تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

المسجد الأقصى.. محاصر مع غزة ومُعتدى عليه

مع اندلاع معركة “طوفان الأقصى” حاصر الاحتلال المسجد الأقصى واعتدى على المقدسيين الراغبين الصلاة فيه، وعلى الرغم من اتفاق الهدنة لم تجد الهدنة سبيلا للمسجد المقدس، حيث استمر الاحتلال لليوم ٥١ على التوالي في حصار المسجد الأقصى واستباحة مستوطنيه له في ظل منع معظم الفلسطينيين من الوصول إليه، فلا يستثنى من المنع سوى بعض المسنين، في الوقت الذي يقتحمه المستوطنين بشكل دوري ، فكان أن اقتحمه ٦١ مستوطن في أخر اقتحام في حماية شرطة الاحتلال.

وقد رصدت وسائل إعلام ساحات المسجد الأقصى شبه فارغة، وفي أخر إحصائية للمصلين الجمعة الماضية لم يؤد صلاة الجمعة في المسجد سوى ٥٥٠٠ فلسطيني، في المسجد الذي تبلغ مساحته ١٤٤ ألف متر و يسع ١٨٠ ألف مصلي في أقل التقديرات، و ارتفعت تقديرات أخرى بسعته إلى ٥٠٠ ألف مصلي تقريبا، وذلك بفعل الحصار الذي يفرضه الاحتلال عليه منذ أسابيع.

كما يواصل الاحتلال الاعتداء على البلدات والأحياء القريبة من المسجد، فاعتدت قواته أمس على بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ما أسفر عن اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال في حوش أبو تايه بالبلدة.

واستمرت شرطة الاحتلال في التضييق على المصلين أثناء محاولتهم الوصول للمسجد الأقصى لاسيما في صلاة الجمعة، حيث منعت أعدادًا كبيرة من دخول المسجد على الرغم توافد الآلاف لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.

ورصدت شبكة “قدس” الإخبارية بالصور فلسطينيون يؤدون صلاة الفجر قرب باب الأسباط بعد منع قوات الاحتلال لهم من الدخول إلى المسجد الأقصى خلال الأيام الماضية، فيما تمكنت من الحصول على صور لأعداد قليلة تؤدي صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك نظرا للإجراءات المشددة التي تنفذها قوات الاحتلال عليه.

ومع اشتداد وطيس المعركة وإطباق الحصار على المسجد، تحركت القدس مع حركة فلسطين خلال الأسابيع الماضية، وانطلقت فيها دعوات شبابية لإغلاق كل مساجد القدس والتوجه للمسجد الأقصى قرب صلاة المغرب، وأداء الصلاة بأقرب نقطة يمكن الوصول لها، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزة ورفضاً لإغلاق المسجد الأقصى وإهانة المرابطات والمرابطين.

لكن المصلين لم يتمكنوا أيضا من الوصول للمسجد واندلعت مواجهات بينهم وبين الاحتلال في واد الجوز بالقدس المحتلة، وتم قمع محاولة الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك.

كما لم يسلم المسجد طوال العدوان من نبرات التحريض والكراهية، حيث حرض أحد أعضاء الكنيست على نقل المعارك من غزة للمسجد الأقصى، وقال بشكل صريح إن تلك هي الضربة الموجعة للمقاومة.

وهكذا أضحى حال ثالث الحرمين، يطاله العدوان على الرغم من بعده عن غزة، ويمارس ضده الحصار الذي يمارس على غزة، في شهادة عملية بأن هذه الأرض كتلة واحدة، يعيش بعضها أوجاع البعض الآخر، ولا تقبل التقسيم أو الاقتطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى