اقتصاد

هل تدخل مصر عصر المدفوعات الرقمية؟

كتبت- هبة عوض: 

ارتفعت نسبة استخدام الخدمات الرقمية في مصر خلال العام الماضي عبر وسائل الدفع المختلفة بداية من البطاقة الرقمية، وتحويل الأموال ومروراً بخدمات الدفع الفوري ووصولاً للدفع باستخدام الرسائل القصيرة «SMS»، وسجلت المدفوعات الرقمية محلياً زيادة عن المتوسط العالمي البالغ %61. 

وجاء الارتفاع عقب انتشار فيروس كورونا والذي اضطر العديد من الأفراد للجوء لإحدي وسائل الدفع الإلكترونية، وأسهم في ازدهار عصر المدفوعات الرقمية، ووفق لاستطلاع أجرته إحدي وسائل الدفع الرقمي الشهيرة والذي شمل ألف فرد فإن %15 ممن شملهم الاستطلاع أكدوا استخدام النقود بمعدلات أقل من المعتاد خلال العام الماضي، فيما أشار ثلثي المشاركين إلى إضافة وسيلة رقمية جديدة للمدفوعات خلال العام ذاته.

ازدهار المدفوعات الرقمية لايمنع استمرار النقود كمحرك رئيسي للمعاملات المالية، إذ أنه مع بداية انتشار وباء كورونا كانت النقود تسيطر على أكثر من %70 من المدفوعات رغم نمو التكنولوجيا المالية، ولايزال من غير الواضح مدي السرعة التي ستسجلها تلك المدفوعات في ظل المخاوف المتعلقة بموثوقية الدفع عبر الوسائل الإلكترونية لدي شريحة كبيرة من الأفراد، والتي تحول في كثير من الأحيان إلى إعاقتهم في اتخاذ خطوات أكثر ثباتاً للدفع الإلكتروني.

إلى جانب الموثوقية هناك عوامل أخري يضعها المستهلك ضمن أولويات الدفع الإلكتروني، إذ أنه ووفق استطلاع الرأي فإن سهولة استخدام الوسيلة، وبرامج المكافأت والعروض تعد عوامل محفزة تشجع الأفراد على اللجوء لتلك الوسائل بدلاً من الدفع النقدي.

واكتسبت وسيلة الدفع اللاحق بشكل خاص شهرة واسعة بين المستخدمين من بين وسائل الدفع الإلكتروني، نظراً لأنها تمكنهم من سداد المشتريات الضخمة بنظم ميسرة وعلى أقساط، ما يجعله مفيد للبعض في الحالات الاستثنائية لما يمثله من سبل تخطيط مالي تسهم في ضبط الميزانية.

وخلال العام الماضي استخدم ما يقرب من %88 من المستهلكين أحد وسائل الدفع الإلكتروني، ويرجع الاستطلاع ارتفاع نسب استخدام التكنولوجيا المالية إلى كونها تمكن المستهلك من الدفع عبر طرق مختلفة وربما أكثر سهولة، إذ  يمكن تعديل التواريخ الدقيقة للفواتير الشهرية المتكررة لاستيعاب تدفقات الدخل غير المنتظمة بما يجعله أكثر فائدة، فضلاً عن خيارات الدفع التلقائية للفواتير المنزلية.

ويأتي عامل السن على رأس العوامل المحركة لنسب الدفع الرقمي، إذ يعد جيل الألفية وجيل Z الأقرب لاستخدام تلك الوسائل مقارنة بالأجيال الأكبر سناً، ويرجع الفجوة بين الأجيال إلى التخوفات التي ينسبها البعض لوسائل الدفع الرقمي من الأجيال القديمة المتعلقة بالخصوصية والأمان، الأمر الذي لا يرتاب منه الأجيال الأحدث على الأرجح والتي تبدو منفتحة بشكل أكبر على وسائل الدفع الحديثة، الأمر الذي يعزز من ضرورة تحفيز الثقة لدي كافة الشرائح حول وسائل الدفع المختلفة، إذ أن البعض قد يثق في وسيلة دفع دون الأخري ولكنها ربما تكون غير متاحة له. 

إلى ذلك، توقعت  جمعية التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ارتفاع الطلب على وسائل الدفع الرقمي خلال العام المقبل، منوهة بأن من كل 10 معاملات سيكون بينهم 7 معاملات رقمية، الأمر الذي سيضع الدفع الرقمي على المسار الصحيح، ويشكل قفزة في حجم التعاملات التي شهدتها المنطقة منذ عام 2019.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى