اقتصاد

“فيرست ريبابليك”.. حلقة في سلسلة انهيارات البنوك الأمريكية

بنك فيرست ريبابليك الأمريكي

تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الاثنين، بحماية أموال المودعين لدى بنك “فيرست ريبابليك”، بعدما تم إغلاق البنك وتعيين المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع كمسؤول إداري عن البنك.

وحاول بايدن، التأكيد أن النظام المصرفي الأمريكي لا يزال آمنا رغم سلسلة انهيارات البنوك الكبرى، التي شلمت 3 بنوك بينها “فيرست ريبابليك” خلال شهرين تقريبا.

وقالت مؤسسة التأمين الفيدرالية إن بنك "جيه بي مورغان" سيتولى مسؤولية جميع أصول وودائع "فيرست ريبابليك" بعد الاستحواذ عليه.

وبدأت قصة انهيار “فيرست ريبابليك” بعد عمليات السحب الواسعة التي أعقبت إفلاس بنك “سيلكون فالي” في مارس الماضي، التي نتج عنها تولد شعور لدى الأثرياء بأن الأرصدة الضخمة لن يتم تغطيتها بنظام تأمين الودائع الفيدرالي، التابع للحكومة الأمريكية، حسبما ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية.

وبلغت قيمة الأموال التي تم سحبها من البنك خلال الأزمة الحالية نحو 100 مليار دولار، مما أدى إلى تراجع أرباحه بنحو الثلث على أساس سنوي.

وكان من بين الحلول التي تم طرحها لمحاولة إنقاذ البنك بيع أصوله بقيمة أقل من قيمتها للحفاظ على استمرار البنك، لكن هذا الحل يؤدي إلى تفاقم الأزمة.

ولذلك تم اللجوء لحل آخر وهو قيام أحد البنوك الأمريكية الكبرى بشراء أصول البنك بقيمة أكبر من قيمتها والتعرض لخسائر محدودة في مقابل تقليل خسائر البنك.

ويكون السبب في موافقة البنوك على هذا الحل هو أن الخسائر التي تتعرض لها ستكون أقل من الرسوم التي ستفرضها عليها شركة تأمين الودائع الفيدرالية “إف دي آي سي” لإنقاذ البنك إذا أعلن إفلاسه، كما أنها ستحصل على حوافز مقابل المشاركة في هذه العملية.

ويؤكد ذلك ما قاله الكاتب الأمريكي جورج فريدمان في مقال، قال فيه إن عمليات إفلاس البنوك والأسباب التي أدت إليها تعكس حقيقة الوضع المعقد، الذي يعاني منه النظام الفيدرالي الأمريكي منذ عقود، مشيرا إلى أن المشاكل تمزق الولايات المتحدة الأمريكية.

انهيارات البنوك الأمريكية

في 10 مارس الماضي تم إغلاق بنك “سيليكون فالي”، الذي أصبح أكبر إفلاس بنكي منذ الأزمة المالية في 2008.

وجاء ذلك قبل يومين من إفلاس بنك “نيويورك سيجنيتشر”.

وعقب عمليات الإفلاس التي تعرضت لها تلك البنوك، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن هذه الأمور تثير تخوفات من أزمات أخرى وهو ما حدث مع بنك “فيرست ريبابليك”، الذي انهار واستحوذ عليه بنك آخر في محاولة لحماية النظام المصرفي الأمريكي.

تصريحات متشابهة لم تمنع الأزمة

في مارس الماضي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن انهيار بنكي “سيليكون فالي” و”سيجنتشر” ربما تسببان فقدان الثقة في القطاع المصرفي، مشيرا إلى أن واشنطن اتخذت عدة خطوات للحد من تلك المخاوف.

ورغم تأكيداته في ذلك الحين على حماية أموال المودعين، إلا أن ذلك لم يمنع حدوث أزمة “فيرست ريبابليك” في أبريل الماضي، وهو ما يثير الشكوك حول إمكانية حماية النظام المصرفي الأمريكي ومنع حدوث انهيارات جديدة لبنوك أخرى في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى