عرب وعالم

الرأي العام الروسي يتحرك ضد الحرب.. فهل ينجح فيما فشل فيه الغرب؟

كتبت: مروة محي الدين

نجح بوتين في اقتحام واسع المجال لأوكرانيا، ولايزال يحرز التقدم تلو الآخر على أرض أوكرانيا، ضاربا التحذيرات والإنذارات الغربية عرض الحائط، لكنه لم ينجح ذات النجاح مع فصائل شعبه المناهضة لقرار الحرب على أوكرانيا، إذ اندلعت المظاهرات الرافضة لقرار الحرب منذ اليوم الأول للغزو -الخميس الماضي، وحتى أمس السبت كانت المظاهرات في 27 مدينة روسية على الأقل وفقا لموقع (سي إن إن) نقلًا عن موقع (OVD) المستقل المختص في مراقبة الاحتجاجات.

اليوم تقول وكالة أسوشيتد برس للأنباء: إن المظاهرات تستمر لليوم الثالث على التوالي في 34 مدينة، من بينها العاصمة (موسكو) و (بيترسبرج) -ثاني أكبر المدن الروسية.

اعتقال المحتجين الروس في بيترسبرج- أسوشيتدبرس

وذلك على الرغم من الاعتقالات الكبيرة التي استمرت منذ اندلاع المظاهرات إلى الآن، حيث نقلت (سي إن إن) عن موقع (OVD): إن إجمالي المعتقلين بلغ 2692 شخص حتى الأمس -السبت، من بينهم 1370 شخص اعتقلوا في موسكو.

وذلك رغم تحذير لجنة التحقيق الروسية -الخميس الماضي- من أن المشاركة في احتجاجات ضد الحرب غير قانونية، وأضافت: إن هذه المخالفة قد تُدرَج في السجلات الجنائية للمشاركين، ما قد “يترك بصمة على مستقبل الشخص”. 

كذلك نقلت وكالة أسوشيتدبرس تدفق الخطابات المفتوحة التي تدين ذلك الغزو، حيث تقدم ستة آلاف شخص من العاملين في المجال الطبي بأحد هذه الخطابات موقعٍ بأسماءهم، كما صدق 3400 معماري ومهندس على خطاب آخر، ووقع 500 معلم على خطاب ثالث، خطابات أخرى من صحفيين وأعضاء مجالس البلدية، ومثقفين، ومجموعات مهنية أخرى جاءت في نفس الاتجاه منذ الخميس الماضي.

وأعلن متحف الفن المعاصر (جاراج- Garage) في موسكو أمس -السبت- تعليق أعماله في المعارض، وتأجيلها “حتى انتهاء المأساة الإنسانية والسياسية الجارية في أوكرانيا”- وفقًا لأسوشيتدبرس. 

اعتقالات الروس في بيترسبرج- أسوشيتدبرس

ما يمكن أن يمثل مؤشرًا لوجود رأي عام معارض لقرار الديكتاتور الروسي (بوتين)- الذي يستمر في عناده وإصراره، حتى اتخذ قرارًا اثناء كتابة التقرير الحالي بوضع قواته النووية في حالة التأهب القصوى، على الرغم مما حققه من انتصارات على الأرض حتى الآن- وذلك على الرغم من قمع السلطات الروسية لتلك الاحتجاجات والاعتقالات التي طالت أعدادًا كبيرة من المحتجين، والتهديدات بان تبقى هذه الاعتقالات وصمة في سجلات أصحابها.

فهل ينجح الرأي العام الروسي فيما فشلت قوً غربيةٌ ذات ثقل عالمي؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى