الإعلامية هيام أحمد تكتب: لا وقت لدينا للتبرير

أسوأ مسافة بين شخصين هي سوء الفهم. جبران خليل جبران، سوف تدرك يوما أنك أهدرت أثمن وأجمل لحظات عمرك في تحسين صورتك أمام أعين لا تبصر إلا ما تريد ،لسنا مجبرين على تبرير المواقف لمن يسيء الظن بنا، من يعرفنا جيدا يفهمنا جيدا ,هناك أحداث ومواقف وحياة كنت تعيشها، ولم يعرفها أحد فلا يهمك أي شيء يفكر به الآخرون عنك، كم أصبحنا نحب البقاء بمسافة آمنة عن الجميع لست بالقريب الممل ولا البعيد المنسي موجود وغير مرئي راحل ومريح في آن واحد ها أنا أحاول أن أعتاد على العيش بمفردي، لأننا في زمن المزاجية والعلاقات المؤقتة والمصلحة و الإستغناء والتخلي بسهولة. معظم البشر يرونك على الشاكلة التي هم عليها وفقاً لمزاجهم و أهوائهم ينعتونك بأسوأ ما فيهم، وما هم عليه وهذا هو مرض العصر ، ولذلك أنت لست مضطراً لتوضيح نفسك لأحد. تنازلت منذ وقت مبكر عن الرغبة في شرح نفسي للعالم. وعرفت حينها أنه بوسع كل شخص أن يفترض ما يريده.. أن يبصرني بالطريقة التي تناسب الظنون بداخله، مقابل أن أحتفظ لي برؤيتي و معرفتي وتقديري لنفسي ،. أصبحنا الآن نعيش بعض الوقت مع البشر وكل الوقت مع أنفسنا وأكره أن اعيش فقط لإرضاء الآخرين ،إرضاء الناس غاية لا تدرك، حكمة لا يستوعبها دائما الأشخاص الذين يميلون الى إرضاء الآخرين، كوسيلة للشعور بالرضا أو الإعجاب. وهو ما يفسره علم النفس بأنها سمات شخصية تعرف بإسم التوجه الاجتماعي ،يسيطر عليه الشعور بالقلق المفرط تجاه إرضاء الآخرين إن الساعين وراء سعادة الآخرين على حساب رفاهيتهم العاطفية يعرضهم لآثار سلبية من بينها الشعور بالغضب والإحباط تجاه استغلال الآخرين لهم والشعور بالندم أو الأسى ضبابية معرفة الذات بسبب إخفاء الأشخاص احتياجاتهم و تفضيلاتهم من أجل استيعاب الآخرين و بناء علاقات ضعيفة يعتبر فيها المعاملة الطيبة والاهتمام الزائد، عند معظم البشر أمرًا مفروغًا منه ولا يكون فيها الأخذ والعطاء متبادلا، ويسبب إنعدام الشعور بالأمان قد يحاول الناس إرضاء الآخرين لأنهم قلقون من خسارة محبة الأشخاص لهم، إذا لم يذهبوا إلى أبعد الحدود لإسعادهم ،بالأمس كانوا معى و اليوم قد رحلوا ،لا تبرير لأحد، فكل شخص يفهم حسب مستوي تفكيره وإدراكه للامور، أهجر أي علاقة تقتل عفويتك ،ولا مكان لأناس تتصيد هفواتك، وصديق لا يغفر لك، العلاقات بشكلٍ عام، أن تكون مريحة غير مرهقة، أن تشعر فيها بخفة الحمل لا بثقل الهم، بالإقبال لا بالنفور، أن تنتظرها لا أن تنتظر مرورها، أن ترى فيها نفسك التي تحبها لا نفسك التي تكرهها ،أن تشعر بعدم الاضطرار إلى الشرح، ولا الحاجة إلى التفسير، ولا عبء التبرير يومًا ما ستجبر قلبك على التخلي عن كل الأشياء التي تؤذيه رغم حبه الشديد لها و تعلقه. ستتخلى عن العلاقات المُرهقة ولن تكترث لما يقال عنك أو تحاول تجميل صورتك وتبرير أفعالك لأي شخص. في ذلك اليوم سوف تدرك أن راحتك النفسية و هدوءك الذهني أهم من صراعات العلاقات التي لا تنتهي، أزهر دون أن يسقيك آحد، كن لنفسك الساقي والماء و المنبع فلا يسعدني مدح ولا يسقطني انتقاد جميعهم آراء وأنا القرار لا وقت للتبرير، وكل متعلق بغير الله مخذول. اللهم إنا صبرنا وصبرنا فعوضنا يا حي يا قيوم بعوضك الجميل….
مقال أكثر من رائع جدا جدا