محافظات

“طنطاوي” مستقبل الزراعة بالمنيا مرهون بتغيير النمطية والتفكير خارج الصندوق

كتب: وليد الساهر

قال الدكتور أبو بكر طنطاوي أستاذ المحاصيل الزراعيه بكلية الزراعه جامعة المنيا أن محافظة المنيا تعتبر من أهم المحافظات الزراعيه بمصر وهناك محاصيل يعزف عنها المزارعون إما لعدم معرفتهم بها أو لعدم وجود محور تسويقي لها ومن هنا يجب علي كافة الجهات المعنيه توفير كافة الدعم سواء كان التثقيفي أو خلق فرص لتسويق المحاصيل وربطها بالجانب الصناعي.

وعلي سبيل المثال لا الحصر يعتبر نبات “ستيفيا” أحد أبرز النباتات التي يمكن من خلالها حل مشكلة ” السكر” من الناحية الإقتصادية، فهو يستهلك نصف كمية الماء، التي تحتاجها محاصيل قصب السكر والبنجر، فيما تستخرج من أوراقه مادة محلاة تبلغ درجة حلاوتها مائتي ضعف حلاوة السكر التقليدي المستخرج من القصب والبنجر، ومنعدمة السعرات الحرارية.
ولمزيد من التفاصيل حول أهمية هذه النبته من كافة النواحي كان ل ” اليوم ” حوارا تفصيليا مع الأستاذ الدكتور أبو بكر طنطاوي والذي أكد أن المحاصيل السكرية بعد بحث التوسع في زراعة نبات ستيفيا لاعتماده والاستفادة منه في تحلية الطعام، من دون تخوف من الإصابة بالسمنة أو مرض السكري. تبين أن
أن المادة المحلاة المستخرجة من هذا النبات تختلف عن السكر العادي، في أنها لا تترك الجلوكوز بالجسم، أي أنها تعطي فقط مذاق السكر من دون سعرات حرارية، ومن هنا يعد هذا النبات صديقا لمرضى السكري.

مقاوم للبيئة الجافة

قال طنطاوي أن نبات استيفيا توصلت الأبحاث إلى صلاحيته للزراعة في مصر، من حيث احتماله لدرجات الحرارة المرتفعة وإنتاجيته الوفيرة واستهلاكه المحدود للماء، حيث أنه من النباتات المعمرة ففترة بقاءه في التربة تتراوح من 5 إلى 7 سنوات.

ويعادل إنتاج الفدان الواحد من هذا النبات إنتاج 27 فدانا من القصب و81 فدانا من البنجر، فيما لا يتطلب أكثر من 6000 متر مكعب من الماء لزراعته، وهو ما يعادل نصف احتياجات القصب والبنجر من الماء، حيث تبلغ المساحة المزروعة بالبنجر في مصر نحو 525 ألف فدان، والأراضي المزروعة بالقصب 325 ألف فدان.

سد فجوة إنتاج السكر

كما أشار إلى أن “ستيفيا” لا يعد بديلا للسكر العادي بل مكملا له، حيث أنه لا يمد الجسم بالطاقة التي يحتاجها بل يقدم حلا لمرضى السكري كما يحمي من زيادة الوزن.

وتنتج مصر سنويا نحو 2.2 مليون طن سكر من القصب والبنجر، بينما يصل الاستهلاك المحلي إلى 3.2 مليون طن، وتلجأ مصر للاستيراد لتعويض هذه الفجوة، ومن هنا يعول على نبات ستيفيا لتعويض هذا الفارق وتوفير فاتورة استيراد السكر.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه المطالبه لبحث قضية إدارة المياه بما يتواكب وأهداف التنمية المستدامة، هناك أبحاثا أخرى تتعلق بتقنية ري قصب السكر بالتنقيط في مساحات شاسعة بالظهير الصحراوي، وقد توصلت تلك الأبحاث إلى أن هذه الطريقة في الري توفر نحو 50 بالمئة من المياه، وتعطي في الوقت ذاته إنتاجية أعلى تبلغ 50 طنا للفدان الواحد.

يناسب نقص المياه

وتكشف الأبحاث عن توجه الدولة المصرية نحو توطين المحاصيل الأقل استهلاكا للمياه والحد من زراعة المحاصيل الأكثر استهلاكا لها، خاصة بعدما انخفض نصيب الفرد من المياه إلى 570 متر مكعب سنويا، وهو ما يقل كثيرا عن المعدل العالمي، الذي يبلغ 1000 متر مكعب للفرد.

ويضيف أنه رغم أهمية مشروع نبات «استيفيا»، فإن نصيب مصر من زراعة هذا النبات لا يتعدى 5 آلاف فدان، يتوزع بين بنى سويف ووادى النطرون، فى الوقت الذى أكدت فيه منظمة الصحة العالمية أنه يمكن الاستفادة من هذا النبات مكملا غذائيا بديلا عن السكر الذى نستخدمه فى كل الأغذية والمشروبات التى تحتاج للسكر، لذلك فإن الاستثمار فى زراعة النبات وتصنيعه يحل أزمة السكر، بديلا طبيعيا واقتصاديا، ويوفر أرباحا مضاعفة أكثر من محصولى بنجر وقصب السكر، فإن جراما واحدا من مسحوق هذا النبات يعادل فى الحلاوة 250 جراما من السكر الناتج عن تصنيع القصب أو البنجر، أى أن كيلو جراما من مسحوق النبات يعادل 250 كيلو جراما من السكر العادى مع الفارق فالمسحوق يعتبر علاجا مهما لمرضى السكري، ولا يحرمهم من تحلية المشروبات والأغذية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى