مقالات

العاشر من شوال وذكرى هدم قبور البقيع الغرقد

في مثل هذا اليوم الموافق العاشر من شهر شوال تجرأ الوهابيين على أرض البقيع الغرقد فحولها إلى قاعا صفصفا بعدما كانت مزاراً شامخاً لعامة المسلمين ، ويعتقد الوهابيون على خلاف جمهور المسلمين أن زيارة وتعظيم قبور الأنبياء وأئمة أهل البيت عليهم السلام عبادة لأصحاب هذه القبور وشرك بالله يستحق معظمها القتل وإهدار الدم!.

لقد دأبت الأمم على تقديس عظمائها ومصلحيها، وكل من وضع نفسه في خدمة كيانها وهويتها بل من شكل هويتها وحضارتها .. يرافق هذا التقديس من إفرازات أينعت ثمارها في تشكل شخصيات، حاولت أن تكمل الطريق من منطلق التأثر والتأثير، بما يؤصله معرفياً، علماء الاجتماع والسياسية أو سلوك وطبائع البشر، فهناك وجود حالة توجه لا شعوري تتركز في كيان الفرد ومجتمعه نحو مثل أسمى والتشبه به، لذا تكون قضية التواصل مع هذا المثل ـ ضرورة في استمرار التشكل الحضاري وديمومة دورتها ـ قراءة لأفكاره، لسيرته، واستذكاره.. وزيارة كل ما يذكر به، الأمر الذي يوفر له الانشداد إلى الأسس والمنطلقات التي سار عليها ذلك المثل الأسمى بغية تدشينها وتكميلها.

أين كان علماء المدينة المنوّرة عن منع البناء على القبور؟ ووجوب هدمه قبل هذا التاريخ ؟!

ولماذا كانوا ساكتين عن البناء طيلة هذه القرون ؟! من صدر الإسلام، وما قبل الإسلام ، وإلى يومنا هذا!

ألم تكن قبور الشهداء والصحابة مبنيّ عليها؟

ألم تكن هذه الأماكن مزارات تاريخية موثّقة لأصحابها ; مثل مكان: مولد النبي (صلى الله عليه وآله)، ومولد فاطمة الزهراء (عليها السلام)،

لذا يعد هدم قبور ائمة البقيع أكبر جريمة في تاريخ الوهابية

في المدينة المنورة وقرب الحرم النبوي الشريف ومرقد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، هنالك بقعة شريفة طاهرة أيضاً، هي مقبرة “بقيع الغرقد”‌ المقدسة وقد ضم البقيع شعاع خير أئمة …ولقد كانت لهذه القبور قباب أضرحة وبناء, وكان لها صحن وحرم، وغيرها من المعالم التي تدل على قدسية أصحابها، فكانت عظيمة في أعين الناس، شامخة في قلوب المسلمين، محفوظة حرمتها وكرامتها، وقد كان الناس يتوافدون على هذه البقعة المقدسة لزيارة المدفونين فيها، عملاً بالسنة الإسلامية من استحباب زيارة القبور وخاصة قبور ذرية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأولياء الله تعالى.

وبتحريك من الاستعمار البريطاني الخبيث وبتأثير من بعض الأفكار المنحرفة والمبادئ الباطلة التي لا تمت للإسلام المحمدي الأصيل بصلة، عمدت زمرة الوهابية المتطرفة وفي الثامن من شوال عام 1344هجري قمري ـ الموافق لـ25 نيسان / إبريل عام 1925ميلادي، عمدت إلى هدم هذه القبور كليّاً وتسويتها بالأرض بزعم حرمة تعلية القبور وحرمة زيارتها عند هذه الفرقة الضالة والمنحرفة، حيث حولوا مقبرة “بقيع الغرقد”‌ إلى تراب وأحجار بعدما كان مفروشاً بالرخام ونهبوا كل ما كان فيه من فرش غالية وهدايا عالية، وسرقوا المجوهرات واللآلئ التي كانت داخل أضرحة أهل البيت عليهم السلام.

الأرض رب العرش حين طحاها ** كادت تسيخ بأهلها فحباها

بمحمد ٍ وبآل بيته فاكتست ** حتى السماء بهم جلال علاها

طافوا وبالتسبيح والتقديس قد ** مسكوا السماء بهم غدت تتباهى

وتهافتت ارواحنا كي تتقي ** بشعاعهم نارا يميز لظاها

لسنا سوى لمحمدٍ ولآله ** أرواحنا بالصدق تبدي ولاها

هم أصل كل عقيدة بل جذوة ** الكون فيها للدياجي جلاها

والمبغضون لنور آل محمدٍ ** حقد بهم لعيونهم أعماها

قد أسرفوا وأفاق فيهم حقدهم ** ولسِوْءَةٍ جرباء قد أحياها

إنا على نهجٍ تشرعه السما ** وهل السما إلا الهدى مسراها

ما شرعهم إلا الدماء وسفكها ** بئس الشريعة تلك ما أقساها؟

حتى وإن سفكوا الدما فعروقنا **بالنبض تهتف والولا نجواها

إنا ورثنا العهد أشرف موثق ** من عالم الذر إذ بلى قلناها

إذ اقبلت منا العقول وأدبرت ** والشمس قد برحت بنا وضحاها

وبنا النفوس تلت مواثيق الرجا ** لمحمدٍ إذ ألهمت تقواها

كل بنا قد خطَ موثقَ نفسه ** وتلا بها نفس وما سَوّاها

ومضى بنا عهدٌ بصدق ولاءنا ** لأئمةٍ فرض الإلهُ ولاها

وغدت مراقدهم منار قلوبنا ** درنا أزاحت والظلام جفاها

صارت مزار ملائكٍ تهفو لها ** وبها الملائك قد تنال رجاها

لو بقعة ضمت مراقدهم معاً ** وتجمعت برحابها لأتاها

بعضٌ ليجعل من فِناها قبلةً ** حيث استطاع يطوف حول فِناها

ويعيف حج البيت يهجر كعبة ** ويولي وجها حيثما يلقاها

لكن ربَّ العرش آثر بُعدَها ** عن بعضها حتى يُحيط سناها

ويضيء قطب الأرض في دورانها ** وتباعدت إذ في القلوب لقاها

هي خيرة ضم الأديم جسومها ** أرواحها أحداقنا مأواها

إنا لأرواح نقدس عندما ** نجري الطواف بها وحول رباها

الله قدسها ونحن بطاعة ** لله قدسنا نروم رضاها

تلك المراقد لم تكن فوق الثرى ** كقبور أهل الأرض يَعفُ ثراها

هي في القلوب تواجدت كي تستقي * من سيل أفئدة بدفق دماها

والأرض منهم تستمد قداسة * سكنوا بدانيها إلى أقصاها

حظي البقيع بنور أربعة لهم ** قحلاء أرضه نورهم رواها

ليس البقيع يضم أجساداً هوت ** فيه توارت والتراب غطاها

هو غرقد يزهو ويثمر بالهدى ** يا غرقدا ري الولاء سقاها

إن المراقد قد تُزال عن الثرى ** وتغيب عن أذهاننا ذكراها

إلا مراقد آل بيت محمدٍ ** هي لم تكن فوق الثرى مثواها

هي في لباب المقتدين لنهجهم **تحيا وكل يستقي بنقاها

تتغمد الأرواح منها شهقة **وتشم إذ ضاق الفضاء شذاها

هي كعبة تحنو الملائك حولها **لما تطوف ويستجاب دعاها

إذ هدموا سمق المراقد عنوة ** بقلوبنا عظم الولاء بناها

ستظل طول الدهر تشمخ بالعلا * ويظل صفو قلوبنا يرعاها *

لقد انصب الحقد الوهابي في كل مكان سيطروا عليه ، على هدم قبور الصحابة وخيرة التابعين وأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) الذين طهرهم الله من الرجس تطهيرا ..

وكانت المدينتان المقدستان (مكة والمدينة) ولكثرة ما بهما من آثار دينية، من أكثر المدن تعرضا لهذه المحنة العصيبة، التي أدمت قلوب المسلمين وقطعتهم عن تراثهم وماضيهم التليد. وكان من ذلك هدم البقيع الغرقد بما فيه من قباب طاهرة لذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته وخيرة أصحابه وزوجاته وكبار شخصيات المسلمين.

الوهابيون قد دقموا إلى تهديم قبور البقيع مرتين في التاريخ المشؤوم كانت الأولى عام 1220هـ كانت الجريمة التي لاتنسى، عند قيام الدولة السعودية الأولى حيث قام آل سعود بأول هدم للبقيع وذلك عام 1220 هـ وعندما سقطت الدولة على يد العثمانيين أعاد المسلمون بناءها على أحسن هيئة من تبرعات المسلمين، فبنيت القبب والمساجد بشكل فني رائع حيث عادت هذه القبور المقدسة محط رحال المؤمنين بعد أن ولى خط الوهابيين لحين من الوقت.

الثاني : عام 1344هـ

ثم عاود الوهابيون هجومهم على المدينة المنورة مرة أخرى في عام 1344هـ وذلك بعد قيام دولتهم الثالثة وقاموا بتهديم المشاهد المقدسة للائمة الأطهار عليهم السلام وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله بعد تعريضها للإهانة والتحقير بفتوى من وعّاظهم.

فاصبح البقيع وذلك المزار المهيب قاعا صفصفا لا تكاد تعرف بوجود قبر فضلا عن أن تعرف صاحبه.

بعدما استولى آل سعود على مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وضواحيهما عام 1344 هـ ، بدؤوا يفكّرون بوسيلة ودليل لهدم المراقد المقدّسة في البقيع ، ومحو آثار أهل البيت ( عليهم السلام ) والصحابة .

وخوفاً من غضب المسلمين في الحجاز ، وفي عامّة البلاد الإسلامية ، وتبريراً لعملهم الإجرامي المُضمر في بواطنهم الفاسدة ; استفتوا علماء المدينة المنوّرة حول حُرمة البناء على القبور .

فكتبوا استفتاءً ذهب به قاضي قضاة الوهابيين سليمان بن بليهد مستفتياً علماء المدينة ، فاجتمع مع العلماء أوّلاً وتباحث معهم ، وتحت التهديد والترهيب وقع العلماء على جواب نُوّه عنه في الاستفتاء بحُرمة البناء على القبور ، تأييداً لرأي الجماعة التي كتبت الاستفتاء .

واستناداً لهذا الجواب اعتبرت الحكومة السعودية ذلك مبرراً مشروعاً لهدم قبور الصحابة والتابعين ـ وهي في الحقيقة إهانة لهم ولآل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ـ فتسارعت قوى الشرك والوهابيّة إلى هدم قبور آل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في الثامن من شوّال من نفس السنة ـ أي عام 1344 هـ ـ فهدّموا قبور الأئمة الأطهار والصحابة في البقيع ، وسوّوها بالأرض ، وشوّهوا محاسنها ، وتركوها معرضاً لوطئ الأقدام ، ودوس الكلاب والدواب .

ونهبت كل ما كان في ذلك الحرم المقدّس ، من فرش وهدايا ، وآثار قيّمة وغيرها ، وحَوّلت ذلك المزار المقدّس إلى أرضٍ موحشة مقفرة ..

ففي مكة دُمرت مقبرة المعلى ، والبيت الذي ولد فيه الرسول (صلى الله عليه وآله)”

وكان ممن قتل في هذه الهجمة التاريخية المشهورة التي تدل على همجيتها على البعد البعيد للوهابية عن الإسلام ووجههم المزري والمشوه للإسلام ـ الشيخ الزواوي مفتي الشافعية وجماعة من بني شيبة (سدنة الكعبة)..

لو تتبعنا القرآن الكريم ـ كمسلمين ـ لرأينا أنّ القرآن الكريم يعظّم المؤمنين ويكرّمهم بالبناء على قبورهم ـ حيث كان هذا الأمر شائعاً بين الأمم التي سبقت ظهور الإسلام ـ فيحدثنا القرآن الكريم عن أهل الكهف حينما اكتشف أمرهم ـ بعد ثلاثمائة وتسع سنين ـ بعد انتشار التوحيد وتغلبه على الكفر .

ومع ذلك نرى انقسام الناس إلى قسمين : قسم يقول : ( ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ) تخليداً لذكراهم ـ وهؤلاء هم الكافرون ـ بينما نرى المؤمنين ـ التي انتصرت إرادتهم فيما بعد ـ يدعون إلى بناء المسجد على الكهف ، كي يكون مركزاً لعبادة الله تعالى ، بجوار قبور أولئك الذين رفضوا عبادة غير الله .

فلو كان بناء المسجد على قبور الصالحين أو بجوارها علامة على الشرك ، فلماذا صدر هذا الاقتراح من المؤمنين ؟! ولماذا ذكر القرآن اقتراحهم دون نقد أو ردّ ؟! أليس ذلك دليلاً على الجواز ، ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ) الكهف : 21.

يُحشر من هذه المقبرة سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب.. في فضل البقيع :

وروى الطبراني في الكبير ومحمد بن سنجر في مسنده وابن شبّة في أخبار المدينة عن أم قيس بنت محصن، وهي أخت عُكاشة ، أنها خرجت مع النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ إلى البقيع، فقال:

((يُحشر من هذه المقبرة سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وكأن وجوههم القمر ليلة البدر)). فقام رجل فقال: يا رسول الله، وأنا. فقال: ((وأنت))، فقام آخر فقال: يا رسول الله، وأنا. قال: ((سبقك بها عُكَّاشة))، قال: قلت لها: لِمَ لم يقل للآخر ؟ قالت: أراه كان منافقاً

وروى ابن شبّة عن أبي موهبة مولى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ قال: أهبَّني رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ من جوف الليل،

فقال: ((إني أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي))، فانطلقت معه، فلما وقف بين أظهرهم قال:

((السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهنَ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلتِ الفتنُ كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من الأولى))، ثم استغفر لهم طويلاً.

ثم قال: ((يا أبا موهبة، إني قد أوتيتُ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي ثم الجنة))، قلت: بأبي وأمي خذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، قال: ((لا والله يا أبا موهبة، لقد اخترت لقاء ربي ثم الجنة)).

ثم رجع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ فبدأ به وجعه الذي قبض فيه

هذه أسماء القباب الشريفة التي هدموها في الثامن من شوال سنة ( 1344 ) في البقيع خارجه وداخله :

الأول : قبة أهل البيت عليهم السلام المحتوية على ضريح سيدة النساء فاطمة الزهراء – على قول – ومراقد الأئمة الأربعة : الحسن السبط ، وزين العابدين ، ومحمد الباقر ، وابنه جعفر بن محمد الصادق عليهم الصلاة والسلام ، وقبر العباس ابن عبد المطلب عم النبي ، وبعد هدم هذه القباب درست الضرائح .

الثاني : قبة سيدنا إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

الثالث : قبة أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

الرابعة : قبة عمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

الخامسة : قبة حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

السادسة : قبة سيدنا إسماعيل ابن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام .

السابعة : قبة أبي سعيد الخدري .

الثامنة : قبة فاطمة بنت أسد .

التاسعة : قبة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

العاشرة : قبة سيدنا حمزة خارج المدينة .

الحادية عشرة : قبة علي العريضي ابن الإمام جعفر بن محمد خارج المدينة .

الثانية عشرة : قبة زكي الدين خارج المدينة .

الثالثة عشرة : قبة مالك أبي سعد من شهداء أحد داخل المدينة

الرابعة عشرة : موضع الثنايا خارج المدينة .

الخامسة عشرة : مصرع سيدنا عقيل بن أبي طالب عليه السلام

السادسة عشرة : بيت الأحزان لفاطمة الزهراء .

وهذه أسماء المساجد :

مسجد الكوثر ، ومسجد الجن ، ومسجد أبي القبيس ، ومسجد جبل النور ، ومسجد الكبش

و يقول الدكتور محمد البكري الذي شارك في تأليف كتاب بقيع الغرقد «إن النبي خرج لنواحي المدينة وأطرافها باحثا عن مكان يدفن فيه أصحابه حتى جاء البقيع، وقال «أمرتُ بهذا الموضع»، وكان شجر الغرقد كثيرا، فسميت به».

قيل: كان البقيع مقبرة قبل الإسلام، وورد ذكره في مرثية عمرو بن النعمان البياضي لقومه
أين الذين عهدتهم فـي غبـطـة *** بين العقيق إلى بقيع الغــرقــد

إلا أنه بعد الإسلام خُصِّص لدفن موتى المسلمين فقط، وكان اليهود يدفنون موتاهم في مكان آخر يعرف بـ (حش كوكب) وهو بستان يقع جنوب شرقي البقيع…

و أول من دفن فيه من المسلمين هو أسعد بن زرارة الأنصاري وكان من الأنصار.

ثم دفن بعده الصحابي الجليل عثمان بن مظعون، وهو أول من دفن فيه من المسلمين المهاجرين، وقد شارك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنفسه في دفنه.

ثم دفن إلى جانبه إبراهيم بن الرسول (صلى الله عليه وآله) ولذلك رغب المسلمون فيها وقطعوا الأشجار ليستخدموا المكان للدفن.

جاء في كتاب البقيع الغرقد:

ابتدئ الدفن في جنة البقيع منذ زمان النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله)، وأحياناً كان الرسول (صلى الله عليه وآله) بنفسه يعلّم على قبر المدفون بعلامة ، ثم بنيت قباب وأضرحة على جملة من القبور من قبل المؤمنين وبأمر من العلماء.

كما كان البناء على قبور الأولياء معتاداً منذ ذلك الزمان ، فكانت عشرات منها في المدينة المنورة ومكة المكرمة وحولهما.

أصبح البقيع في أرض المدينة المنورة مدفناً لعدد من عظماء المسلمين , وأئمتهم , وأعلام الأنصار والمهاجرين ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقصد البقيع  يؤمه كلما مات أحد من الصحابة ليصلي عليه ويحضر دفنه.. وقد يزور البقيع في أوقات أخرى ليناجي الأموات من أصحابه

وقد روى مسلم في الصحيح عن عائشة أنها قالت ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كانت ليلتي منه يخرج من أخر الليل الى البقيع فيقول سلامٌ عليكم دار قومٍ مؤمنين , واتاكم ماتوعدون ، وأنا أن شاء الله بكم لاحقون ،  اللهم أغفر لاهل بقيع الغرقد “

وحدّث محمد بن عيسى بن خالد عن عوسجة قال ” كنت أدعو ليله الى زاوية دار عقيل بن أبي طالب التي تلي الباب , فمر بي جعفر بن محمد – يعني الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام – فقال لي أعن أثر وقفت هاهنا ؟
قلت لا  قال هذا موقف نبي الله صلى الله عليه وسلم بالليل إذا جاء يستغفر لاهل البقيع “

هدم قباب البقيع كانت عملية هدم للقباب والمباني والمقامات والأضرحة المقامة على بعض القبور في مقبرة البقيع، أقدم وأحد أهم المقابر الإسلامية في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية الحالية، في عام 1806، وبعد إعادة الإعمار في منتصف القرن التاسع عشر ، دُمرت مرة أخرى في عام 1925 أو 1926. قام تحالف بين آل سعود وأتباع الحركة الوهابية المعروفة باسم إمارة الدرعية بتنفيذ عملية الهدم الأولى . نفذت سلطنة نجد ، التي يحكمها آل سعود عملية الهدم الثانية. في كلتا الحالتين ، كان الفاعلون مدفوعين بتفسيراتهم للتعاليم الإسلامية، والتي تحظر البناء على القبور.

استخدمت مقبرة بقيع الغرقد ، والمعروفة أيضاً باسم جنة البقيع ، مقبرةً قبل ظهور الإسلام. كان أشهر شخص دفن في البقيع أثناء حياة نبي الإسلام محمد، إبنه الرضيع إبراهيم.

تشهد العديد من الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم زار هذه المقبرة بانتظام للدعاء من أجل مغفرة الله للذين دفنوا هناك.

اكتسبت المزيد من الإهتمام بعد دفن أول صحابي لرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، الصحابي عثمان بن مظعون (أو أسعد بن زرارة) في عام 625 مـ. ودُفن فيها أربعة من الأئمة الاثنا عشر : سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسن بن علي ، والامام علي بن حسين ، والإمام محمد الباقر ، والإمام جعفر الصادق عليهما جميعاً السلام ،  مما جعله موقعاً مهمًا للمسلمين وخاصة أبناء آل البيت وطائفة الشيعة.

وتشير السجلات التاريخية إلى وجود قباب وأضرحة في جنة البقيع قبل القرن العشرين؛ أما اليوم فهي أرض عارية دون أي مبان.

أدى التحالف بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود إلى تشكيل الدولة السعودية الأولى (المعروفة أيضاً باسم إمارة الدرعية)، مما يتحدى سلطة الإمبراطورية العثمانية. كان معظم نجد تحت سيطرة ابن سعود بحلول الوقت الذي توفي فيه محمد بن سعود في عام 1765. بحلول عام 1806، كان الحجاز، بما في ذلك مكة والمدينة، تحت سيطرة آل سعود. جاء توسع الحركة الوهابية على حساب الإمبراطوريات العثمانية التي فقدت السيطرة على الأماكن المقدسة للإسلام. وبالتالي ، أرسلت الإمبراطورية العثمانية جيوش وهزمت أول دولة سعودية في الحرب العثمانية الوهابية (1811-1818).

وبعد سنوات في 1924-1925، استعادت عشيرة سعود السيطرة على الحجاز وتشكلت مملكة الحجاز ونجد تحت حكم عبد العزيز بن سعود.

حاول الوهابيون تنفيذ عملية الهدم في سياق ديني قانوني لأنهم اعتبروا الأضرحة «عبادة الأصنام» ويعتقدون أن وضع علامات على القبور هو بدعة ، بناءً على تفسيرهم للآيات القرآنية المتعلقة بالقبور والمزارات. لقد استخلصوا من قصة العجل الذهبي الموجود في القرآن حيث صنع الإسرائيليون الأصنام وصلوا لهم مما تسبب في غضب الله. ينظر بعض المسلمين إلى القصة على أنها «حظر شامل» ضد عبادة الصور والأضرحة. من ناحية أخرى، استخدم علماء المسلمين عددًا من الآيات والتقاليد المختلفة لدعم ممارسة بناء الأضرحة على قبور القديسين الإسلاميين. وفقًا للباحث محمد جعفر طبسي أحد علماء الشيعة ، فإن قبور الأئمة آل البيت عليهم السلام المدفونين في البقيع كانت تبجيلا لمئات السنين ولم يعتبر أي من العلماء السنة الأضرحة ابتكارا. قبل أسابيع من الهدم الثاني، بناءً على طلب ابن بليهد ، أصدرت مجموعة من خمسة عشر عالماً تابعين للمذهب الوهابي تدين فيها صنع الأضرحة حول القبور.

وفقًا لعالم الدراسات الإسلامية عديل محمدي، فإن تدمير الوهابيين للبقيع كان له جذور سياسية أيضًا. زعيم الجالية المسلمة هو المسؤول عن فرض الخير وحظر الخطأ (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ولا يمكنه الوفاء بهذه المسؤولية إلا من خلال امتلاكه السلطة السياسية.

كان تدمير الوهابيين عملاً سياسياً لإنشاء سلطة النجدي في الحجاز ، وكان يتألف من المرجع الديني لنجد والعلماء الوهابيين والسلطة السياسية للعائلة السعودية.

يقول محمدي إنه بسبب التدمير، «سعت السلطات السعودية إلى بث سلطتها السياسية المكتسبة حديثا.» وقد أقترح أن تبجيل الأضرحة الإسلامية يمثل الرغبة في اتباع نهج لاهوتي موحد تجاه الله ونهج سياسي للأرض . كما ترى الوهابية أن تدمير الموقع له ما يبرره على المبادئ اللاهوتية والسياسية. وفقًا لمحمدي، يمكن تنفيذ التدمير بغرض الإشارة إلى النصر على الشيعة، لأن البقيع هو مكان دفن عدد من الأئمة وأعضاء أهل بيت رسول الله سيدنا محمد عليه افضل الصلاه والسلام.

عملية الهدم الأولى

في بداية سيطرة آل سعود في القرن التاسع عشر (1806) على مكة والمدينة ، هدموا العديد من المباني الدينية وفقًا لمذهبهم الوهابي بما في ذلك المقابر والمساجد، سواء داخل البقيع أو خارجه. تم هدم هذه المباني على الأرض، وتم نهبها لزخارفها وبضائعها.

وقد زار المسافر الأوروبي يوهان لودفيك بركهارت المقبرة في عام 1815 بعد أول تدمير. عند رؤية أنقاض القباب حول المقبرة، قال إن سكان المدينة المنورة «متهورون»، ولا يهتمون كثيرًا بتكريم «أبناء وطنهم المشهورين». ومع ذلك، لم يمنع التدمير السكان من أداء طقوسهم.

أمر السلطان العثماني محمود الثاني ، حاكم مصر، محمد علي باشا، باستعادة الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون الوهابيون ، وبدء الحرب العثمانية الوهابية وهزم إبراهيم باشا، ابن محمد علي باشا، عشائر المتمردين في معركة الدرية في عام 1818.

وبأمر من السلطان محمود الثاني قام العثمانيون ببناء وتجديد المباني والقباب والمساجد «بأسلوب جمالي رائع» من عام 1848 إلى عام 1860.

قال السير ريتشارد فرانسيس برتون، الذي زار المدينة المنورة في عام 1853 متنكرا في زي مسلم أفغاني يدعى «عبد الله»، إن هناك خمسة وخمسين مسجدًا ومزارًا بعد إعادة إعمار العثمانيين.

وصف مغامر إنجليزي آخر يزور المدينة المنورة في 1877-1878، المدينة بأنها «مدينة جميلة صغيرة تشبه إسطنبول».

ويذكر «الجدران البيضاء، المآذن النحيلة الذهبية والحقول الخضراء».

كذلك، وصف إبراهيم رفعت باشا، المسؤول المصري الذي كان مسافراً بين عامي 1901 و 1908، ستة عشر قبة مما تدل على القبر أو مجموعة من القبور.

عملية الهدم الثانية

بعد أن استعاد آل سعود السيطرة على الحجاز عام 1924 (أو 1925). في العام التالي،  بدأ تدمير الموقع بتصريح ديني مقدم من القاضي عبد الله ابن بليهد ؛ بدأ الهدم في 21 أبريل   1925) من قبل الإخوان، . وشملت عملية الهدم تدمير حتى أبسط شواهد القبور.

قام المهتدي البريطاني إلدون روتر بمقارنة الهدم بزلزال: «في جميع أنحاء المقبرة، لم يكن هناك شيء يُرى سوى التلال الصغيرة غير المحدودة من الأرض والحجارة وقطع من الأخشاب وقضبان حديدية وكتل من الحجر وحطام مكسور من الإسمنت والطوب المتناثرة».

حركت مأساة البقيع عواطف الشعراء الّذين حزّ في نفوسهم ما حل بها من تخريب وتهديم رغم مكانتها العالية عند الله وعند الناس، فقالوا فيها القصائد الكثيرة نختار هنا عدداً منها

في هذه المناسبة، نظم كثير من الشعراء هذه الجريمة النكراء، فرثوها و بكوا عليها و أبكوا . من هؤلاء:

🟢العلّامة السيّد صدر الدين الصدر حيث قال :

لعـمري إنّ فاجعة البقيـع ** يُشيبُ لهولها فؤاد الرضيع

وسوف تكون فاتحة الرزايا ** إذا لم يُصحَ من هذا الهجوع

أما من مسلمٍ لله يرعى ** حقوق نبيّه الهادي الشفيع

🟢وقال شاعر آخر

تبّاً لأحفاد اليهود بما جَنـوا ** لم يكسـبوا من ذاك إلّا العارا

هتكوا حريـم محمّد فـي آله ** يا ويلهم قد خالفـوا الجبّارا

هَدَموا قبور الصالحين بحقدهم ** بُعداً لهم قد أغضبوا المختارا

🟢وقال شاعر آخر

لِمن القبور الدارسات بطيبة ** عفت لها أهل الشقا آثارا

قُل للّذي أفتى بهدم قبورهم ** أن سوف تصلى في القيامة نارا

أعَلِمتَ أيّ مراقد هدمتها ** هي للملائك لا تزال مزارا

🟢وقال الشيخ عبد الكريم الممتن مؤرّخاً هدم قبور أئمّة البقيع:

لعمرك ما شاقني ربرب ** طفقت لتذكاره أنحب

ولا سحّ من مقلتي العقيق ** على جيرة فيه قد طنبوا

ولكن شجاني وفتّ الحشا ** أعاجيب دهر بنا يلعب

وحسبك من ذاك هدم القباب ** فذلك عن جوره يعرب

قباب برغم العلى هُدمت ** وهيهات ثاراتها تذهب

إلى م معاشر أهل الإبا ** يصول على الأسد الثعلب

لئن صعب الأمر في دركها ** فترك الطلّاب بها أصعب

أليس كما قال تاريخه ** بتهديمها انهدم المذهب

🟢وقال الشيخ عبد الحسن الجمري في هذا المجال :

اذا تجاوزت نجدا فالطريق هنا ** هناك من بعد وعثاء السرى وعنا
ياسابق الريح غربي الهضاب على ** ميمونة سبقت في سيرها الزمنَ
خل الهضاب وجز نحو الحجاز فإن ** جاوزت بالحُرة الحراء والحزنا
قف وابكي ال رسول الله قد هدمت ** قبابهم وغدت تستنطق الدمنا
قبور ال رسول الله دنسها ***** حقد الأولى نصبوا بغضاءهم علنا
ويلٌ لهم هدموا تلك القباب جفاً ** ماذا ترى غيهم لو ادركوا الحسنا
او ادركوا زمن السجاد لانتهكوا ** مقامه واذاقوا آله الإحنا
وباقر العلم لو لاقوه لامتعضوا ** وكفروه وقالوا الشرك منه دنا
ولو رأوا جعفرا في كفه شرفا ** قضيب طه لقالوا يعبد الوثنا
يازائرا طيبة فالخير في قبب ** كانت مشيدة تقري الانام سنا
واليوم تربتها تقري الانام هدى ** وتنعش الفكر و الارواح والبدنا
زر في البقيع قبورا جل رافعها ** سر الوجود بها لا ترهب الزمنا
تمر من تحتها الاجيال خاشعة ** سيان تقري هدى من حل او ضعنا
مثوى الأئمة من أبناء أحمد لو ** هجرت في حبها الأهلين والوطنا
لكنت أعجز عن تقدير رتبتها ** أنّا وتربتها قد فاقت السننا
لا ينكر الفضل الا من تسير به ** ركبانه نحو الحاد له وخنا
سيان من فارق القربى وناصبهم** صلى وحج وزكى او هوى وزنا

🟢أرض البقيع طاهرة..
من كل أنجاس مستخلصة..
وتثير الآه من قلب عليل..
وهي حقا باهرة..
أيتها الأرض الكريمة..
من بكِ..
من ضممت من الآل الكرام..
كيف أصبحت بهذا العمر..
ملاذ كل الأنام..
فإليك أقبل المحبين..
والحب بهم ..
والتقديس..
والتعظيم ..
يقدمهم..
قد سابق الناس في ما بينهم..
أيهم للحب أكبر..
فمن الطفل إلى الشيخ الكبير..
وشباب..
فيا أرض البقيع..
أنت حقا طاهرة..
&&&
أيتها التراب الذهبية..
أخبريني عن ركضة الطفل الذي..
لم يصل خمسا من العمر سنين..
اشرحي لي..
وواصفي..
انحناء شامخ..
بل صنعٌ هز النواصب..
سجدة الطفل في جنتك..
قبل الأم الفاضلة..
رافع الكفين يدعو للخلاص..
وتوجه..
نحو أبناء الأم فرحانا بهيج..
ووالى..
وارتمى كفا بكف للأئمة ..
واعتصم..
ثم قبل ..
ثم قبل..
ثم قبل..
حدثيني..
ماصنعت لهذا الطفل الصغير..
وبه ماذا عملت؟!..
كيف أشعلت الحب فيه؟!..
كيف كونت حب دفين؟؟!!..
كيف علمتيه فنون العشق..
كي ينثرها؟!!..
كيف غرست التوحيد فيه؟؟!..
علميني الحب يا أرض البقيع؟!..
&&&

أرض البقيع سرك الغالي النفيس..
حيرني..
حمام الزاجل الطائر فيك..
لم يحط الرحل يوم..
أو هوى ثم قبل..
أو بكى..
أو تناجى مع أهل القبور..
لم يحن له وقت..
أن يطيب الجلوس هادئ..
أو يكون قريب ليفوز..
بتقبيل الضريح..
بينما كان الحمام يطير..
ويحوم حول النفائس..
ينظر بالعين حسرى..
يرفر الجنحان كي يروح قلبه..
وأنا من لي بالعمر سنينا..
قادما من أرض القطيف..
مكان بعيد..
للولا ء عن آل البيت لم أحيد..
وعجنت الطين مني..
بولاء طاهر..
وصرت خادما منذ أن كنت صغير..
ورفعت الصوت بالتكبير والتهليل وسط البقيع..
وأخذت القلوب أيضا..
كي تثير ما بها من شجى وحزن دفين..
كي أكون من له الحظ ويحظى..
وكبرت حتى أصبحت قوي العقيد
عندها..
الطفل الصغير..
يزلزل أرضا ..
ويسرق من الأمتار التي..
هي عني مفصولة..
مأسورة..
ويفوز..
أقسم يا أرض البقيع..
إن هذا ليس إنصاف حقيق..
إنه ليس التقسيم الصحيح..
فأنا أفني بكل قواي حبي..
وحياتي بين روح وقدوم..
وبكاء ونواح ..
بين فينةُ يا أرض البقيع..
يأتي طفل تكرميه؟!..

🟢هَدَمَت لئام ُ القومِ أضرِحَةَ الأُلى

أذِنَ الإله ُ بأن تُقامَ وتُرفعا

هدَموا بيوتَ اللهِ إذ لولا القضا

لأَقامَ فوقَهُمُ مقاماً أرفعا

وكمثلِ اهلِ الكهفِ موضعهُمْ غدا

لعبادِهِ حِصناً حَصِيناً أمنعا

هذي المُصيبةُ أضلعي كَم آلمَت

ولَكَمْ أسالت من عيوني الأدمُعا

صبراً نقولُ على الفجيعةِ حسبُكُمْ

من قبلها قبرُ الزّكيّةِ ضُيِّعا

وقبُورُهُمْ إن هدَّموا لا تعجبوا

فلفاطمٍ رضّ اللئامُ الأضلعا

وبكربلا بالسِّبطِ ما فعل العدى

ولمَتنِ زينبَ سوطُهُمْ كم أوجع َ

دعني فعيني لا تمَلُّ من البُكا

وهجرَتُ للخطبِ الفظيعِ المَهجعا

قلم وصوت ومحام لدى آل البيت عليهم السلام
إبن أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما جميعاً أفضل الصلاة والسلام
الكاتب والمؤرخ الإسلامي
عبدالرحيم أبو هارون الشريف
الإدريسي الحسني العلوي المحمدي الهاشمي القرشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى