والهدى والوعي والعزة والكرامة، لما لا وهو هشم جمجمةَ مَن وصفه الرسول بقوله علي مني بمنزلة هارون من موسى وقال عنه علي مع القُـــرْآن والقُـــرْآن مع علي وعلي مع الحــق والحق مع علي؟!.

العبارةُ المشهورة التي ستبقى مخلدة في ذَاكرةِ التاريخ وفي وجدان البشر (فُـــزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَـةِ) العبارة التي ردّدها أميرُ المؤمنين علي عليه السلام عندما ضربه أشقى الأشقياء ابن ملجم اللعين في محراب مسجد الكوفة، فكان تلك الكلمات القرآنية المشحونةُ بالقوة والعزيمة والبصيرة هي الرد على تلك الضربة ودرس وعبرة للمسلمين عبر التاريخ إلى يوم القيامة وعلينا أن نقف وقفة تأمل في محراب مسجد الكوفة في ليلة القدر نقف وقفة من يريد أن يخرج بدرس عظيم وعبرة مشحونة بالحكمة والقوة لماذا لم يتفوه الإِمَــام عَلِيّ بكلمة أُخْــرَى غير كلمة فُـــزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَـةِ؟ لم يقل يا ويلتي أَو يئن من شدة الوجع ومن هول الفاجعة بل استقبل الشهادة كما يليق به وكما يليق بها.

حين ردّد الإِمَــام عَلِيّ عليه السلام العبارة العظيمة (فُـــزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَـةِ) في محرابِ الصلاة وفي ليلة القدر وفي لحظات ما قبل العروج إلى عالم الخلد وعالم الشهادة كان الهدف من هذه الكلمات العظيمة هو أن يقول للجميع والخطاب موجة للقلوب والعقول أن التضحية بالدم والروح والنفس في سبيل الله وفي سبيل الحق هي الفوز الذي لا يمكن أن يرقى إليه فوز على الإطلاق .

تلك الذكرى الأليمة نستعيد بها ذاكرة التواريخ الكبيرة شهادة المرتضى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في محراب الوجد الإلهي وهو يختم الوجود المحدود بالوجود الازلي عند الله والدم يسيل من جبهته الشريفة التي لم تسجد لغير الله قط لينال بذلك منزلة الشهادة وليستبشر بالفوز في محراب صلاته وكأنك تسمع صوتاً مدوياً في الآفاق يمزق صمت المكان يقول (فزت ورب الكعبة) إذن أنك في محراب الإمام علي (عليه السلام) في مسجد الكوفة الذي ظل شاهداً على السيرة الوضاءة والمعاني السامية والسجايا الحسنة وكرم الأخلاق لهذا الإمام البار والتقي.

تخلد الإمام علي بخلود الحياة، وعندما نبحُر في عمق التاريخ الأنساني الطويل لم نجد بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلاً كاملاً كالإمام علي بن إبي طالب (عليه السلام) يحمل الصفات والفضائل والمناقب والمحاسن الأخلاقية والإنسانية منذ أن آمن بالرسالة النبوية وأفتدى بنفسهِ رسول الله الأعظم وهو أول من نصر الأسلام بسيفه عندما برزَ في معركةِ الخندق بمواجهة عمر بن ودٌ العامري التي تُعادل ضربة الامام عبادةُ الثقلين وضمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام الجنة.

قتلوه في بيت الله.. قتلوه وهو يؤدي أمر الله.. قتلوه وهو ساجد بين يدي الله.
قتلوه.. قتلهم الله.
لقد قتلوه وهو الداعية إلى الله، أباحوا دمه وسفكوه ..وهو الداعي إلى توحيد الله
لقد قتلوا الإمام العابد والمجاهد الزاهد

في مثل هذا اليوم ٢١ من رمضان ، سنة (40هـ) استُشهد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام وانتقل إلى الرفيق الأعلى- عن عمر 63 سنة ، على يد أشقى الناس عبد الرحمن بن ملجم ، لتحل أعظم فاجعة على المسلمين بعد فقد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

تلك الفاجعة التي خطط لها أشقى الأشقياء عبدالرحمن بن ملجم المرادي في مكة مع نفر من أصحابه الخوارج الذين تعاهدوا أن يقتلوا كلاً من أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومعاوية ابن أبي سفيان وعمرو بن العاص ، فكان أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب – عليه السلام ، من حصة الشقي ابن ملجم (لعنه الله) الذي تكفل بإزهاق روحه.

وأقبل ابن ملجم بعد ذلك الاتفاق حتى قدم الكوفة، فلقي بها أصحابه وكتمهم أمره، وطوى عنهم ما تعاقد هو أصحابه عليه بمكة من قتل أمير المؤمنين -عليه السلام- مخافة أن ينتشر، وزار رجلا من أصحابه ذات يوم من بني تيم الرباب، فصادف عنده قطام بنت الأخضر، من بني تيم الرباب ، وكان الإمام -عليه السلام- قتل أخاها وأباها بالنهروان، فلما رآها شغف بها، واشتد إعجابه فخطبها، فقالت له: ما الذي تسمي لي من الصداق؟ فقال: احتكمي ما بدا لك ، فقالت: أحتكم عليك ثلاثة آلاف درهم ووصيفا وخادما، وأن تقتل علي بن أبي طالب ، قالت له: فأنا طالبة لك بعض من يساعدك على هذا ويقويك ثم، بعثت إلى وردان بن مجالد، أحد بني تيم الرباب، فخبرته الخبر، وسألته معاونة ابن ملجم، فتحمل لها ذلك.
وخرج ابن ملجم، فأتى رجلا من أشجع، يقال له شبيب بن بحيرة، وقال له، يا شبيب، هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟ قال: وما ذاك قال: تساعدني على قتل علي نكمن له في المسجد الأعظم فإذا خرج لصلاة الفجر فتكنا به، وشفينا أنفسنا منه، وأدركنا ثأرنا ، فلم يزل به حتى أجابه ، فأقبل به حتى دخلا على قطام، وهي معتكفة في المسجد الأعظم، قد ضربت لها قبة، فقالا لها: قد أجمع رأينا على قتل هذا الرجل، قالت لهما: فإذا أردتما ذلك فالقياني في هذا الموضع ، فانصرفا من عندها، فلبثا أياما ثم أتياها، ومعهما وردان بن مجالد، الذي كلفته مساعدة ابن ملجم ، وذلك في ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين ، فدعت لهم بحرير فعصبت به صدورهم، وتقلدوا سيوفهم، ومضوا فجلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منه الإمام علي عليه السلام إلى الصلاة.

وعن الشريف الرضي رحمه الله قال: (وبإسناد مرفوع إلى الحسن بن أبي الحسن البصري قال: سهر علي -عليه السلام- في الليلة التي ضرب في صبيحتها، فقال: إني مقتول لو قد أصبحت فجاء مؤذنه بالصلاة فمشى قليلا فقالت ابنته زينب يا أمير المؤمنين مر جعدة يصلي بالناس فقال: لا مفر من الأجل ثم خرج.
وفي حديث آخر قال: جعل -عليه السلام- يعاود مضجعه فلا ينام، ثم يعاود النظر في السماء، ويقول: والله ما كذبت ولا كذبت، وإنها الليلة التي وعدت، فلما طلع الفجر شد إزاره وهو يقول:
أشدد حيازيمك للموت
فإن الموت لاقيكا
ولا تـجـزع مـن المـوت
وإن حــل بواديكا

وروى أنه لما دخل شهر رمضان كان أمير المؤمنين -عليه السلام- ، يتعشى ليلة عند الحسن وليلة عند عبد الله بن العباس فكان لا يزيد على ثلاث لقم فقيل له في ليلة من الليالي ما لك لا تأكل؟ فقال: يأتيني أمر ربي وأنا خميص إنما هي ليلة أو ليلتان فأصيب.

وروي أن أمير المؤمنين لما أراد الخروج من بيته في الصبيحة التي ضرب فيها خرج إلى صحن الدار استقبلته الإوز فصحن في وجهه فجعلوا يطردوهن، فقال دعوهن فإنهن صوايح تتبعها نوايح، ثم خرج فأصيب، عليه السلام.

وخرج الإمام -عليه السلام- ، وصلى بالناس فبينما هو ساجد ضربه الشقي ابن ملجم على رأسه بالسيف فصاح الإمام عليه السلام “فزت ورب الكعبة”.

وا إماماه وا سيّداه وا عليّاه وا مظلوماه
ثمّ أخذت الضربة إلى مفرق رأسه إلى موضع السجود، فلمّا أحسّ الإمام بالضربة لم يتأوه وصبر واحتسب، ووقع على وجهه…. قائلاً: “بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله”….
“فزت وربِّ الكعبة”

جبرائيل ينادي
واصطفقت أبواب الجامع، وضجّت الملائكة في السماء بالدّعاء، وهبّت ريح عاصف سوداء مظلمة، ونادى جبرئيل عليه السلام بين السماء والأرض بصوت يسمعه كلّ مستيقظ:
“تهدَّمت والله أركان الهدى
وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى
وانفصمت والله العروة الوثقى
قُتل ابن عمّ محمّد المصطفى
قُتل الوصيّ المجتبى
قتلُ عليّ المرتضى
قُتل والله سيّد الأوصياء
قَتله أشقى الأشقياء”.

ولما ضُرب أمير المؤمنين -عليه السلام- احتمل فأدخل داره فقعدت لبابة عند رأسه وجلست أم كلثوم عند رجليه ففتح عينيه فنظر إليهما فقال: الرفيق الأعلى خير مستقرا وأحسن مقيلا.

وصية أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه

أوصى أمير المؤمنين علي بن ابي طالب -عليه السلام- ولديه الإمامين الحسن والحسين بعد أن ضربه اشقى الآخرين عبدالرحمن بن ملجم وهو يصلي صلاة الفجر في مسجد الكوفة في شهر رمضان المبارك قائلا:

أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللَّهِ وَأَلَّا تَبْغِيَا الدُّنْيَا وَإِنْ بَغَتْكُمَا وَلَا تَأْسَفَا عَلَى شَيْ‏ءٍ مِنْهَا زُوِيَ عَنْكُمَا وَقُولَا بِالْحَقِّ وَاعْمَلَا لِلْأَجْرِ وَكُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَلِلْمَظْلُومِ عَوْناً.

أُوصِيكُمَا وَجَمِيعَ وَلَدِي وَأَهْلِي وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ وَنَظْمِ أَمْرِكُمْ وَصَلَاحِ ذَاتِبَيْنِكُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا ص يَقُولُ: صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ.
اللَّهَ اللَّهَ فِي الْأَيْتَامِ فَلَا تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ وَلَا يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ وَاللَّهَ اللَّهَ فِي جِيرَانِكُمْ فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ

وَاللَّهَ اللَّهَ فِي الْقُرْآنِ لَا يَسْبِقُكُمْ بِالْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ.
وَاللَّهَ اللَّهَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ وَاللَّهَ اللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ لَا تُخَلُّوهُ مَا بَقِيتُمْ فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا.
وَاللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَالتَّبَاذُلِ وَإِيَّاكُمْ وَ التَّدَابُرَ وَ التَّقَاطُعَ لَا تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ”.
ثُمَّ قَالَ:
‏”يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُلْفِيَنَّكُمْ تَخُوضُونَ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ خَوْضاً تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا لَا تَقْتُلُنَّ بِي إِلَّا قَاتِلِي.
انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ ضَرْبَتِهِ هَذِهِ فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً بِضَرْبَةٍ وَلَا تُمَثِّلُوا بِالرَّجُلِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِيَّاكُمْ وَ الْمُثْلَةَ وَ لَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُورِ”.

فنادت أم كلثوم عبدالرحمن بن ملجم يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين قال: إنما قتلت أباك، قالت يا عدو الله إني لأرجو أن لا يكون عليه بأس قال لها فأراك إنما تبكين عليه والله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم ، وأخذ ابن ملجم فأدخل على علي، فقال أطيبوا طعامه، وألينوا فراشه، فإن أعش فأنا ولي دمي، عفو أو قصاص، وإن مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين.

الأخلاق التي تهذب بها أمير المؤمنين فاقت المثالية وبلغت الرقي في المراتب ، فقد أكتسبها من الرسول الاعظم التي شهد الله لتك الاخلاق النبيلة والفريدة في قوله تعالى : (وإنك لعلى خلق عظيم) وقد تجسدت تلك الاخلاق في سلوك الامام علي فقد كان عادلاً مع أشد خصومه. لم يأثر من الشقي ابن الشقي ابن ملجم (لعنة الله عليه) فقد أولى حكمه لله والعقل في وصيته الرائعة لأولاده ومحبيه, رغم أن المؤمنين والمقربين في لحظة الواقعة الكونية في مسجد الكوفة أنهالوا بالضرب على ابن ملجم وأرادوا الانقضاض عليه, لكن الامام أوقف هذا السلوك وأوعز الحكم لله عليه للعقل والمنطق. وهذا السلوك الاخلاقي تفتقر له البشرية عامة من حكام وعلماء وفلاسفة عبر التاريخ.

ومن مناقب أخلاق الامام علي (عليه السلام) بعد ضربة أبن ملجم اللعين بسيف مسموم تجمع الناس في باب الامام فخرج الامام الحسن (عليه السلام) فقال معاشر الناس إن أبي أوصاني أن أترك أمره الى وفاته, فإن كان له الوفاة وإلا نظر هو في حقه, فأنصرفوا يرحمكم الله.

هذه الاخلاق التي تحلى بها امام المؤمنين وسيد الوصيين وهو يترك وصيته لاولاده ومحبيه وللأمة الاسلامية في حاضرها ومستقبلها لكي تتجاوز, كما اراد الامام وأهل بيته من قبل الظالمين والطامعين. وهنا الامام لم يوصي بالثأر والانتقام ولا يريد ان تكون الواقعة الكونية نواة أنتقام وشرارة حرب بين الطوائف والقبائل. ولكنه جعل القصاص من الجاني تحديدا والقصاص العادل بالمثل.

السلامُ على شهيد المحراب

هــاهـــيَ اللـيلــةُ قــد آنَ الــوداعْ
وبــهـــا اوعــدني ربــيّ المُــطـاعْ
انـّــهُ ذو رَحــمــةٍ ذات اتـــســاعْ


سيـّدي من يُطعــمْ الطـفل الفقيـر!!
يــا اميراً يــأ كــل ُالخـبـز الشّعيـرْ!
اصــبـحَ الإســلامُ مـن دون نــصـيـر


قـد فقــد نا نحـنُ بالامسِ الرسـولْ
ثـُـمَّ عــزّيناكَ بالنـــور الـبتــولْ
امــرنا للهِ يــا فحــل الــفحـــولْ


يــا أمـينَ الله يـــا شمــسَ الزمـــا نْ
كُـنـتَ للإســلامِ حــفــظـــاً وأمـــانْ
مــن لنــا يــا عنــفـوان َالعنـفـوان!!!
…………..
صاحَ محرابكَ يبكي يا أميـرَ المــؤمنينْ
مَنْ يُصليّ اليـــوم في الفجــرِ الحَزينْ!!!
هـــاهي الكـــوفةُ يعـــلــوهـا الأنينْ


صـــاحَ جبرائيلُ فـــي أعلى السَّمــاءْ
صــــوتهُ ابكــى جميـــع الأنبيــــاءْ
ضرب َالظــــالمُ اتقـــى الاتقيـــــاءْ


هــــاهـــو القــــرآنُ يشكــــو للإلهْ
طــــاح َركـــن الدين وانهـّــدَّ عـُلاهْ
مَنْ يُنـــــادي الفجـــر هيـَّــا للصَّلاه!


هــــاهي الكـَــعبـةُ والبيتُ الحــَـرامْ
تبكي مولـــوداً لهــــا خيــر إمــــامْ
صــــاحَتْ الدنيا على الدّينِ السَّـــلامْ!!!!


اليَتـــــامى صَرخـَـتْ نحـــنُ فـِـداكْ
مَنْ لنـــا يــــا سيّدي بعـــدَ عَطــاكْ
فــقــدتْ كُـلّ الــمــَسا كــين رَجــاكْ


كيفَ لا نبكيـــكَ حَمـّـــــايَّ الدَّخيــلْ
ثـُلــِم َالاســــلامُ والديّـــنُ عــَـليــلْ
نَستَعـِـــنْ باللهِ والصَّـبرِ الجّـــمــيـــلْ


عَــــــزّوا احـــبــــــابَ عليٍّ والحُسينْ
عـَــــــزَوا طـــــه ثــُـــمَّ أم الحَسنَينْ
وابكــــــوا با لدّمعِ حبيب المُـُـهْجَـــتَينْ

** قصيده إيهٍ أميري عليّاً هذه مِحنٌ

غالُوا خُشُوعَكَ ما غالُوك مُنْتَصِبا يا صِنوَ أحمدَ ذا مِحرابُكَ اضْطَرَبا

غالُوا سُجُودَكَ يامولاي مشتَمِلا كلَّ المكارمَ فـذّاً يصنعُ العَجَبا

ما قاتِلُوك اُناساً آمنوا عَمَلاً بلْ وُلْدُ إبليسَ صلّى عُمرَهُ كذِبا

هاهم بنو مُلجمٍ يَفنُونَ اُمّتَنا دواعشاً ناوأُوا الايمانَ والأدبَا

أجدادُهم ناصَبُوكَ البغضَ مَفسدَةً فقُلتَ : صبراً ولكنَ حاذِروا الشَغَبا

لسنا نحاربُ قوماً أنَّهم جَهَلُوا لكنما الويلُ للغدّارِ لو حَرَبَا

يا سيدَ النُبلِ ما القالُونَ قومَ هدىً ولا بنُوهُم فهُم يُؤذون من نَجُبـَا

دواعشُ اليومَ فاقُوا في جرائِمهم خوارجَ الأمسَ حِقداً يُحرِقُ الخَصِبا

ديّانُهُمُ ناصبيٌّ يشتفي فَرَحـاً بذَبحَ أبناءِ مَنْ قد وَدَّكم قُرَبا

إيهٍ أميري عليّاً هذه مِحنٌ أدمَتْ قلوباً لَنا يا خَيرَ مَنْ وَهَبا

نفديكَ أرواحَنا يا فخرَ داعيةٍ للمكرماتِ وخيرَ الخلْقَ مُنقلَبا

غالُوكَ غَدْراَ ذوُو الأحقادِ مُختضِباً بالزاكياتِ دِماءً خُلِّدتْ حُقُبا

ما بالُ حُسّادِ قومٍ خانَ قائلُهم فناهضَ المَجْدَ لمّا نابَذَ الحَسَبا

صَبْراً فَقدْ خاصَمُوا عَلْياكَ مِن حسَدٍ فلم نَجِدْ مِنْ فَحِيحِ الحِقْدِ مُقْترِبا

غُذِّيتَ بِالطُّهْرِ فَخْرَاً في جِوارِهما يا بنَ العَظِيمَينِ اُمَّاً اُكرِمَتْ وأَبا

وَ أنتَ مَعْ سَيِّدِ الدّارَينِ تَصْحَبُهُ نِعمَ الرّبيبُ أصابَ المَنْهَلَ العَذِبَا

فَأَنتَ لِلدّينِ بابٌ دُونَهَ كُتُبٌ في العَزْمِ و الزُهدِ والإيثارِ إنْ طُلِبا

أبا الشَّهيدَينِ ما أقْسَى المُرُوقَ أذىً عادَى بِقتْلِكَ أهْلَ البَيتِ والنَسَبا

فَأنتم الدِّينُ والميزانُ مُؤتَمَنَاً وذاكَ جَهلٌ أَطاعَ العِجْلَ مُحتَرِبا

والخَلْقُ طُرّاً اُذيقُوا مِن فظائعِهِ بَغْياً وفَتْكَاً وتَكْفِيراً لهُمْ نَصَبا

فَدَهْرُنا اليومَ نارٌ من جرائِمِهِ تُحَرِّقُ النَّسْلَ والأَمْصارَ و الكُتُبَا

فِدَاً لمثواكَ ذا الأمجادِ أنتَ لَنا إمامُ عَدْلٍ مضى للهِ مُحْتَسِبا

وَقدْ أتَاكَ العُلى مِنْ كلِّ شاهِقةٍ فَأنْتَ والحَقُّ مَحبُوبانِ فَانتَسَبا

فزت ورب الكعبة ياجدي
أبكى السماءَ على جدي الكرار
وحنَّت عليه الأرض تحنانا
تركتني يا جدي الإمام علي
والحزن والهم والألم أصبح لنا عنواناً
تركتني وحيداً ورحلت عنا
والكلاب الضاله قد نالت منا
من كان أهلهم في الأحزاب عدوا
من قتلت قادتهم ونصرت دينك
في كل المعارك تحصد بسيفك ذو الفقار
صناديل الكفر والشرك
فتحت خبير وصمدت
وثبتت في كل الغزوات مع الرسول
لو كنت موجود ماكان يزيد
يقتل ابنائك في الصحراء
ويسبي بناتك السيدات الطاهرات
ويقدن في موكب الأسرى
من الكوفة إلى دمشق
الدنيا بعدك يا جدي
أصبح للرعاع صوتاً
وكانوا قديماً تحت رايتنا
لكن دار الزمان
إن الدنيا ياجدي بلاء وفتنة وعلقم
من أجل قطام ذاك المعلون ابن ملجم
يتبوّأ منها مقعداً في النار
قتل من كان أعلم الناس بالقرآن
يقتل من كان لعلم النبي سيد الخلق بابا
وكان لنصره دين الإسلام
ونبي الحق فارسا مقداما
قتل الإمام علي وقد أضحت
مناقبه نوراً وبرهانا
قتلوا المرتضى من ضربه من لئيم
على رأس أعظم الناس إسلاماً وإيمانا
فزت ورب الكعبه

عظم الله اجرنا واجركم في ذكرى الفاجعة الكبرى… ذكرى الألم والجرح… ذكرى استشهاد أفضل البشر في زمنه ضربة غدر من ملعون خارج.. هزت أركان الوجود لأعظم خلق الله في حال السجود.

ذكرى استشهاد أسد الله الغالب حيدره المرتضى أبا السبطين أبا الحسنيين باب مدينة العلم وليد الكعبة وشهيد المحراب أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه الذي لم يجسد لصنم قط ، الذي لم يجسد لغير الله.

فهنيئا لك ياجدي ياكرار يا حيدره يااسد الله الغالب… يا أبا الحسن، لقد شرف الله مقامك، وكنت اقرب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) نسبا، وأولهم إسلاما، وأوفاهم يقينا، وأشدهم قلبا، وأبذلهم لنفسه مجاهدا، وأعظمهم في الخير نصيبا، فلا حرمنا الله أجرك، ولا ذلنا بعدك، فوالله لقد كانت حياتك مفاتح للخير ومغالق للشر، وإن يومك هذا مفتاح كل شر ومغلاق كل خير، ولو أن الناس قبلوا منك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة.

إبن وليد الكعبة وشهيد المحراب الإمام علي عليه السلام
قلم وصوت ومحام آل البيت
الشريف عبدالرحيم أبوالمكارم حماد
الإدريسي الحسني العلوي الهاشمي القرشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى