غير مصنف

شاب بلا أعين ولا أصابع يحفظ القرآن الكريم بالمنيا.. وأمه: نُعاني من سخرية الناس

ليس كغيره من ذوي الاحتياجات الخاص، فهو مولود بلا أعين ولا أصابع، حيث تجد مكان عينيه ممسوخا تماما وكذلك أصابعه، مما أدى به إلى تشوه في وجهه ويديه، الأمر الذي جعله يعاني من التنمر والسخرية ممن حوله، سواء كانوا أقاربه أو جيرانه والمعارف من الكبار والصغار منذ 35 عام.

الناس بيخافوا من شكلي

في قرية ريحانة التابعة لمركز أبو قرقاص جنوب محافظة المنيا، يسكن الشيخ احمد جمعة عبد السلام البالغ من العمر 35 سنة، درس في معهد القراءات 9 سنوات، وكان يدرس في كلية علوم القرآن الكريم بطنطا، ولكنه لم يجد من يساعده على أكمال رحلته للتعلُم، وحفظ القرآن الكريم بالتجويد والترتيل والقراءت السبعة.

يقول الشيخ أحمد، اتعرض دائما للتنمر من جيراني والاقارب ومن الاطفال وبعض الشباب يقولون لي يا أعمى، وكنت أرد عليهم: حسبي الله ونعم الوكيل، وكل اللي يشوفني يخاف من شكلي، وانا راضي بحالي وبما اعطاه الله لي، وهذا نصيبي في الدنيا، وكنت اود أن اكمل دراستي ولكنني لم أجد من يساعدني، ووالداي لا يقدرون على مساعدتي بحكم كبر سنهم وتعليمهم البسيط “على قدهم”، وكتر خيرهم وبشكرهم إنهم وصلوني لحد كده وساندوني ووقفوا إلى جواري.

ربنا عوضني بحفظي للقرآن الكريم

استطرد، لم أدخل مدارس من قبل، ولكني دخلت معهد القراءات 9 سنوات ونجحت فيه بفضل الله أولا وأخيرا ثم بفضل مساندة أهلي لي، وحققت حلمي بحفظ القرآن الكريم بالتجويد والترتيل وقراءاته السبع، وكان أملي ان اكمل بمدرسة ولكن حفظي للقرآن عوضني عن ذلك، ورحلة سفري إلى طنطا كانت بصحبة شيخي الذي حفظني القرآن أحمد عمر ووالداي وأخي الأكبر، فهم الذين تولوا مسؤوليتي عند السفر.

أضافت والدة الشيخ أحمد، منذ والدته لديه عيب خلقي في عينيه وأصابع يديه، حيث عرضته على الأطباء وعلمت منهم ان حالته ليس لها علاج، الأمر الذي صدمني ومرضت بالحمة الشوكية لمدة شهرين، وعقب ذلك ذهبت بأحمد إلى المستشفى الجامعي بأسيوط لمدة ثلاثة أشهر متتالية باحثة عن علاج لحالته، حيث تم إجراء عملية استئصال للقرنية “وعينيه قفلت” .

نظرات وكلمات ساخرة من الناس

تابعت، وعدت بعد 20 يوما إلى مستشفى اسيوط واعطته الدولة كشف على نفقتها ب12 ألف جنيه بلا جدوى، وعدت إلى قريتنا ومنذ ذلك الوقت وأنا ووالده نربيه ونعلمه بقدر الإمكان، ولكني لم اسلم من نظرات وكلمات الناس الساخرة من حوالي سائلين: “انت بتخديه تشحتي عليه في البلاد؟”، وكنت أسمع تلك الكلمات الموجعة من أقرب الناس لي وهم أهلي، ولكن توفيق الله ناصفا لنا وله، بدخوله معهد القرءات وحفظه لكتاب الله.

كنت أذهب في أي وقت للبحث عن علاج لأحمد صباحا ومساءا، وكنت أركب القطارات بمفردي عندما يكون والده مشغول وأخوه الاكبر، وعندما بلغ عشرون عاما، ذهبت به إلى الشيخ احمد عبده عوض في القاهرة، المعالج بالرقية الشرعية، بينما سأل احمد ما اسمك وكم تحفظ من القرأن الكريم؟ وتعجب حينما عرف ان أحمد يحفظ القرآن كله بالتجويد والترتيل والسبع قراءات.

مناشدة لرئيس الجمهورية

قال الشيخ أحمد أتمنى أن اكون مثل الشيخ محمد متولي الشعراوي، فهو مثلي الأعلى، ولكن ظروفي لا تسمح لي بإكمال دراستي ولن أجد من يُساعدني ويُعينني في المذاكرة والكتابة، حيث انني اكتفيت إلى ما وصلت إليه من شهادات، وأطلب من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الاوقاف محمد مختار جمعة، تعييني مقيم شعائر بمسجد ومؤذن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى