مقالات

أيمن سعد غراب يكتب: ما لا تعرفه المطربة جنات عن حصاد القمح ودريسه


في الوقت الذي كان يستعد فيه الصعايدة لحصيد القمح، تداول نشطاء السوشيال ميديا صور للمطربة جنات بالجلباب البلدى وفوق الحمار وسط حقول القمح في قرية فزارة بأسيوط، أما ما لا تعرفه جنات عن مهرجان حصاد ودريس القمح فهو ما أوضحه هنا لتوثيق ذلك الآرث الثقافي حيث كانت الآسر المصرية تستعد في مثل هذا التوقيت السنوي لحصاد القمح ومع سخونة الجو كان المزارعون وأسرهم أو الأنفار يتوجهون ليلا لحصيد القمح ومعهم مناجلهم أو كما يُطلق عليه في اسيوط (المحش) وعلى ظهور دوابهم كانت (المقاطف) وهي عبارة عن أوعية صغيرٌة مجدولٌة من خُوص النخل حيث كان يوضع فيها بعض البتاوات والجبن والبيض وترمس الشاي، والحصر أو المشمع الذي يوضع في فوهة الدراسة الجانبية لجمع القمح.
في الحصيد كانت المحشات تتسابق حتى يتم إنجاز الحصيد في أقصر فترة ممكنة، ثم يتم جمع الحصيد في صور حزم يُطلق عليها (قتاية القمح) وهي كلمة ريفية، صعيدية الأصل وهي تعني عند الفلاح حزمة أعواد القمح، فالفلاح في حصاد القمح، يقطع بآلة تسمى الشرشرة.. فيصبح كل الحصاد عبارة عن حزم تسمي قتايات.. ثم يقوم بفرش مربع من الأرض، بالأكلمة الصوفية أو الحصر، ويضع عليها حزم القمح، استعداداً للدراسة وذلك بعد ترك القتايات على الأرض عدة أيام لتصبح أكثر جفافا وأسهل في عملية الدريس.
ويوم الدريس في يوم قائظ الحرارة كان المزارعون ينتظرون موعد قدوم الجرار الزراعي ملحقا به ماكينة الدريس وفي أنسب مكان في الحقل كانت توضع الدراسة بعد مراعاة حركة الرياح، وقبل ظهور ماكينات الدريس الحديثة كانت ماكينات الدريس القديمة تخرج المحصول مخلوطا بالتبن وكان يتم الإستعانة بالمقرقر بغرباله الذي يحتوي على فتحات صغيرة لعزل حبات القمح من الحصى والطين بهز الغربال يميناً ويسارا.
وبعد فصل المحصول يتم تعبئة القمح في جوالات وتحملها الدواب لتجميعها لخارج الحقل لتلتقطها عربات الكارو أو عربات النقل للمنازل حتى يتسنى للآسر تخزين مخزونها السنوي من القمح في صوامع أعلى هامات المنازل، وبيع الجزء المتبقى، وبعد يوم أو يومين تتصرف الاسر في التبن بتخزين كمية منه خلف المنزل أو في أحد الحجرات المخصصة لذلك حيث يُشكل وجبة دسمة للمواشي أو بيعه حال عدم الاحتياج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى