تقارير و تحقيقات

«الكسافا» هل يوقف استيراد القمح من الخارج؟

خبراء الزراعة والتغذية : بديل للقمح ليحقق نفس نتائجه الغذائية

تحقيق : عصام النجار

الأزمات وحدها هي من تفرز البحث العلمي وتضعه في مقدمة اولويات الشعوب لاسيما فيما يتعلق إلا بالسلع الاستراتيجية التي لا يمكن الاستغناء عنها في أي مجتمع .

ومن المعروف أن مصر ظلت لسنوات طويلة تستورد كميات كبيرة من القمح من روسيا واوكرانيا لاستكمال احتياجات مصر من القمح .إلا إن هذه الأيام تلتهب الساحة الدولية علي خلفية الحرب بين الدولتين مما يتعذر معه الاستيراد منهما .وقد اتجه الباحثون الي ايجاد بديل للقمح قد يساهم في سد الفجوة جنبا الي جانب القمح المحلي وبديلا عن الاستيراد من الخارج .

وفي هذا الصدد قال الدكتور حاتم ابوعالية باحث مساعد الإرشاد الزراعي بقسم بحوث المجتمع بمحطة سخا مركز البحوث الزراعية العلم هو قائد التنميه الحقيقي لاي دوله ورائد التنوير لاي شعب وما حل العلم باي أرض إلا وزانها وما انتزع العلم من أي أرض الا وشا نها فإذا نظرنا الي دول كانت في العربة الاخيره في قطار التنمية، وهذه العربة يطلق عليها السبنسه في معجم السكك الحديدية أصبحت اليوم في مقدمة القطار في الدرجه الاولي المكيفة كما في المعجم لوجدنا أن العلم قد حل بها والعكس صحيح.

وأضاف أن هناك دول مازالت الي الان في السبنسه ولم تتحرك خطوه الي الامام ولو عربة واحده والدليل علي ذلك انظر الي دوله مثل مصركان إنتاجها من القمح في الثمانينات 9 إردب وصل الآن في الألفية أكثر من 20اردب للفدان كل ذلك يرجع إلي العلم بخلاف دول لم يتجاوز إنتاجها الإردب مثل دول منبع النيل وهي اثيوبيا وأوغندا وتنزانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وبروندي وارتريا .واستكمل، لكن بفضل العلم حققت دولا عربية كثيره الاكتفاء الذاتي من القمح مثل السعودية التي تزرع القمح عندها والذي يتكلف زراعته أضعاف ماتستورده وسوريا نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول وهناك دوله مثل الهند كانت تستورد من القمح كميات ضخمه نجحت ايضا في تحقيق الاكتفاء الذاتيمن هذا المحصول.وأصبحت من الدول المصدرة له فنحن في مصر لسنا أقل من هذه الدول بل نحن الذين قد احل العلم بارضنا قبلهم وهذا متمثل في البحث العلمي في مصر الذي يتغول بكوادره البحثيه علي كافة مستوياتها في الجامعات ومركز البحوث الزراعيه ومركز بحوث الصحراء والمركز القومي للبحوث وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيافنحن والحمد لله لدينا العلماء الزراعيين الافذاذ الذين لو توفرت لهم الإمكانات لتوصلوا الي أصناف جديده تعمل علي زيادة إنتاجية فدان القمح 30اردب فلقد توصل علماء جامعة ليفربول البريطانيه الي فك الشفره الجينيه للقمح والتي تعمل هذه الشفره علي رسم الخريطه الوراثيه القمح والتي سوف تساعد علي انتاج محصول وفير بنسبة 50% يسمي بالقمح الربيع الصيني ولكن حتي يطبق هذا الصنف من القمح في مصر يحتاج الي عشر سنوات أو أكثر حتي يتم التأكد من ملاءمتها وصلاحيته المناخ المصري والتربه المصريهولقد نجح علماء مركز البحوث الزراعيه وبالتحديد معهد بحوث تكنولوجيا الاغذيه في عمل دراسه تم الانتهاء منها في يوليو عام 2005 للباحث الاستاذ الدكتور رفاعي جمعه قسم الخبز والعجائن أنجز بحثا تقوم فكرته علي استخدام نبات الكسافا في صناعة الخبز البلدي مما يوفر 150جنيها في كل طن دقيق قمح يستخدم في رغيف الخبز البلدي أي 2مليون اردب قمح سنوياوهو مايسد العجز الموجود في أنتاج القمح والخبز بواقع 5%وقد استند الباحث في بحثه أن 95دوله منها الكونغو ونيجيريا والبرازيل تستخدم نبات الكسافا في إنتاج دقيق بديل عن القمح وان ما شجعه لإجراء هذا البحث أن مصر تستهلك 12مليون طن قمح سنويا رغم التوسعين الراسي والافقي فإن الإنتاج لايذيد عن 8مليون طن مما يمثل عجز رهيبا نحاول تعويضه بالاستيراد.

وأضاف أن الحل تعميم زراعة نبات الكسافا في مصر خاصة أنها شجيرات معمره تتكاثر بالعقل والدرنات تحت سطح الأرض إذ يبلغ وزن الدرنه الواحده كيلو ونصف يتم تقشيرها وتقطيعها حلقات وتجفيفها في الشمس ثم تطحن لنحصل منها علي دقيق الكسافاوقد اجري الباحث تجربه إضافة الكسافا بنسب معينه علي القمح تبين له أن أن أفضل نسبه هي إضافة الكسافا بواقع 20%من وزن الرغيف بحيث يمثل القمح 80%والكسافا20%.ويؤكد الباحث أن هذه النسب اعطت نفس القيمه الغذائيه لرغيف القمح بل زادت في توفير عائد اقتصاديفالكسافا كنبات يزرع في الأراضي الرمليه ويتحمل الموحه والجفاف والحراره وهي أجواء منتشره في مصرزيادة علي أن فدان الكسافا يعطي إنتاجية عاليه إذ ينتج الفدان من 15الي 18طن يستخرج منه 9 أطنان دقيق كسافا.

كما أن دقيق الكسافا له القدره علي الاحتفاظ بخواصه الحيويه والتكنولوجيه أثناء التخزين لفترات طويله بشكل لا يتوفر لدقيق القمح العاديفضلا علي كون زراعته غير مكلفه فزراعة الفدان تتكلف 4200جنيه وسعر الطن منه 400جنيه بينما سعر طن القمح يصل 1100جنيه أو أكثر كما أن نبات الكسافا يستخرج منه علف الحيوان وانه مهم في كل جوانبه الاقتصادية والإنتاجية والغذائية وأن التوسع في زراعته سوف ينعكس علي تحسين مستوي رغيف الخبز في مصر .

ويؤكد الباحث أنه من 2005 وبحثه في انتظار التمويل المادي من قطاع المشروعات بوزارة الزراعة حتي الآن، ويطلب الباحث من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهوريه تبني هذا المشروع وسرعة تنفيذه من خلال وزارة الزراعة والتموين والتجاره والصناعة إذا كانت الدوله تفكر في حلول فعليه لأزمة رغيف الخبز وهناك باحث اخر بكلية زراعة عين شمس توصل الي مركب يسمي بجورن 19 يعمل علي زيادة إنتاجية فدان القمح بمعدل 25% وهذا المركب حاصل علي براءة اختراع رقم 23227من أكاديمية البحث العلمي المصري وتم تصنيعه من طحالب بحريه تنمو بغزاره في بحيرة التمساح بمحافظة الإسماعيلية.

وقد أجريت هذه الدراسه بناءا علي طلب من جهاز تنمية الاختراعات بالاكاديميه لهدف تحديد النسبه التي يمكن أن يساهم بها هذا المركب في زيادة إنتاجية فدان القمح فأعطته الاكاديميه لكلية الزراعه جامعة عين شمس لدراسته فقامت الكليه باختبار المركب علي 5 أفدنة قمح فوجدت أنه عمل علي زيادة إنتاجية الفدان الواحد بنسبة 25% وحددت الدراسة مواصفات الاستخدام حتي يحقق هذه النسبة حيث ينبغي رشه بمعدل 100سم مكعب لكل 200 لتر ماء علي المجموع الخضري للنبات خلال فترتين الأولي بعد 35 يوم من الزراعه والثانيه بعد 55 يوم من الزراعة.

وهذا المركب يسمي بجورن 19بحتوي علي عدد كبير من العناصر المعدنيه والاحماض الكيتيونيه التي تحدث توازن ايو ني في العصاره النباتيه فتساعد النبات علي سهولة امتصاص العناصر المعدنيه من التربه وتعمل علي تكوين الأحماض الامينيه داخله وتعمل علي تقوية الانسجه النباتيه وهو مما يعمل علي تحمل النبات الحراره والملوحه ويزيد من سمك الورقه مما يساعد علي زيادة عملية التمثيل الضوئي التي تسهل انتقال المواد الغذائيه من الورقه الي الحبه ويتميز هذا المركب يميزه هامه وهي أنه مصنع من ماده طبيعيه تماما وهي الطحالب البحريه ومن ثم فإنه امن تماما من الناحيه الصحيه وهذه الطحالب البحريه تمتص غاز النيتروجين من الجو وتمنحه النبات وهو عنصر مفيد في تغذيته.كما أن هذه الطحالب البحريه تتفاعل مع الميكروبات الموجوده في التربه وينتج من هذا التفاعل امتصاص النبات لعناصر البوتاسيوم والماغنسيوم والحديد للنبات وهي عناصر مفيده في نمو النبات وهذا البحث أيضا في إدارة المشروعات بوزارة الزراعه الي الان ولم يتوفر له التمويل المادي أيضاوهناك باحث اخر بمحطة بحوث البساتين بسخا الاستاذ الدكتور عبدالمنعم الجندي توصل الي انتاج رغيف خبز من 50%دقيق و50%دقيق بطاطا.

وفي السياق ذاته أكدت الدكتورة إيمان سالم مدير معهد تكنولوجيا التغذية سابقا هناك محاصيل تعطي نفس القيمة الغذائية للقمح مثل الشعير والذرة البيضاء والذرة المعوجة “الصيفي ” تصلح لاستخراج دقيق لعمل رغيف الخبز كبديل بنسبة 20% من القمح وفي مصر مناطق تصلح فيها هذه المحاصيل للزراعة مثل مناطق الساحل الشمالي والإسكندرية وسيناء لزراعة الشعير وكذلك منطقة سوهاج تصلح الذرة الصيفي وغيرها من المناطق والشرط الوحيد لتحقيق نفس القيمة التي تعادل القمح هو الطحن الجيد المحصول .

من جانبه أشار الدكتور شعبان سالم خبير الاقتصاد الزراعي إلي أنه من الطبيعي أن تسعي الدولة الي عملية الخلط للحد من الاستيراد لكن هذا يتوقف علي مواصفات رغيف الخبز الذي يحدده معهد تكنولوجيا التغذية وكذلك تحديد النسبة المطلوبة وانواع المحاصيل التي تحقق نفس القيمة الغذائية ثم يقوم معهد المحاصيل بدراسة الاماكن التي تصلح لزراعة تلك المحاصيل وإمكانية تحقيق النسبة المطلوبة لكن هذا من الناحية الاقتصادية إذا تحقق سوف يحدث كثيرا من تكلفة الاستيراد وبالتالي العملة الصعبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى