تقارير و تحقيقات

النيل للإعلام يُنظم ندوة توعوية بمخاطر العنف ضد المرأة

بالتعاون مع مؤسسة إبداع، نظم اليوم مركز النيل للإعلام التابع للهيئة العامة للاستعلامات، ندوة بعنوان “مناهضة العنف ضد المرأة”، لنشر التوعية بعدة محاور وضمنها محور المرأة، وأشكال واسباب ونتائج العنف ضد المرأة في المجتمع، والحلول المطروحة من قبل العلماء.

جاء ذلك بحضور، حسن الراجحي مدير مركز النيل للإعلام، والدكتور أحمد محيي مدرس علم الإجتماع بكلية الآداب جامعة المنيا، وناصر غلاب مدير مؤسسة إبداع الثقافية، وعدد من الحضور.

تعريف العنف من وجهة نظر علماء الاجتماع

قال حسن الراجحي، ان العنف ضد المرأة موضوع شائك، لأنه يمس جميع الأسر المصرية، والمرأة بصفة خاصة، سواء الفتيات أو السيدات المتزوجات، مؤكدا ان مركز النيل للإعلام يعمل على العديد من المحاور، التي تخص المجتمع بكل فئاته ضمنها محور المرأة وذوي الإعاقة ومحوري الأمن القومي والإرهاب، والتنمية المستدامة رؤية مصر 2030 بجميع مشتملاتها.

أوضح الدكتور أحمد محيي، نهت الشرائع والأديان السماوية عن العنف ضد المرأة، بشكل واضح عندما قال الرسول الكريم: “أوصيكم بالنساء خيرا”، فعندما كان يُقوم السيدة عائشة بالسواك، كانت نهزة أو ضربة ليس لها تأثير جسدي أو نفسي عليها، ولكنه كان من باب توصيل رسالة ما لها، مشيرا أن علماء الإجتماع عرفوا العنف ضد المرأة، انه أي سلوك يتسم بالشدة لدرجة العنف، يُمارس الضغط قائم على التعصب للجنس، يؤدي إلى الحاق الأذى الجسدي والنفسي والجنسي.

التهديد والحرمان من أشكال العنف ضد المرأة

أردف، أن أغلب فئات المجتمع ترى أن العنف قد يقع على السيدات المتزوجات وحسب، مشيرا إلى فكرة التعصب للجنس أو النوع، وهو العنف الواقع عليها من الطرف الأخر ألا وهو الرجل، وهذا ما نعنيه في دراستنا، فالتعريف يتطرق إلى ثلاثة جوانب مهمة وهي الجوانب الجسدية والنفسية والجنسية، مؤكدا أن العنف لا يتوقف فقط عند الأذى الجسدي ولكنه يصل إلى مرحلة الإيذاء بالكلمة أو باللفظ..

استطرد، أن هناك فرق بين التهديد لتوجيه النصيحة، وبين التعنيف بالكلمة أو بالإيذاء الجسدي، موضحا أن العنف بين الأزواج اصبح يُمارس جنسيا، بمعنى إرغام الزوجة على فكرة أن الرجل يأخذ حقه الشرعي بالعنف. منوها إلى منع المرأة من حقها في الميراث، وهو شكل من أشكال العنف ضد المرأة، وإجبارها على ارتداء زي معين. والحد من مسؤوليتها المالية داخل المنزل، موضحا ان بعض العلماء أشاروا إلى أنه من الممكن أن تجتمع كل اشكال العنف في وقت واحد، فالعنف الجسدي قد يصاحبه عنف لفظي وعنف إقتصادي وتهديد وحرمان من حقوقها.

دوافع العنف ضد المرأة

قال الدكتور أحمد محيي، أن إنخفاض مستوى التقدير للمرأة، ناتج عن خلل لدى رب الأسرة، ففي أغلب الأحوال يهين الزوج زوجته ويُعنفها، ومن هنا تفقد الزوجة ذاتها وثقتها بنفسها، فالدوافع الاجتماعية من أكثر الأسباب للعنف ضد المرأة، كالتقليل من فرصتها في التعليم، فالأعراف والتقاليد المتوارثة منذ القدم تركت ميراث من الأفكار والدوافع السلبية للعنف ضد المرأة، مضيفا إليها المعايير الثقافية وخاصة في صعيد مصر، “عيشي” كلمة دائما يُصدرها الأهالي إلى ابنتهم في حالة اعتراضها على مشاكل أو ضيق ما في حياتها الزوجية.

أضاف، رؤية مشاهد العنف ضد المرأة في الدراما، يترك أثرا نفسيا في ذاكرة الأطفال والشباب، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وعقلية الأنسان تترسخ بها بعض المفاهيم الخاطئة من خلال الدراما والسينما، مشيرا في ذلك إلى دور الرقابة على ما يتم تقديمه للمتلقي وتنظيمه، مستطردا إلى رضوخ المرأة عدم استخدام حقوقها القانونية خوفا من نظرة المجتمع لها ودخول المحاكم فهو في العرف “فضايح” كما ترسخت الفكرة في ذهنها منذ الصغر.

الحلول المطروحة للحد من العنف ضد المرأة

أشار الدكتور أحمد محيي، إلى الحلول المطروحة للحد من العنف ضد المرأة، وهي نشر الوعي من قبل المؤسسات بنتائج العنف ضد المرأة، وإبلاغ الجهات المعنية عن اي شكل من أشكال العنف تتعرض له، وتدخل الأهل والجيران في حل المشكلات، فمنذ زمن افتقدنا مصطلح يسمى رأس المال الإجتماعي في المُدن وسادت ثقافة “الأنامالية” و”المعلشية”، أما المناطق الريفية وصعيد مصر، هي أكثر الاماكن التي تحتفظ برأس المال الإجتماعي، ونحن كأصحاب علم يقع على عاتقنا الكثير من المسؤولية لتغيير هذه المفاهيم.

والمؤسسات التعليمية يقع عليها عبء، كتبسيط المعلومات للفتيات، لنشر اثر العنف ضد المرأة كي يقرأه الأطفال والشباب ضمن المناهج الدراسية، وكل من له علاقة بالمؤوسسة، والتركيز على العدوانية بين الطلاب واسبابها ودوافعها، وتوجيه وتوعية الآباء والأمهات للحلول التي يُمكنها أن تحد من ذلك، وكذلك بيئة العمل لابد أن توضع اتفاقيات وبرامج لردع من يُعنف أو يُسيئ إلى المرأة، ورفع وعي العاملين بالموؤسسة

العادات والتقاليد قيود على المرأة

أشارت إحدى الحاضرات، أن العنف ضد المرأة ليس دائما عنف جسدي، ولكن هناك عنف من جهة العادات والتقاليد والقيود، التي يفرضها المجتمع على المرأة،

أضاف محمد عبد الرحيم أحد الحاضرين، المرأة بطبعها مخلوق حساس وضعيف نفسيأ وجسديا، فالعنف يمكن أن يندرج تحت العنف الحسي والمعنوي، موضحأ ان الرجل بطبيعة بنيته الجسدية والنفسية القوية، بإمكانه تحمل مالا تطيقه النساء، “الرجال قوامون على النساء”، فصعوبات الحياة علمتنا كرجال أن نتقبل أي ضغوط نفسية وعصبية على العكس تماما من السيدات والفتيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى