غير مصنف

غلاء المهور في المنيا وراء انتشار ظاهرة أطفال الشوارع والعنوسة وقتل الأزواج

بات غلاء المهور وارتفاع عدد جرامات الذهب المطلوبة من الشباب، عبء كبيرا عليهم وعلى أسرهم عند الإقدام على خطوة الزواج، فليست كل الأسر ميسورة ماديا.

وفي محافظة المنيا بشكل خاص نرى مبالغة في متطلبات الزواج من مهر إلى شبكة مرورا بتأسيس منزل الزوجية ” الفرش”، وقد يتخذوها البعض مصدرا للتباهي فيما بينهم وخاصة بالريف، عندما يطلب الأب مهرا وشبكة لابنته “الزوجة”، أكثر من نظيراتها اللاواتي تزوجن، ولكنه تباه مبالغ فيه يؤثر على الطرف الآخر “الزوج”، وعزوفه عن فكرة الزواج، الأمر الذي أدى إلى انتشار ظواهر سلبية لم نشهدها من قبل، مثل ظاهرة أطفال الشوارع والعنوسة للفتيات، ناهيك عن قتل الأزواج.

وفي التقرير التالي نعرض لكم بعض الآراء في هذا الشأن:

زيادة نسبة العنوسة وجرائم التحرش

وقال فريد الشاعر من أهالي المنيا، “عندنا في الصعيد الأهالي مش بيكتفوا بتكاليف ومصاريف فرش الشقة فقط، بيطلبوا حاجات فوق طاقة الشخص المتقدم لبنتهم، وأدى ذلك إلى عزوف الشباب عن فكرة الزواج، وزيادة نسبة العنوسة بين البنات، وبنشوف وقائع تحرش مكناش بنسمع عنها زمان، بالإضافة إلى جرائم قتل الأزواج والزوجات، الناتج عن تراكمات نفسية، بسبب الطلبات المبالغ فيها عند الزواج، التى أدت بحال من الأحوال إلى إفلاس الزوج وعدم مقدرته على الإنفاق بعد الزواج، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الطلاق، وبالتالي انتشار ظاهرة أطفال الشوارع.

تدخل الدولة حل لمشكلة غلاء المهور

وتابع: “أتمنى تدخل الدولة في مسألة غلاء المهور وارتفاع جرامات الذهب المبالغ فيها عند الزواج، لأن الأرقام المطلوبة مبالغ فيها وغالبا ما تكون فوق مقدرة الشاب المتقدم للزواج، ولأن الأسرة حاليا لا تربي أبنائها بمفردها، فهناك شركاء في تربية الأبناء، مشيرا إلى دور التوعية والخطاب الديني في هذا الشأن من جهة المؤسسات الدينية، ومواجهة المجتمع بنشر القيم والأخلاق من خلالها، موضحا دور المؤسسات التعليمية من خلال المناهج الدراسية في ذلك فهي شريك للأسرة في تربية النشء”.

تكاليف الزواج في الماضي بسيطة

وقال إبراهيم حسانين صاحب سوبر ماركت، “يا ريت نبسط الأمور زي زمان، هتبقى الحياة بسيطة وسهلة على الشباب المقبل على الزواج، وسنتجنب اغلب الحوادث اللي بنسمع عنها حاليا، وهنعيش في سلام وأمان، مؤكدا أن الناس زمان كانوا بيتجوزا بأقل التكاليف، بدون تلفزيون وثلاجة ولا نيش ولا الحاجات الكتيرة اللي بقينا نسمع عنها الآن”.

غارمات وغارمين نتيجة غلاء المهور

وأشارت عبير محمود مُعلمة لغة عربية، “البنت لما بتتجوز في الصعيد أهلها بيطلبوا حاجات مبالغ فيها، مثلا شبكة 100 جرام طيب وفين الشاب حاليا اللي يقدر يشتري عدد الجرامات دي، إلا لو كان وارث، ناهيك عن فرش الشقة أهلها بيجيبولها بالعشرين والتلاتين فوطة وزيهم أطقم ملايات سرير، دا غير أطقم الصيني والأنواع اللي طلعت جديد في أدوات المطبخ “الجرانيت والحلل السيراميك وما إلى ذلك من أشياء ما أنزل الله بها من سلطان، بيرهقوا نفسهم ماديا، الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد الغارمات والغارمين في السجون، لأن الوالدين بيقترضون وعند السداد لا يستطيعون الدفع.

الزواج من أجنبيات يفقدنا ثقافتنا وتقاليدنا

أما الشيخ عمر يوسف باحث في الأزهر الشريف، يؤكد أن المهور ومتطلبات الزواج المرتفعة، دفعت بعض الشباب إلى الزواج من أجنبيات، لأنهن ليس لهن مطالب باهظة مثل المصريات، ومن ثم اختلفت الثقافات والعادات لدينا، وانعكس الأمر بشكل سلبي على أبنائنا، مشيرا إلى الأبناء لأمهات أجنبيات لا ينتمين لمجتمعنا ولا لثقافتنا، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة العنوسة بين بناتنا وتأخر زواجهن، فأصبحت المشكلة في غاية الخطورة، أدت إلى تفاقم المشاكل.

أقلهن مهورا أكثرهن بركة

واستند في ذلك إلى أحاديث شريفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، “التمس ولو خاتما من حديد”، “خير الصداق أيسره”، “خير النكاح أيسره”، “اقلهن مهورا أكثرهن بركة”، الأمر الذي يبدو واضحا وجليا لنا في موضع المهور، وأنه دليل على رفعة مكانة المرأة، فالمرأة ليست سلعة تُباع وتُشترى، ولا تكمن قيمتها في مهرها الكثير، وإلا كانت بنات النبي وزوجاته أغلى النساء مهورا، مستطردا، أن الهدف الأسمى من الزواج هو عفة الإنسان عن الوقوع فيما حرم الله عز وجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى