تقارير و تحقيقات

رغم فشلها في غزة.. الجيش الإسرائيلي يهدد “الشرق الأوسط” بـ”إف – 35″

تحاول إسرائيل التغطية على فشلها في تحقيق أهداف عملياتها العسكرية في قطاع غزة بتصريحات إعلامية يلوح فيها قادتها العسكريين بسلاح الجو الإسرائيلي زاعمين أنه قادر على قصف أي منطقة في الشرق الأوسط، رغم أنه فشل في إحراز أي نجاح عسكري أمام مقاومة لا تملك أسلحة متطورة ولا شبكات دفاع جوي.

ففي الـ6 من نوفمبر الجاري، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن “سلاح الجو الإسرائيلي قادر على قصف أي منطقة في الشرق الأوسط”، كما أشار إلى أنه تم استخدام مقاتلات الجيل الخامس “إف – 35” في عمليات القصف الجوي التي تنفذها الطائرات الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة.

رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي يهدد بقصف أي مكان في الشرق الأوسط باستخدام مقاتلات "إف - 35"
رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي يهدد بقصف أي مكان في الشرق الأوسط باستخدام مقاتلات “إف – 35”

ومن الناحية العسكرية، فإن نجاح أي عملية قصف جوية لا يقتصر على مجرد تمكن الطائرة من التحليق وإلقاء حمولتها من القنابل أو الصواريخ والعودة إلى قواعدها بسلام، وإنما يعتمد نجاح المهام الجوية على مدى تأثيرها على سير العمليات الحربية على الأرض وقدرتها على تغيير الموقف العملياتي لصالح الدولة التي تستخدمها.

وفي حالة غزة، فإن إعلان إسرائيل استخدام مقاتلات الجيل الخامس “إف – 35” ضد مقاومة مسلحة لا تمتلك شبكة دفاع جوي، باستثناء بعض الوسائل الدفاعية التي يمكنها التعامل مع المروحيات على أقصى تقدير، يمثل فشلا كبيرا للجيش الإسرائيلي من ناحية التكلفة الباهظة لاستخدام تلك الطائرة في مهام لا تتطلب وجودها.

فعلى سبيل المثال، شهد شهر سبتمبر الماضي، تحطم إحدى المقاتلات الشبحة الأمريكية من طراز “إف – 35” بعدما فر قائدها، حيث ظلت تحلق منفردة قبل أن تتحطم وتحلق بقائمة كبيرة من الطائرات التي تحطمت من هذا النوع، رغم أن تكلفة الطائرة الواحدة تقدر بـ100 مليون دولار، ضمن برنامج تصنيع بلغت تكلفته نحو 1.7 تريليون دولار.

ويضاف إلى ذلك، فإن إعلان إسرائيل استخدام مقاتلات شبحية في غزة، ربما يشير إلى تخبط داخل مراكز صنع القرار بالجيش الإسرائيلي تجعل قادته يتخذون قرارات خاطئة فيما يتعلق بتوظيف الأسلحة في المهام العملياتية المختلفة، وهو ما يعكس فشلهم في تحقيق أي من أهداف تلك الحرب بعد 34 يوما من انطلاقها.

ولم تخض مقاتلة “إف – 35” التي حصلت عليها إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية أي معركة حقيقة حتى الآن كما أنها تعاني من العديد من المشاكل الفنية التي جعلت الولايات المتحدة ودول أخرى تخسر العديد من تلك الطائرات، التي تتحطم في مهام غير قتالية، وهو ما يعني أنها ربما تكون مجرد تحفة عسكرية ومجرد أداة من أدوات الحرب النفسية، التي تستخدمها إسرائيل ضد أعدائها دون قدرات عملياتية فعلية.

يذكر أن أبرز أهداف إسرائيل التي أعلنت بدء حرب غزة لتحقيقها هي سحق حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” وتحرير الأسرى، ورغم مرور أكثر من الشهر من قصف استخدمت فيه جميع أسلحتها التي ألقت عشرات الآلاف من أطنان المتفجرات، إلا أن أي من تلك الأهداف لم يتحقق.

يذكر أن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ منذ الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تسبب في مقتل أكثر من 10 آلاف شخص وإصابة أكثر من 25 ألفا آخرين.

وتجاوز عدد الأطفال الذين قتلهم القصف حتى الآن أكثر من 4 آلاف و300 طفل، بينما يوجد 1350 طفلا في عداد المفقودين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن حصيلة القتلى العسكريين الإسرائيليين منذ تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حتى يوم الأربعاء 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وصلت إلى 352 جنديا، إضافة إلى نحو 1500 قتيل من المدنيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى