تقارير و تحقيقاتفن ومنوعات

المنصات الرقمية.. الدواء فيه سم قاتل

كانت المنصات الرقمية الدواء فى فترة الوباء فأصبحت طوق النجاة والمنقذ فى فترة عصيبة مرت على صناعة السينما وقت جائحة كورونا ولكن هل يكون الدواء فيه سم قاتل؟

وتنجح المنصات أن تكون بديلًا لدور السينما بعد النجاح الكبير لكثير من الأعمال الدرامية مثل مسلسل” بلطو” و”أزمة منتصف العمر” وغيرها مما دفع صناع السينما أن يقدموا أفلام صنعت خصيصًا للمنصات، نتناول هذه القضية فى حديثنا مع المهتمين والمتخصين فى هذا الشأن.

وائل إحسان: السينما تتطور فى المقابل

تحدثنا مع المخرج وائل إحسان حيث قال أن المنصات هى صناعة بين الفيديو والسينما لكنها لاترتقي أن تكون فيلم سينمائي ضخم فى عالمنا العربى ولكن الغرب وصل لذلك، ولكنى لا أعتقد أن ذلك سيكون مؤثر يمنع الجمهور من الذهاب إلى السينما.

 وباستعراض التاريخ نجد أنه عند ظهور جهاز التليفزيون صار نفس الجدل بأنه سوف يؤثر على السينما وروادها كذلك ظهور شرائط الفيديو.

 ولكن فى كل مرة يحدث تطور يُظن أنه سوف يؤثر على السينما تتطور هى فى المقابل فيبقى سحرها على سبيل المثال منها دلج الصوت الذى نقل عن السينما فظهر ماهو أحدث وهو سماع الصوت من جهات مختلفة داخل قاعات العرض السينمائى وهذا جانب واحد قس على ذلك باقى العناصر غير أن متعة خروج الأسرة أو الأصدقاء للاستمتاع خارج المنزل لن تسطيع أن تقدمها المنصات.

أشرف توفيق: التكنولوجيا تزيد من التجزر

تحدثنا أيضا إلى الناقد أشرف توفيق وقد أكد أن المنصات لن تكون بديل للسينما وأن ذلك يكون دافع للتطوير فعند ظهور السينما كانت دافع لتطور المسرح وتقنياته كذلك عند ظهور التليفزيون فى خمسينيات القرن الماضى بدأت السينما تتجه إلى الإبهار وزيادة المتعة.

 ومادام هناك مشاعر أنسانية سيظل هناك متعة فى تجمع الناس معًا وأكبر دليل على ذلك مباريات كرة القدم والتى تبث عبر المنصات والقنوات ولكن المتابعين يحرصون على الذهاب بالالاف للاستاد.

 واتمنى أن لايحدث ذلك فلا نريد مزيد من التجزر بأن يجلس كل فرد من الأسرة فى غرفة مستقلة يشاهد عبر جهازه الخاص منعزلا فتصبح التكنولوجيا التى جعلت العالم قرية صغيرة هى نفسها السبب فى العزلة الاختيارية مدفوعة التكلفة بل أن ذلك يزيد من تحكم رأس المال فى سوق العرض والطلب.

نادر رفاعي: السينما طقس كامل

تحدثنا أيضا مع الناقد نادر رفاعى والذى أكد أن السينما طقس كامل يتصل بخروجة الأسرة المصرية، بالأضافة إلى أن قاعة العرض السينمائى يستحيل معادلتها بشاشة التليفزيون أو الموبايل من حيث حجم الصورة ونقاؤها وجودة الصوت وجو صالة العرض نفسه.

ومن داخل مطبخ صناعة الأعمال الفنية تحدثنا مع مدير الإنتاج عبدالله منصور والذي أكد أن ذهاب الجمهور لدور السينما هو عنصر هام فى صناعة السينما لايمكن أن يختفى ولا أن تحل المنصات بديلًا لها فالتحضير للفيلم السينمائى يتجاوز الأفلام التى تصنع خصيصا للمنصات بامكانيات أقل كثيرًا.

وكان رأى الجمهور متسق مع طبيعة اقبالهم فى الأصل على الذهاب للسينما لمشاهدة الأفلام فقال محمد أحمد حسن وهو من متابعى المنصات ولكنه أكد أن السينما تشكل سحر خاص له ولا يمكن أن تكون المنصات بديلًا عنها بالرغم من أنه من روادها.

أما نيهال فنانة تشكيلية لم تكن من جمهور السينما قالت أنها لا تمانع أن تكون المنصات بديلًا عن الذهاب إلى السينما.

فيبقى زوق الجمهور هو المتحكم فى زبول أو بقاء هذا أو ذاك.

مرثا مرجان

رئيس قسم الفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى