غير مصنف

قلعة قايتباي بين الحضارة والتاريخ.. مشروع يستهدف الحماية من النوات والأمواج



قلعة قايتباي من أهم الاماكن الاثرية بعروس البحر المتوسط والتي يأتي اليها الزائرين من كل بقاع الارض لمشاهدة هذا الحصن المنيع الذي شهد على التاريخ, توجهت محررة “اليوم” الى هذه القلعة العريقة والتي تأخذ شكل المربع تبلغ مساحته 150 م*130 م يحيط به البحر من ثلاث جهات، وتحتوي على الأسوار والبرج الرئيسي في الناحية الشمالية الغربية، وتنقسم الأسوار إلى سور داخلي وآخر خارجي، فالسور الداخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح، أما السور الخارجي للقلعة فيضم في الجهات الأربعة أبراجا دفاعية ترتفع إلى مستوى السور باستثناء الجدار الشرقي الذي يشتمل على فتحات دفاعية للجنود.
ويتخذ البرج الرئيسي في الفناء الداخلي شكل قلعة كبيرة مربعة الشكل طول ضلعها 30 مترا وارتفاعها 17 مترا وتتكون القلعة من ثلاث طوابق مربعة الشكل، وتوجد في أركان البرج الأربعة أبراج نصف دائرية تنتهي من أعلى بشرفات بارزة، وهذه الأبراج أعلى من البرج الرئيسي تضم فتحات لرمي السهام على مستويين، ويشغل الطابق الأول مسجد القلعة الذي يتكون من صحن وأربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة، وكان لهذا المسجد مئذنة ولكنها انهارت مؤخر.

ما الطابق الثاني فيحتوي على ممرات وقاعات وحجرات داخلية، ويضم الطابق الثالث حجرة كبيرة “مقعد السلطان قايتباي” يجلس فيه لرؤية السفن يغطيه قبو متقاطع كما يوجد في هذا الطابق فرن وكذلك طاحونة لطحن الغلال وقد أهملت هذه القلعة في فترة الخلافة العثمانية.

وقال محمد متولي مدير عام آثار الإسكندرية في تصريحات خاصة ل”اليوم” أن قلعة قايتباي أهم القلاع على ساحل البحر المتوسط وأنشأها السلطان المملوكي أبو النصر الأشرف قايتباي ما بين عامي “882- 884 ه / 1477 – 1479 م” مكان فنار الإسكندرية القديم وعلى أساسات الفنار الذي تهدم نهائياً في سنة ” 702 ه / 1303 م ” في عهد السلطان الناصر مُحمد بن قلاوون .

وأضاف متولي أن الغرض من بنائها كان حماية السواحل المصرية من الأخطار الخارجية ، وقد أشرف على بنائها البدري ابن الكويزر والعلائي بن قاضي بك . واشتملت القلعة على مسجد وفرن وطاحونة ومخازن للأسلحة ومقعد مطل على البحر لرؤية المراكب الداخلة إلى الميناء الشرقية ، إضافة إلى السور الخارجي ، والسور الداخلي “الذي أنشأه مُحمد علي ” ، وقد تهدمت أجزاء كثيرة من القلعة حينما ضرب الإنجليز الإسكندرية في 11 يوليو 1882 م ، وأعيد بناء الأجزاء المتهدمة وتم ترميم القلعة على فترات مختلفة ، وتبلغ مساحة القلعة حوالي 17750 م .
أما عن المشروع الهندسي الجديد فقال “متولي” ان هناك مشروع يقوم بتنفيذة الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ بوزارة الموارد المائية والري وبالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار وبناء علي موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية وبتكلفة 267 مليون جنية حيث تجري الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ أول مشروع هندسي بحري متكامل من نوعه لحماية قلعة قايتباي بالإسكندرية من تأثير النوات الشتوية وأمواج البحر العالية وبنسبة حماية 100% ويقع المشروع الذي جرى تنفيذ نحو 95 % منه حتى الآن، في 4 أجزاء الجزء الأول عبارة عن بناء حاجز أمواج بطول 520 متراً، ومشاية خرسانية بطول 110 أمتار ولسان حجرى بطول 30 متراً ورصيف بحري بطول 100 متر.
وتظل قلعة قايتباي شامخة تشهد على التاريخ والحضارة المصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى