على مدار عشر سنوات وكل المعطيات تشير الى غياب الدعم العربى الحقيقى لمصر والسودان فى تلك الازمة التى تهدد وجود الدولتين…بعض الدول العربية تملك اوراق ضغط حقيقية على اثيوببا….استخدام تلك الاوراق كان من الممكن ان يحدث تغييرا حقيقيا فى الموقف الاثيوبى المتعنت والممثل فى رفضها التوقيع على اتفاق قانونى ملزم يحفظ لمصر والسودان حقوقهما التاريخية فى مياه النيل….تقدر جهات اثيوبية حجم الاستثمارات العربية المباشرة وغير المباشرة بما يتجاوز العشرين مليار دولار…غيابالدعم العربى لمصر والسودان يؤكد ان الدول العربية تفضل مصالحها القطرية على المصلحة القومية الكلية..حتى ولو تضررت بعض الدول العربية التى توصف بالشقيقة…كان للدول العربية”الشقيقة” ان تقوم بدور الوساطة المباشرة او التلويح باستخدام استثماراتها كورقة ضغط على اثيوبيا واستحضار السوابق التاريخية فى دعم الاشقاء كما فعلت المملكة العربية باستخدام النفط كورقة ضغط ضد الدول التى تساند الكيان الصهيونى فى حرب اكتوبر المجيدة..
او كما فعلت مصر بارسال قواتها للمشاركة فى عملية تحرير الكويت فى حرب الخليج الثانية ..ايضا قدمت مصر نموذجا فى دعم الاشقاء العربية باتخاذ موقف حاسم ضد ايران بسبب مخططاتها العدوانية ضد الاشقاء فى دول الخليج…مصر جعلت الحفاظ على امن الخليج مقدما على مصالحها القطرية ودعمت وساندت الاشقاء…الامر يزداد غرابة عندما نرى بعض العربية تقف فى نفس الخندق الاثيوبى والبعض الاخر يلتزم بموقف المتغرج او يكتفى ببيان المساندة الصادر عن الجامعة العربية…كنا ننتظر من الاشقاء العرب مواقف على الارض ودعما حقيقيا بعيدا عن تصريحات المساندة التى لاتغنى من جوع…اخيرا ليعلم الجميع ان مصر قادرة على الدفاع عن حقوقها ووجودها وسيظل الشعب المصرى يذكر مواقف من دعم ومن ساند ومن اكتفى بمصمصة الشفاه انتظارا لوقوع الكارثة للشعب المصرى…..وعاشت مصر حرة قوية
