مقالات

هلال عبدالحميد يكتب: لماذا فشلت القوى المدنية في انتخابات 2011

كنت أحد المشاركين في ثورة يناير، وممن  تفاعلوا مع انتخاباتها، لا كمتفرج ولكن كمشارك، ومنسق ووكيل للكتلة المصرية بأسيوط، وشاركت في اختيار مرشحيها وقدمت قوائمها للجنة العليا للانتخابات بأسيوط ، وكنت متابعًا للانتخابات على المستوى القومي ، ومحاولًا دراسة نتائجها ، وأسباب فشلنا -كقوى مدنية- في حصد مقاعد تلبي طموحاتنا وإمكانياتنا ، ولكن يبدو أن هذه النتائج تتناسب مع ما نبذله من مجهود، واعتقد ان الانتخابات لو أجريت بعد كل هذه السنوات فاننا لن نحصد أكثر مما حصدناه،بل وأقل  

 وربما تكون هذه الدراسة نقدًا  ذاتيًا لتطوير ذواتنا وأحزابنا، لعلنا نخرج من هذا التيه، خاصة وأننا مقبلون على استحقاقات انتخابية هامة ،وما زلنا للأسف نراوح مكاننا ونتصارع صراع الديكة، وننشطر كالخلايا  السرطانية،

            أعتقد أن مصر لم تمر بانتخابات يمكن قياس فعالية وتواجد القوى  السياسية منذ ثورة ١٩٥٢ إلا  بالانتخابات البرلمانية والرئاسية  والدستورية ما بين ٢٠١١و ٢٠١٣( أجريت ٥ استحقاقات انتخابية)

  فكل الانتخابات السابقة على ثورة يناير كانت تشهد تزويرًا على درجات مختلفة،وطبقًا لإرادة الأجهزة التي تشرف عليها ، حتى فوز عدد من المعارضة بمقاعد سواء في  الشعب أو الشورى أو المحليات كان يتم باتفاق أو بسماح، أو بتمرير ممن يجرون هذه الانتحابات وبالتالي فإن نتائج تلك الانتخابات لا تصلح لقياس مدى تواجد وشعبية القوى السياسية بالشارع المصري.

                 ولكن انتخابات الشعب والشورى ٢٠١١/٢٠١٢

والرئاسة ٢٠١٢ واستفتاء الدستور في ٢٠١١و  ٢٠١٢ كانت تعكس -إلى حد كبير يمكن القياس عليه -تواجد القوى السياسية، وتمكنها من حصد المقاعد.،وأنا  لا أقصد بالتواجد الشعبية، ولكن القدرة على التنظيم والحشد،والقدرة على الوصول للناخبين وإقناعهم

       وسنحاول هنا  تحليل مواقف ، وتكتيكات ،وتواجد القوى المدنية والدينية من خلال النتائج الرسمية

 نتائج انتخابات الشعب ٢٠١١:

      التحالفات الانتخابية

استتقرت التحالفات الأساسية عند غلق باب الترشح على:

ا-التحالف الديمقراطي من أجل مصر وهو تحالف شكله حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وضم أحزابًا إسلامية بجانبه ( الحضارة  والعمل والإصلاح،  

بجانب أحزاب ناصرية وليبرالية (الكرامة ، ومصر العربي الاشتراكي  وغد الثورة )

٢-الكتلة الإسلامية ( وهو تحالف ضم الأحزاب السلفية (النور السلفي و البناء والتنمية الذي أسسته  الجماعة الإسلامية ، والحضارة )

٣-الكتلة المصرية : وهو تحالف مدني ضم حزبًا  يمينيًا ( المصريين الأحرار ويساريًا (التجمع) ،وحزبًا ليبراليًا اجتماعيًا (المصري الديمقراطي الاجتماعي)

٤-  الثورة مستمرة وهو تحالف ضم أحزابًا يسارية وشباب الثورة (التحالف الشعبي الاشتراكي ، والحزب الاشتراكي ، التيار المصري وبعض شباب الثورة ممن وافقوا على خوض الانتخابات)

وبينما خاض حزب إسلامي واحد هو   الوسط الجديد   الانتخابات على القوائم منفردًا ( ضم اليه بعض المستقلين من الإسلاميين والحزبيين تحت التأسيس )

             فقد خاض(٣١) حزبًا مدنيًا الانتخابات منفردًا!!، منها ٢١ حزبًا لم تحصل على أية مقاعد بالقوائم وأهدرت قرابة المليون صوتًا وتحديدًا ( ٧٨٥،٩٣٥) صوتًا

 وخاضت أحزاب مدنية الانتخابات بقوائم منفردة وحققت مقاعد على القوائم وهي  :-

مالحزبالأصواتمقاعد القائمةملاحظات
١الوفد٢،٤٨٠،٣٩١٣٦ 
٢الإصلاح والتنمية٠،٦٠٤،٤١٥٨ 
٣ الحرية٥١٤،٠٢٩،٤ 
٤مصر القومي٠،٤٢٥،٠٢١٤ 
٥المواطن مصري٠،٢٣٥،٣٩٥٣ 
٦الاتحاد ٠،١٤١،٣٨٢٢ 
٧الاتحاد المصري العربي٠،١٤٩،٢٥٣١ 
٨السلام الديمقراطي٠،٢٤٨،٢٨١١ 
٩العدل٠،١٨٤،٥٥٣٠مقعد فردي
١٠ المحافظين٠،٢٧٢،٩١٠٠ مقعد فردي
مجموع٥،٢٥٥،٧٣٣٥٩ 

             وبلغ ما حصلت عليه الأحزاب الدينية من مقاعد القوائم = ٢٢٤ مقعدًا من بين ٣٣٢ مقعدًا مخصصة للقوائم بوقع ٦٧،٤٦٩٨٨٨٪؜

                    بينما حصلت الأحزاب المدنية على ١٠٨ مقعدًا من مقاعد القائمة بنسبة ٣٢،٥٣٠١٢٪؜

أي أن الأحزاب المدنية حصلت على أقل من نصف مقاعد الأحزاب الدينية بالقوائم

  وإن اردت معرفة الأحزاب الدينية الحاصلة على مقاعد القائمة فاليك هي:-

              الأحزاب الدينية الممثلة بالقوائم

مالحزبالمقاعدملاحظات
١الحرية والعدالة١١٥تحالف الإخوان ( التحالف الديمقراطي من أجل مصر )
٢النور٩٠الكتلة الإسلامية (سلفي )
٣الوسط١٠ 
٤البناء والتنمية٣الكتلة الإسلامية (سلفي )
٥الأصالة٣الكتلة الإسلامية (سلفي )
٦الحضارة١تحالف الإخوان ( التحالف الديمقراطي من أجل مصر )
٧العمل١تحالف الإخوان ( التحالف الديمقراطي من أجل مصر )
٨الإصلاح١تحالف الإخوان ( التحالف الديمقراطي من أجل مصر )
 المجموع٢٢٤بنسبة ٦٧،٤٦٩٨٨٪؜ من مقاعد القوائم الـ٣٣٢

         الأحزاب المدنية الممثلة بالقوائم

مالحزبالمقاعدملاحظات
١الوفد٣٧ 
٢المصري الديمقراطي الاجتماعي١٥ضمن تحالف الكتلة المصرية
٣المصريين الأحرار١٤ضمن تحالف الكتلة المصرية
٤الإصلاح والتنمية٨ 
٥الثورة مستمرة٧ضمت أحزاب ( التحالف الشعبي  الاشتراكي – الاشتراكي -التيار المصري -بعض شباب الثورة) 
٦الكرامة٦تحالف الإخوان ( التحالف الديمقراطي من أجل مصر )
٧الحرية٤ 
٨مصر القومي٤ 
٩التجمع٣ضمن تحالف الكتلة المصرية
١٠المواطن مصري٣ 
١١الاتحاد٢ 
١٢غد الثورة٢تحالف الإخوان ( التحالف الديمقراطي من أجل مصر )
١٣مصر العربي الاستراكي١تحالف الإخوان ( التحالف الديمقراطي من أجل مصر )
١٤السلام الديموقراطي١ 
١٥ الاتحاد المصري العربي١ 
 المجموع١٠٨بنسبة ٣٢،٥٣٠١٢من مجموع مقاعد القوائم الـ ٣٣٢

وإذا كان هذا هو حال القوى المدنية في نتائج القوائم النسبية، والتي شكلت ثلثي النظام الانتخابي ، فان النتائج في انتخابات الفردي والتي شكلت ثلث مقاعد محلس الشعب آنذاك بواقع ١٦٦ مقعدًا، حصلت منها الأحزاب المدنية على ١٠ مقاعد فقط من الـ ١٦٦  ، بينما فاز مستقلون معظمهم محسوب على القوى المدنية بـ ١٦ مقعدًا

 أي ان المرشحين بصفاتهم الحزبية للأحزاب الإسلامية فازوا بـ ١٤٠ مقعدًا من أجمالي المقاعد الفردية بواقع ٨٤،٣٣٪؜ بينما لم يحصل المدنيون ( حزبيين وغيرهم ) إلا على ١٥،٦٧٪؜ من جملة  مقاعد الفردي، فإذا استبعدنا محمد العمدة ،-والذي نجح  بالنظام الفردي وبصفته مستقلًا بأسوان-  ذا الميول الاخوانية لقلت النسبة

فما أسباب فشل القوى المدنية  ؟!   

من السهل جدًا -إذا راجعنا تشكيل التحالفات قبيل الدخول للانتخابات- أن نتعرف على بعض أسباب فشل الأحزاب المدنية في حصد مقاعد مناسبة بقوائم مجلس  الشعب ٢٠١١/٢٠١٢ وأهمها:

١-تشتت الأحزاب المدنية في عدد كبير من القوائم

فبينما تركزت الأحزاب الدينية في ٣ قوأئم فقط ، بلغت قوائم الأحزاب والتكتلات المدنية ٣٣ قائمة متنافسة ، مما جعل أصوات ناخبيها تتشتت، كما ان بعضًا من جمهورها رأي خلافاتها، فابتعد عنها سواءً بالامتناع عن التصويت ، أو بالتصويت لقوائم المنافسين من القوى الدينية

 وإذا كان هذا التشتت قد حدث في القوائم فإنه كان في الفردي أسوا وكنماذج ممثلة

  • ففي الإسكندرية شمالًا وفي  الدائرة الأولى ترشح على مقعدين ٩٨ مرشحًا منهم ٤  من مرشحي التيار الديني و٩٤ مدنيًا!!، وفي الدائرة الثانية ترشح ٩٢ مرشحًا على المقعدين ، منهم ٤ من الإخوان والنور و٨٨ مرشحًا مدنيًا ، أما الدائرة الثالثة فترشح بها ١٣٠ مرشحًا منهم  ٤ من الأحزاب الدينية و١٣٦ مدنيًا ، وفي الدائرة الرابعة ترشح ٩٨ ترشح منهم ٤ إخوان وسلفيون والبقية من القوى المدنية
  • وأما في القاهرة وسطًا فبلغ عدد المترشحين في دوائرها الفردية الـ٩ ( ١٠٥٥ مرشحًا) لم يرشح الإخوان والسلفيون إلا العدد المطلوب من كل حزب بينما زاء تنافس المدنيين عن الألف على المقاعد الـ ١٨
  • أما في أسيوط جنوبًا وفي دوائرها الفردية الأربعة فقد ترشح على الدائرة الأولى ٧٠ مرشحًا منهم ٣ للإخوان والنور والبقية للمدنيين ، وبالدائرة الثانية ترشح ٤٤ منهم مرشحان للإخوان ومرشح للنورو٤١ مرشحًا للقوى المدنية، وبالدائرة الثالثة ترشح ٤٦ منهم مرشحان للقوى الدينية و٤٤ للمدنية

 وبالدائرة الرابعة ترشح ٤٤ منهم مرشحان للاخوان ومرشح للنور والبقية للقوى المدنية ( فتخيلوا معي شكل المنافسة ، والتركيز الشديد للتصويت لمرشحي التيار الديني ، مقابل التشتت في التصويت لمرشحي التيار المدني

٢- عزوف عدد كبير من شباب الثورة عن الانتخابات ترشحًا وانتخابًا بدعاوى كثيرة ( استمرار الثورة -تطهيىر البلاد من الفلول – العداء للمجلس العسكري واعتباره جزءًا من نظام مبارك -وبالتأكيد الخوف من أن تحصد الأحزاب الدينية أغلبية في مجلس الشعب فتطغى على لجنة كتابة الدستور )

٣- تشكيل الجبهة الحرة للتغيير السلمي والتي  رفعت شعار ( الدستور اولًا ،والتي انضم إليها ٣٦ مجموعة من شباب الثورة والسياسين )،فتوزعت القوى المدنية ما بين مقاطع للانتخابات، ومشارك فيها ، بينما توحدت القرى الدينية على خوض الانتخابات ( حتى الفريق الذي يراها كفرًا وضلالًا كالسلفيين )

٤- انسحاب عدد كبير من قائمة الكتلة المصري ، بسبب الخلافات على المقاعد وعدد ونسبة كل حزب فيها ، والاتهامات المتبادلة بترشيح فلول الحزب الوطني المنحل على بعض قوائمها ، فبدأت  الأحزاب المنضمة  للكتلة المصرية بـ ١٦   حزبًا وانتهت بـ ٣ أحزاب

٥-تركيز الأحزاب المدنية على وضع كبار سياسييها على رؤوس القوائم، حتى وان كانوا يفتقدون للشعبية الانتخابية ،فلم تفرق الأحزاب المدنية بين السياسي والشعبي على عكس الأحزاب الدينية، التي كانت ترشح كوادر شعبية متواجدة على الساحة الانتخابية ( في انتخابات القوائم النسبية قد تضع شخصية شعبية على رأس القائمة فتشد معها مرشحين بعدها امكانياتهم أقل ، بينما لو  وضعت شخصية سياسية ولكنها لا تتمتع بشعبية في  الدائرة فان من يأتي بعدها يُخّدم عليها فقط فتخسر القائمة ، وربما ينجح رقم (١) ولكن القائمة قد تخسر مقعدين كان من الممكن ان تحصل عليهما لو اختارت على رأسها مرشحًا ذا شعبية )

٦- عدم وجود خبرات انتخابية كافية لدى معظم كوادر الأحزاب المدنية ،نظرًا لندرة مشاركتها في الانتخابات ،وبالتالي عدم وجود متطوعين مدربين للانضمام لحملاتاتها الانتخابية ، على العكس من أحزاب التيار الديني التي  تخوض الانتخابات مهما كانت الظروف فتخرج منها بمقاعد أحيانا وبخبرات انتخابية دائمًا، فعندما تأتي لحظة الحقيقة وتجرى انتخابات نزيهة تحقق نتائج كبيرة، ربما بسبب تنظيمها وخبراتها وضعف الآخرين أكثر من شعبيتها

٧- أخذ المعركة الانتخابية الشكل الطائفي، وكأن الانتخابات تحولت لمنافسة بين الكنيسة والإخوان والسلفيين

٨- ترشح بعض أحزاب التيار المدني ( ناصريين ويساريين وليبراليين ) على قائمة الأخوان فاضطر ناخبوا هذه التيارات للتصويت لصالح قائمة الإخوان بينما لم يحصد التيار المدني المنضوي تحت جناح الإخوان الا الفتات الذي لا يتناسب مع تواجده فحزب الكرامة الناصري نجح له على قوائم الإخوان ٥ مرشحين فقط بالقوائم ومرشح على الفردي ، بينما تواجد هذا التيار اكثر من ذلك بكثير،  وفي انتخابات الرئاسة والتي أجريت بعد انتخابات النواب بحوالي ٤ أشهور حصل ممثل التيار الناصري في الجولة الأولى على اكثر من خُمس أصوات الناخبين (٤،٨٢٠،٢٧٣ صوتًا  من بين ١٣ مرشحًا بينهم ٤ ينتمون لليسار بتنوعاته ) أي ان المرشح الناصري للرئاسة حصل على  ما يقارب نصف ما حصلت عليه قائمة الاخوان بكل أحزابها  بانتخابات الشعب ٢٠١١   ، واعتقد أن التيار الناصري دعم قائمة الاخوان ، بينما كان نصيبه متواضعًا جدًا من الكحكة الانتخابية ، واعتقد ان حزب غد الثورة ناله بعض  ما نال حزب الكرامة فلم يحصل غد الثورة إلا  على مقعدين فقط من بين ١٢٧ مقعدًا حصلت عليها قائمة الاخوان حصلوا هم على ١١٥ منها بينما تركوا ١٢مقعدوا لبقية الحلفاء ، وكان أيمن نور صاحب تجربة انتخابية سواء على المقاعد الفردية بالشعب أو عندما ترشح لانتخابات الرئاسة منافسًا مبارك في انتخابات شهدت ضغوطًا كبيرة وتزويرًا ضده وعلى الرغم من ذاك حصل  على

 ( ٥٤٠،٤٠٥) صوتاً ،بينما في انتخابات ما بعد الثورة لم يحصل حزبه المنضم لتحالف الإخوان  إلا  على مقعدين (متوسط حصة المقعد بالقوائم ٨١،٥٢١صوتًا )

٩- اعتقاد  الناخبين أن التيار الديني كان معارضًا حقيقيًا ودفع ثمنًا باهظًا اثناء حكم مبارك، وأن هذا التيار هو المنافس للنظام السابق الذي جربوه بفساده لعشرات السنين ،معتقدين أن هذا التيار سيكون بديلًا نظيفًا   ، بينما كانت القوى المدنية تعارض، ولكنها لم تكن متواجدة أمام الناخبين بشكل فعّال.  

١٠- اهتمام الأحزاب المدنية بالمستوى الفكري للمرشحين دون المستوى الانتخابي والشعبي  ، وبعضهم يحدثك دومًا عن نوعية أعضاء البرلمان لا عن أعدادهم ، والحقيقة أن الديمقراطية أعداد وأرقام ، فهي كَميّة لا كيفية، وصوت المفكر السياسي صوت، وصوت العامل البسيط صوت يساويه تمامًا ( القوى المدنية لا تفرق بين الكاتب السياسي والناشط السياسي  والمفكر والتنفيذي وبين الشعبيين  القادرين  على حصد المقاعد)

١١- تواجد الأحزاب المدنية أكثر بالمركز( القاهرة وخاصة وسط البلد )  وغيابها عن الأطراف ، وعدم دعمها لكوادرها بالمحافظات كما كان يفعل التيار الديني ، وافتقار التيار المدني لتنظيم قوي وفعّال،ويعتمد على أسس علمية

١٢- اعتماد الأحزاب المدنية  في غرف عملياتها الانتخابية على السياسيين النظريين وعدم وجود تمثيل مناسب للمحافظات،وافتقار أعضاء  هذه الغرف  للخبراء العمليين  العارفين طبيعة المعارك الانتخابية بالمحافظات

١٣-  اهتمام التيار المدني بالانتخابات الكبرى فقط كالرئاسة، والنواب والشيوخ، وتهمل انتخابات مهمة جدًا مثل المحليات، والتي تعتبر مدرسة سياسية وانتخابية

١٤-   عدم تعود التيار المدني على التبرع للعمل السياسي والانتخابي،بينما يدفع أعضاء جماعة الإخوان مبلغًا  من مداخيلهم لصالح الجماعة،وأنشطتها

١٥- انفاق التيار المدني بشكل كبير على كبار سياسييه بالانتخابات ( وكثيرون منهم غير شعبيين ، على حساب الكوادر الشعبية بالمحافظات ) حصل التيار المدني على

 ١٣ مقعدًا من ٣٦ المخصصة للقوائم بمحافظة القاهرة، بنسبة ٣٦،١  ، بينما حصد التيار الديني على ٢٣ مقعدًا بنسبة ٦٣،٩

في الوقت الذي صوتت القاهرة بلا على الدستور تماشيًا مع رغبة التيار المدني بنسبة وصلت ٥٧٪؜ ، بينما انخفض تصويتها بنعم كرغبة التيار الديني بـ٤٣٪؜

فما سبب ارتفاع نسبة التصويت للتيار المدني في الدستور مقابل انخفاضها لمرشحي هذا التيار في انتخابات مجلس الشعب ؟!

ماذا لو اهتمت الأحزاب المدنية بالأطراف؟! 

في الوقت الذي حصلت فيه القوى المدنية على حوالي ثلث مقاعد القائمة بالقاهرة، فان بعض الأطراف حصلت فيها الأحزاب المدنية على نصف المقاعد مثل     

( المحافظات  التي تساوى فيها  التيار المدني بالديني بالقوائم  وهي البحر الأحمر والتي حصل فيها الحرية والعدالة على مقعدين والكتلة على مقعد والمواطن مصري على مقعد، واسوان ٤ مقاعد حصل النور والحرية والعدالة على مقعدين والوفد والتجمع على المقعدين الآخريين

ومحافظة جنوب سيناء ذات المقاعد الأربعة والتي حصل فيها الأخوان على مقعدين بينما حصل الوفد على مقعد والإصلاح والتنمية على المقعد الرابع والذي فازت به فضية سالم عبدالله سالم مرشحة حرب  الإصلاح والتنمية  )

      ومع كل الأسباب السابقة

–  ومع كل هذه الأسباب، لا يمكننا أن  نغفل ترك نظامي مبارك والسادات  الفرصة للتيار الديني ليعمل على الأرض،ويستغل المساجد ويقدم الخدمات  عن طريق الجمعيات والنقابات ( ما زال حزب النور السلفي  يحظى بهذا الدعم حتى الآن، على الرغم من أن وجوده يتصادم مع الدستور الذي يحظر تشكيل الأحزاب على أساس ديني )

 فهل كان الوضع الانتخابي سيتغير لو اهتمت القوى المدنية بالاطراف كما تهتم بالمركز،  ؟!

وهل ستنجح القوى المدنية في مواجهة الاستحقاقات الانتخابية القادمة بأساليب مختلفة، وتقوي تواجدها التنظيمي والشعبي بالمحافظات ، أم انها ما زالت تراوح مكانها، وتنتظر الفرج؟!

  • كانت الدراسة تعتمد على موقع اللجنة العليا للانتخابات

https://parliament2011.elections.eg/results

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى