غير مصنف

“عربى نعمان ” تجسيدا لحياة عميد الأدب العربي حولا المحنة لمنحة وصنعا المجد

لا شيء سهل ، ولكن لاشيء مستحيل، فالإصرار على تحقيق الهدف الذى يسعى إليه كل إنسان أمر مشروع لا بد منه ، فكل منا يملك قدرة أعطاها الله لنا، فبداخل كل شخص أمرًا يتميز به عن الآخرين، والكل يعمل على تنمية تلك القدرة، والجرى وراء الحلم دون يأس أو ملل بعدتوفيق الله فإن ليس للإنسان إلا ما سعي .

عبر عربي محمد نعمان عن سعادته وفرحته العارمة التي لا يمكن وصفها ألا بكلمة الحمد لله على ترشيحه للعمل كمعيد بقسم الإعلام بجامعة سوهاج ليحقق حلمه كأول معيد كفيف منذ تأسيس القسم 1975 م بعد حصوله علي تقدير تراكمي بإمتياز مع مرتبة الشرف بنسبة 90% وكان الأول علي دفعته طوال 4 سنوات .

يسرد عربي خلال حديثه لموقع اليوم الاخباري طريقة كفاحه بالتعليم حيث ولد فاقد البصر بالعين اليمني ومع مرور فترة من الزمن في سن الثامنة فقد النظر بالعين اليسري نتيجة الإهمال الطبي ولكن لم يعجز وينتابه الحسرة بل زاده قوة ودافع ليصل إلي ما هو عليه الآن من مكانة فقد البصر وهو ممتن لذاك لأنه عزم علي المواجهة وتغير مسار حياته ، مؤكداً علي دعم والديه ووقوفهم بجواره رغم الصعاب فتعيني هو أكبر فرحة لهم وبمثابة حصاد لما بذلوه من جهد علي مدار سنوات تعليمي الماضية.


رحلة مابين النور والنور:

واستكمل عربي حديثه انتقل من المدرسة الابتدائية بالقرية إلي مدرسة المكفوفين بسوهاج فتحرك من ظلام القرية الدامسة إلي نور المدينة التي فتحت له أبواب النجاح فتتشابه قصته بعميد الأدب العربي طه حسين فالصعوبات واحدة فوجد صعوبة عند تقديم أوراقه لمدرسة المكفوفين هي كيفية تعلم طريقة “بريل “فتعلمها خلال 20 يوماً في زمن قياسي لصعوبة تعلمها [برايل هي طريقة للقراءة والكتابة البارزة للمكفوفين] ، ومنذ ذلك الوقت لم أتنازل عن المرتبة الأولي حتي حصلت علي 86.10% بالثانوية العامة وهي من التجارب الصعبة الثانية التي كان يخشي أن يصيبه الفشل حيث لم يحصل أي طالب كفيف قبله بعشرة سنوات على مجموع كبير وكان تفوقه ديلا آخر على التميز. وخاصة لرغبته في الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ولكن لم يحالفه الحظ ، ليلتحق بعد ذلك بكلية الآداب بقسم الاعلام بجامعة سوهاج .

طريقة المذاكرة:
واستطرد حديثه أنه يذاكر بمفرده بدون مساعدة أحد بثلاث طرق هي برايل أو استخدام الكمبيوتر إذا كانت الكتب بصيغة “word”،فضلا عن تسجيل الكتب أن لم تتوفر منها نسخة يمكن قراءتها بالكمبيوتر او طباعتها برايل.

واضاف عربي بأنه شارك بمسابقة “فرسان القراءة لطلاب التحدي التي تنظمها الإدارة العامة للمكتبات بوزارة التربية والتعليم ومن خلالها حصل علي المركز الثاني والثالث مرتين علي التوالي ، والخامس والسابع مرتين والثالث عشر ، وتم تكريمه بشهادات التقدير وميداليات ذهبية ومكافآت مالية ، كما شارك بمسابقة تحدي القراءة العرب بدولة الإمارات العربية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم المصرية، وحصل فيها علي مراكز متقدمة وشهادتي تقدير ومدليتين فضلا عن مكافآت مالية وشاركت في أهم مسابقة هي المشروع القومي للقراءة عام 2017 ، والتي تنظمها وزارة التربية والتعليم وحصدت المركز الثالث علي مستوي الجمهورية.

طموح الطالب عربي :
أتمني مقابلة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي فهو أحد أحلامي ، مضيفا برغبته في الترشح للبرلمان المصري.

كما وجه الشكر للدكتور مصطفي عبد الخالق صاحب الفضل الأكبر في ترشيحه ولدعمه لطلاب ذوي الإعاقة
مؤكداً أن رعايته مع توفير كافة سبل النجاح وتهيئة المناخ الملائم له الدور الأكبر فيما حققه من تفوق ، فهو خير داعم وسند حقيقي لكل طالب يسعي لإثبات ذاته والارتقاء بمستوى سقف طموحاته نحو مستقبل مشرق بالعطاء وتخريج الكوادر الوطنية الواعدة.

مضيفاً شكره لعميد كلية الآداب بسوهاج ، و لأساتذة بقسم الإعلام ولكل من قدم له عون أو المساعدة، والشكر لمركز نور البصيرة بالجامعة والذي له دور كبير في تخطي الصعاب تحت إشراف الدكتور عماد الصوينع ونائبه الدكتورة سلمي عبد المنعم .

جدير بالذكر أن عربي نشأ في أسرة ريفية بقرية الواقات التابعة لمركز طما شمال محافظة سوهاج ، ولديه 4 أشقاء بنات وولدين ، منهم شقيقة بكلية التربية والاخرون بالتعليم ما قبل الجامعي ، وهو الأكبر بين أشقائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى